"شرقاوي" يستدعي أبطال الحكايات القديمة في "الجمل الأزرق"
"حكايات الجمل الأزرق" للأطفال للطاهر شرقاوي صدرت ضمن سلسلة "سنابل" عن الهيئة المصرية للكتاب وبرسوم الفنانة الفلسطينية أماني البابا
من حكايات الكبار إلى قصص الأطفال، يتنقل بخفة كالسائر على الحبل، بمرونة الوصف يشكل عالماً بعيداً عن إخفاقات الأيام وكآبتها، انتقاء الكلمات يحرض على الحياة والتمسك بها، على عكس ما تظن بطلة حكاياته "سما" أن تأليف الحكايات صعب وممل، تستدعى حواديت الكاتب الطاهر شرقاوى أساطير الجدود ببساطة، ليشاركوا فى حياتنا اليومية، ويصنعوا منها حكايات جديدة، عن جمل أزرق.
"حكايات الجمل الأزرق"، صدرت مؤخرًا ضمن مطبوعات الهيئة المصرية العامة للكتاب، عن سلسلة "سنابل" التى يرأس تحريرها محمد بغدادي، ومدير التحرير الشاعر عبده الزراع، وبرسوم الفنانة الفلسطينية أماني البابا.
من قصص وروايات "فانيليا"، "عن الذي يربي حجرًا في بيته"، "عجائز قاعدون على الدكك"، "حضن المسك"، إلى قصص الأطفال، وآخرها "الجمل الأزرق"، و"سما تكتب حكاية"، يودع الطاهر شرقاوي أبطاله القدامى، ويعطى المساحة الأكبر لسما، كي تستدعى أبطال الأساطير القديمة ليساعدوها في تأليف حكايتها الأولى.
بخبطة من قدم الطفلة يستدعي المؤلف السندباد، وعلي بابا، وجحا، والشاطر حسن، فتتجسد أمام القارئ حكاياتهم الأسطورية المأثورة، فقط بخبطة قدم: "كانوا قصيرين جدًا، في طول شبر ونصف، وخفيفين مثل البالونات، يتكلمون بصوت مرتفع، ويقفزون من على السرير إلى الأرض، ومن الأرض إلى الكرسي، ومن الكرسي إلى سطح المكتب، ثم يطيرون بخفة في فضاء الغرفة".
ليس مألوفًا أن تقابل جملًا أزرقًا، إلا في عوالم سما التي يمتزج فيها الواقع بالخيال، لتخرج من حكايتها مقتنعًا أن الأزرق يليق بالجمل: "جلس الجمل واضعًا ساقًا على ساق، وقال في هدوء: "كما سمعتما.. أريد أن يكون لوني أزرق"، قالت سما في ثقة وحسم: "لكن لا توجد جمال زرقاء"، رد الجمل: "السماء لونها أزرق، والبحر لونه أزرق، فلماذا لا يكون هناك جمل أزرق؟"، لم تجد سما وسلمى إجابة تردان بها على الجمل، أخذتا تفكران.. وتفكران..".
في حكايات "الجمل الأزرق"، سنقرأ أيضاً:
- ياه.. إن تأليف الحكايات صعب، وممل أيضًا.
نظرت سما حولها، إلى الكتب المبعثرة على المكتب، والسرير، وأرضية الغرفة، قالت في سرها: لكن أبطال الحكايات يقولون كلامًا كثيرًا، ويدخلون في مغامرات مثيرة، بالتأكيد هم يعرفون، ماذا قالت سما بطلةُ الحكاية.
قامت سما، ضربت بقدمها على الأرض، وقالت بصوت هادئ، وفي نبرات كلها رجاء وتوسل:
-أرجوكم.. اخرجوا من الكتب وساعدوني.
الطاهر شرقاوي، كاتب روائي مصري، قاص وشاعر، يعمل نائباً لرئيس تحرير مجلة "قطر الندى" للأطفال، من أعماله: رواية "فانيليا" التي نال عنها جائزة ساويرس للإبداع الثقافي أفضل عمل لروائي شاب سنة 2012، وله أيضاً "عن الذي يربي حجراً في بيته"، التي فازت بدورها بجائزة أفضل رواية في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2013.. له رواية وديوان شعر قيد الطبع.