توجهات سفر الأمريكيين تنعش توقعات السياحة لعام 2024
أخيرا، لجأ الأمريكيون محبو السفر، الذين يسعون لتعويض ما فاتهم بعد أن أدت جائحة كورونا إلى وقف خطط سفرهم لأكثر من عام إلى إعادة تخطيط
مواعيدهم بالفعل لتنفيذ تلك الخطط، وهم الآن يتطلعون للانطلاق إلى وجهاتهم الجديدة المقبلة، حسب ما يقول خبراء السياحة.
وذكرت صحيفة ذا دالاس مورنينغ نيوز الأمريكية أنه بعد عامين من تعويض المسافرين للوقت الضائع خلال جائحة كورونا، وصل السفر من أجل الترفيه " لمستوى جديد"، حيث يبحث المسافرون عن أماكن جديدة للسفر إليها. فقد انتهت القيود المرتبطة بكورونا، أو على الأقل هذا ما يقوله خبراء السفر.
وفي المقابل، سوف يرى المسافرون أسعار تذاكر طيران تبدو مماثلة أو حتى أقل مما كانوا يقومون بدفعه خلال عام 2019، وتتيح المرونة في أماكن العمل الفرصة للسفر من أجل الترفيه، مما يؤدي لتراجع السفر بغرض تعويض الوقت الضائع. وقال مات سوديربيرغ، الخبير في مجال الطيران بشركة ديلويت للمحاسبة إنه ما زالت هناك رغبة كبيرة في السفر وتجربة أماكن جديدة.
وأضاف" الأمر لم يعد يتعلق بمجرد الرغبة في حجز رحلة إلى فندق، ولكن المسافرين يبحثون أيضا عن رحلات قصيرة وتجارب أثناء القيام بتلك الرحلة".
ووفقا لأحدث تقرير لشركة ديلويت بشأن قطاع السفر، فإنه في خلال عام 2021، كان نصف المسافرين خلال فصل الصيف يبحثون عن " فرصة للهروب بعد الإغلاق". واستمر هذا التوجه خلال عام 2022 ومطلع عام 2023، ولكنه تراجع بحلول موسم العطلات خلال عام 2023، حيث قال 11% إنهم يقومون بالتعويض عن الرحلات التي لم يستطيعوا القيام بها خلال فترة الجائحة. وعلى الرغم من ذلك، يبدو أن موسم السفر سوف يكون أكثر ازدهارا خلال العام الجاري.
وقالت هايلي بيرغ، كبيرة الاقتصاديين في شركة هوبر للحجوزات إن تذاكر الطيران سوف تكون مثلما كانت عليه قبل جائحة كورونا. وعلى مستوى العالم، في المناطق التي عادت حركة السفر بها بكامل طاقتها مثل أوروبا والمكسيك وأمريكا الوسطى، سوف تبقى الأسعار كما هي حتى حدوث تغيرات كبيرة. وهذه التغيرات يمكن أن تكون التغيرات ما قبل الجائحة والتي رصدتها شركات الطيران، أو زيادة المنافسة، أو انخفاض تكاليف الوقود، أو وافدين جدد للسوق أو توسع في خدمات شركة الطيران.
وأضافت بيرغ " بالنسبة لأوروبا، على سبيل المثال، فإنه بناء على المقصد الذي ستتوجه إليه، يمكن لتذاكر الطيران أن تصبح أعلى قليلا في معظم المدن الكبرى مثل لندن وباريس وروما وأثينا، سوف نرى تذاكر طيران ربما تكون أعلى من مستويات 2019، ولكن أقل بكثير من الأسعار المرتفعة للغاية التي رأيناها خلال العامين الماضيين". وأوضحت" مازالت آسيا تعد استثناء- تلك مسارات، عبر المحيط الهاديء، مازالت تستعيد طاقتها في آسيا على وجه الخصوص، لذلك مازالت الأسعار مرتفعة للغاية مقارنة بما قبل جائحة كورونا".
وأشارت بيرغ إلى أن الطلب على السفر الدولي مازال مرتفعا. ففي خلال العام الماضي، تدفق المسافرون إلى مقاصد في أنحاء العالم، على الرغم من ارتفاع تذاكر الطيران وتكاليف الإقامة. ووفقا لمكتب إحصاءات النقل، بلغ المتوسط العام لتذاكر الطيران المحلي 367.79 دولار خلال الربع الثالث من العام الماضي. وخلال نفس الربع من عام 2019، بلغ متوسط التذاكر 345.09 دولار.
وقال روبرت إيسوم، المدير التنفيذي لشركة أمريكان إيرلاينز خلال أحدث اجتماع للشركة بشأن الإيرادات إن" الطلب مازال قويا، لقد شهدنا انتعاشا في الحجوزات في بداية العام، في الوقت الذي بدأ فيه السفر يعود لمستوياته الطبيعية".
ويذكر أنه خلال عام 2023، قامت شركة أمريكان إيرلاينز وشركاؤها الإقليميون بتسيير نحو مليوني رحلة جوية، بمتوسط عامل حمولة يبلغ 83.5%، مما أدى لتسجيل أفضل نتائج" على الإطلاق" خلال الربع الرابع والعام بأكمله. كما سجلت أمريكان إيرلاينز، ومقرها فورت وورث أدنى عدد إلغاءات للرحلات على أساس سنوي منذ الاندماج مع شركة يو إس إيروايز خلال عام 2013. وسجلت أمريكان إيرلاينز أرباحا بقيمة 822 مليون دولار خلال عام 2023، وإيرادات قياسية بقيمة 53 مليار دولار.
وعلى الجانب الآخر، قالت شركة ديلويت إن أصحاب الأعمال قاموا بتغيير أماكن العمل بصورة كبيرة بعد جائحة كورونا من خلال مكاتب العمل عن بعد أو النظام الهجين. ووصف سوديربيرغ هذا الأمر بـ " السفر بجهاز اللابتوب" حيث يصطحب العاملون العمل معهم خلال هذه العطلات أو خلال الرحلات القصيرة أثناء العام. ووفقا لتقرير لمؤسسة غالوب، خلال عام 2019، كان 60% من العاملين القادرين على العمل عن بعد يؤدون عملهم وهم في المكتب. وقد تراجعت هذه النسبة إلى 20% خلال عام 2023.
وأشارت ديلويت إلى أنه طوال هذا الوقت استمر سفر الشركات في الانتعاش، ولكن المكاسب تراجعت. مع ذلك، من المرجح أن يتجاوز إنفاق سفر الشركات الأمريكية مستويات ما قبل جائحة كورونا خلال العام المقبل. ووفقا لتقرير مؤشر سفر الأعمال بجمعية سفر الأعمال العالمية الذي صدر الصيف الماضي، فإن الإنفاق سوف يرتفع إلى 1.8 تريليون دولار بحلول عام 2027.
وبالنظر إلى شهر مارس/آذار الحالي، سوف تكون عطلة فصل الربيع نقطة محورية لشركات الطيران. ووفقا لشركة هوبر، فإن 90% من الذين يعتزمون السفر خلال فصل الربيع يقولون إن السعر والقدرة على تحمل التكاليف تمثل أولوية بالنسبة لهم.
وقال سوديربيرغ إن هذا العام سوف يعتمد على كيفية سير الأحوال الاقتصادية- إذا كان يمكن للمسافرين تحمل تكلفة القيام برحلات كبرى.
aXA6IDMuMTQuMTMyLjE3OCA= جزيرة ام اند امز