تحدي القراءة العربي في مصر.. "زخم يبعث بالسعادة" (خاص)
أكد مسؤولون ودبلوماسيون وفائزون على نجاح مبادرة تحدي القراءة العربي في دورتها السابعة التي عقدت في القاهرة، الثلاثاء.
وشددوا في حديث لـ"العين الإخبارية" على عمل المبادرة على بناء الإنسان والشغف بالقراءة مما يزيد من وعي الأجيال المقبلة وقدرتها على مواجهة الأفكار والتحدث باللغة العربية بشكل سليم.
مليار كتاب
وقال الدكتور عبدالكريم سلطان العلماء، المدير التنفيذي لمؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، إن الدورة السابعة من تحدي القراءة العربي شهدت مشاركة أكثر من 25 مليون مشترك من 46 دولة، ومن مصر وحدها تخطى العدد 15 مليون طفل.
وأضاف سلطان العلماء، في تصريحات لــ"العين الإخبارية"، أنه تمت قراءة مليار كتاب باللغة العربية خلال المبادرة، مشيرا إلى "أننا نرى الثمار على الأطفال والأجيال المقبلة بعد تحدثهم باللغة العربية السليمة مما يشعرنا بالفخر بأن التحدي أتى ثماره بالحفاظ على اللغة".
وعن تأثير المبادرة على زيادة الوعي لدى الأجيال المقبلة ومواجهة الأفكار المتطرفة، أشار إلى أن القراءة تجعل تلك الأجيال متسلحة بالعلم والقراءة والانفتاح على الحضارات الأخرى كما تجعل لديهم مخزونا قويا عن حضارتهم، لافتا إلى أن ذلك كله يعطيهم ثقة بأنفسهم وثقافتهم ومفرداتهم مما يجعله يستطيع أن يرد على أي شيء.
وأكمل أن الطفل حينما يقرأ في العلوم والأدب والمجالات الأخرى فإن ذلك يجعله نواة لزيادة العلماء العرب في المستقبل، مبينا أن المبادرة زادت من شغف الطلاب بالقراءة والحب للغة والجائزة ساعدتهم، ودخل معهم أصحاب الهمم بمشاركة 22 ألف طالب هذا العام من الوطن العربي.
وعن الكتب التي تتحدث عن التغير المناخي في إطار استضافة الإمارات قمة cop28، أكد المدير التنفيذي لمؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، أن المبادرة شملت الأطفال من الصف الأول حتى الثاني عشر، مؤكدا أن طلاب المراحل العليا قرأوا كتبا عن التغير المناخي وتأثيره على الأرض والمناخ.
زخم يؤكد نجاح المبادرة
وفي السياق ذاته، قالت مريم خليفة الكعبي، سفيرة الإمارات لدى جمهورية مصر العربية، مندوبة الدولة الدائمة لدى جامعة الدول العربية، إن زخم الأطفال المصريين للمشاركة بالقراءة بعث بالسعادة لنجاح تلك المبادرة.وأضافت الكعبي في تصريحات لــ"العين الإخبارية" أن تلك المبادرة تعد من أهم وأكبر المبادرات المعنية باللغة العربية على مستوى العالم، مشيرة إلى أن مشاركة وزارة التربية والتعليم بأكثر من 15 مليون طالب وطالبة بالإضافة إلى 2 مليون من الأزهر الشريف بمجموع أكبر من 17 مليونا من مصر فقط عدد كبير يؤكد نجاح تلك المبادرة التي تستثمر في بناء الإنسان العربي ووعيه المعرفي.
وأكدت أن "دولة الإمارات تسعى في اتجاه بناء الإنسان منذ قيامها في عام 1971 ونحن نستثمر في ذلك الجانب، فهي تواصل اليوم كتابة الإنجاز وتوفير كل ما من شأنه الارتقاء بمستوى الأجيال العربية الجديدة ترجمة لرؤى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي".
وثمنت مريم الكعبي عالياً المشاركة القياسية لطلاب وطالبات مصر في الدورة السابعة، معتبرة أن هذا الزخم يمثل نجاحاً جديداً لمصر ولمبادرة تحدي القراءة العربي، ولكل معني بالشأن المعرفي والثقافي.
تحول العزوف لشغف
من جانبها، قالت الفائزة بجائزة لقب المدرسة المتميزة، عن مدرسة الشهيد الطيار علي محمد علي بيه من منطقة المنيا التعليمية في صعيد مصر، عزة فاروق، إن المشاركة تعد السابعة لهم، مشيرة إلى أنه تم وضع خطة ومعايير ساهمت بزيادة أعداد الطلاب بنسبة 100%.
وأضافت لــ"العين الإخبارية": "المبادرة ساهمت في خروج المدرسة للمجتمع المحلي، وإنشاء مبادرات منها (عائلتي تقرأ) للاهتمام بالأسرة ككل ونشر الثقافة"، لافتة إلى أن قراءة الطلاب تخطت الخمسين قصة شهريا، مشيرة إلى أن طلاب مدرستها حصلوا على المراكز الأولى على مستوى المحافظة.
وأوضحت أنه قبل المبادرة كان هناك عزوف عن دخول المكتبة وبعدها زاد الإقبال عليها والاستعارة مما ساعد في شغف الطلاب بالقراءة الورقية، مبينة أن المبادرة تأتي في إطار خطة مصر أيضا 2030 الخاصة بوجود طالب قارئ مبدع التفكير والبحث والاستقصاء، مؤكدة على سعادتها بالجائزة المدرسة المتميزة.
شارك في تحدي القراءة العربي في دورته السابعة من مصر، 15335747 طالباً وطالبة، منهم 12546 طالباً وطالبة من فئة أصحاب الهمم، مثلوا 26465 مدرسة وتحت إشراف 37220 مشرفاً ومشرفة شاركوا في تصفيات الدورة السابعة من التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم، وتنظمها مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" منذ إطلاقها في العام 2015 بتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
تشجيع الانفتاح الحضاري
ويهدف تحدي القراءة العربي، إلى ترسيخ ثقافة القراءة باللغة العربية، كلغة قادرة على مواكبة كل أشكال الآداب والعلوم والمعارف، وتحبيب الشباب العربي في لغة الضاد، وتشجيعهم على استخدامها في تعاملاتهم اليومية.ويسعى التحدي إلى تعزيز أهمية القراءة المعرفية في بناء مهارات التعلم الذاتي، وبناء المنظومة القيمية للنشء من خلال إطلاعهم على قيم وعادات ومعتقدات الثقافات الأخرى، وهو ما يرسخ مبادئ التسامح والتعايش وقبول الآخر، ويشجع الحوار والانفتاح الحضاري والإنساني.
كما يهدف التحدي إلى فتح الباب أمام الميدان التعليمي والآباء والأمهات في العالم العربي لتأدية دور محوري في تغيير واقع القراءة وغرس حبها في الأجيال الجديدة.
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4xNDcg
جزيرة ام اند امز