"باريس للكتاب" يتناول الملامح الاستثنائية لشخصية الشيخ زايد
ندوة "زايد الخير" استعادت تجربة "المغفور له" الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإنجازاته الاستثنائية في السياسة والثقافة.
استضاف جناح الشارقة في معرض باريس للكتاب 2018، أمس الجمعة، كلاً من محمد المر، رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، وجاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي بباريس، في ندوة استعادت تجربة "المغفور له" الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإنجازاته الاستثنائية في السياسة والثقافة وإثراء الحوار بين الشرق والغرب، تحت عنوان "زايد الخير".
وأدار الندوة التي جاءت ضمن فعاليات اختيار الشارقة ضيفًا مميزًا على المعرض، د. علي بن تميم، مدير عام أبوظبي للإعلام، الذي تحدث في البداية عن خصوصية الاحتفاء بـ"زايد الخير" في عاصمة النور وبرعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، معتبرًا أن في ذلك دلالة على أن حياة زايد لم تنتهِ بموته، فهو لا يزال حاضرًا في قلوب الناس.
ورحّب بن تميم بالمتحدّثين، محمد المر وجاك لانغ، مذكرًا بأن لانغ كان حاضرًا في حفل افتتاح أوّل نسخة من معرض باريس الدولي للكتاب عام 1981، حيث أطلقت هذه التظاهرة حين كان وزيرًا للثقافة في فرنسا، مشيرًا إلى أنه طالما كان جسرًا معرفيًا بين الشرق والغرب، وهو الذي كان حاضرًا في حدث ثقافي آخر جمع فرنسا بالإمارات، والمتمثل بافتتاح لوفر أبوظبي في نوفمبر من العام الماضي.
وتوجه محمد المر في بداية حديثه بالشكر والتقدير إلى حاكم الشارقة، على جهوده ومبادراته الثقافية والمعرفية، قبل الانتقال إلى الحديث عن مسيرة الشيخ زايد "رحمه الله" حيث اعتبره "ظاهرة بين قيادات العالم الثالث، فبعد نهاية الاستعمار، حكمت قيادات تاريخية عديدة بلدانها، تاركة وراءها إرثًا مختلطًا، بعضها فرض ديكتاتورية وآخرون فشلوا في تحقيق التنمية حتى أن الآمال التي علقت على هذه القيادات تبخّرت بعد عقود قليلة، لكن الشيخ زايد كان استثناء".
وأشار المر إلى أن "كثيرين يعيدون نهضة دولة الإمارات إلى النفط، غير أن دولا كثيرة تحوّلت فيها هذه الثروة الطبيعية من نعمة إلى نقمة، ولم تستفد قيادات دول كثيرة منه لتطوير شعوبها، لكن زايد وإدارته الحكيمة أوصلت الإمارات إلى ما هي عليه، وهي نموذج ليس في الخليج العربي وحده بل في كل بلاد العالم".
وفي كلمته بالندوة، قال جاك لانغ: "يسرّني كثيرًا المشاركة في هذه الاحتفالية، حيث نتحدّث عن الشيخ زايد في ضيافة الشارقة وحاكمها الذي هو رجل ثقافة بامتياز، وهو ما يظهر بشكل جلي من خلال ما قدّمه للشارقة على مدار العقود الماضية من إنجازات ثقافية وفكرية كثيرة".
وحول الشيخ زايد، قال لانغ إنه كان محظوظًا بأنه التقاه حين كان عضوًا بالحكومة الفرنسية في ثمانينيات القرن الماضي، سواء في الإمارات أو في فرنسا، ويحسب له معجزة تجميع إمارات متفرّقة في دولة قوية، وقد تواصلت هذه القوة بعد رحيله ما يشير إلى حسن التخطيط، مضيفًا أن إنشاء دولة الإمارات إنجاز سياسي مهم، ليس من السهل تحقيقه.