"الفراشة".. يسرا مارديني تروي قصتها مع اللجوء والإلهام في سيرة ذاتية
"لا أحد يقرر الفرار، لم يكن لدينا خيار آخر" تقول السباحة السورية الشهيرة يسرا مارديني في كتاب جديد يروي قصتها.. ماذا جاء فيه؟
في يوم ما لم يكن يعرف الدمار والحرب، كانت يسرا وشقيقتها الكبرى شغوفتين بتدريبات السباحة الجادة في أحد النوادي الرياضية بالعاصمة السورية دمشق، وكان والدهما آنذاك هو من يقوم بتدريبهما، كان يفعل ذلك لتتويج حلمه وعائلته بأن تصبح الفتاتان بطلتي سباحة تحصدان الميداليات الذهبية في الأولمبياد، ولم يكن في الحقيقة يعلم أنه كان يقوم بتحضيرهما لما هو أبعد.. "النجاة بأعمارهما".
ففي عام 2015 صعدت يسرا مارديني قاربا صغيرا مكتظا باللاجئين، بما لا يليق بطفولتها أبدا، وذلك لتهرب على متنه من الحرب في بلادها سوريا، وذلك في رحلة عبر بيروت ثم أزمير التركية وصولا إلى اليونان.
اشتهرت في تلك الفترة قصة باتت أيقونة في تاريخ اللجوء الإنساني في العالم، حيث تعرض هذا القارب الذي كان يقل مارديني لعُطل مؤسف، وعندها قررت يسرا وشقيقتها ومعهما سيدة أخرى أن يهبطن من القارب ويسحبنه في البحر 3 ساعات كاملة حتى وصلن ونجون به إلى الشاطئ.
لم تفتعل مارديني البطولة، إنما صنعتها بفطرة إنسانية بريئة قبل تفوقها الرياضي، طلبت بعدها اللجوء لألمانيا، حيث استأنفت مارديني تمريناتها في نادي فاسافروند شبانداو Wasserfreunde Spandau 04 في برلين، وتطور مستواها بشكل لافت، حتى باتت واحدة من بين الرياضيين العشرة المشاركين ضمن فريق اللاجئين في أولمبياد ريو عام 2016، حيث شاركت في سباق 100 متر سباحة حرة وسباق 100 متر فراشة.
سيرة ذاتية
تشغل تلك الفتاة، مواليد 1998، العالم حتى اليوم، ويتلقاها كملهمة قبل أن تكون بطلة، وأخيرا أصدرت دار "بان ماكميلان Pan Macmillan" سيرة ذاتية عن قصة حياة يسرا مارديني تحمل اسم "Butterfly": "فراشة: من لاجئة إلى أولمبية، حكايتي للنجاة، والأمل والنصر".
يقع الكتاب في 288 صفحة، ويدور على لسان مارديني منذ رحلتها الشاقة في اللجوء، وحتى تتويجها كسفيرة للنوايا الحسنة، لتكون بعد تعيين مفوضية الأمم المتحدة للاجئين UNHCR هي الأصغر عمرا في العالم الحاصلة على هذا المنصب الرفيع، كما اختارتها مجلة "تايم" ضمن واحدة من أكثر الشباب تأثيرا في عام 2016، واختيرت حسب مجلة “بيبل” كواحدة من 25 امرأة ممن غيرن العالم.
أطفال في خطر
أطلقت دار النشر السيرة الذاتية لمارديني "Butterfly" قبل أيام، وألقت سفيرة النوايا الحسنة كلمة مؤثرة خلال التوقيع الأول لها وتحدثت فيها عن أبرز محطات الكتاب ولقطات لا تنساها مُدونة به، منها رحلة لها إلى إيطاليا التقت خلالها بلاجئين أفارقة وصلوا إلى هناك، وقالت: "كان ذلك محزناً لدرجة أنني بكيت. قصتي بسيطة مقارنةً بقصص الأشخاص الذين فروا من أفريقيا، فقد عبروا الصحراء ولا ينجو منهم سوى شخص واحد من أصل 14، المفوضية تقوم بعمل رائع" متحدثة عن مفوضية شئون اللاجئين الأممية.
وعن لحظة القرار الأصعب عرجت يسرا: "عائلتي هي السباحة والسباحة هي عائلتي. هذا كل ما أردته. ولكن، سقطت قذيفة على النادي وقرر والداي فعل ما يفعله كل الآباء عندما يرون أطفالهم في خطر، فقررنا مغادرة سوريا"، وتتابع بنبرة علّمتها لها الحرب مبكرا جدا "لا أحد يقرر الفرار، لم يكن لدينا خيار آخر ولم يكن لأحد أي خيار آخر".
وتجدر الإشارة إلى أن السيرة الذاتية ليسرا مارديني تصدر في الوقت الذي تكثف فيه البطلة السورية التدريبات استعدادا للمشاركة في دورة في دورة الألعاب الأولمبية لعام 2020 التي ستقام في طوكيو.
aXA6IDE4LjIyMy4yMDYuODQg جزيرة ام اند امز