بعد وفاة طفل بالحصبة.. مخاوف بريطانية من عودة المرض «المنسي»

أطلق خبراء الصحة في بريطانيا تحذيراً عاجلاً بعد وفاة طفل في مستشفى ألدر هاي بمدينة ليفربول نتيجة إصابته بالحصبة.
يأتي التحذير، وسط تزايد الإصابات وانخفاض مقلق في معدلات تلقي الأطفال للقاح الثلاثي ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية.
وفي ظل تراجع نسب التطعيم في بعض المناطق مثل لندن، ليفربول، مانشستر وبرمنغهام إلى ما دون 65%، دق الأطباء ناقوس الخطر، مؤكدين أن الحصبة لا تزال مرضا معديا وخطيرا قد يودي بحياة الأطفال، خصوصًا غير المحصنين أو ممن يعانون من مشاكل صحية مسبقة.
وأكد مسؤولو الصحة أن التغطية المثالية لتجنب تفشي المرض تتطلب تلقي 95% من الأطفال للجرعتين الكاملتين من اللقاح، بينما لا تتجاوز النسبة حاليًا 85.2% على مستوى المملكة المتحدة، وهي من أدنى المستويات خلال العقد الماضي.
وقال البروفيسور السير أندرو بولا رد، مدير مجموعة أكسفورد للقاحات: "سجلنا نحو 3,000 إصابة بالحصبة العام الماضي، بينها وفاة واحدة، وتجاوز عدد الحالات المؤكدة 500 حالة منذ بداية هذا العام. وفي ظل هذا الانتشار، فإن وقوع وفيات جديدة كان أمرا مأساويا لكنه متوقع".
ووصفت البروفيسورة هيلين بيدفورد، خبيرة صحة الأطفال في كلية لندن الجامعية، وفاة الطفل بأنها "مأساة يمكن تجنبها بالكامل"، مؤكدة أن "لا حاجة لإصابة أي طفل بالحصبة في ظل توافر اللقاح الفعال".
وأشارت تقارير إلى أن الطفل المتوفى هو أحد 17 طفلاً عولجوا مؤخرًا في مستشفى ألدر هاي من حالات حصبة حادة، حيث تم إدخالهم بعد ظهور مضاعفات خطيرة، بينها التهاب الدماغ والالتهاب الرئوي.
من جهته، حذر البروفيسور إيان جونز، خبير الفيروسات في جامعة ريدينغ، من أن انخفاض نسب التطعيم يعني أن الفيروس "سيجد طريقه حتما إلى الأطفال الضعفاء صحياً، ما يجعل العدوى كارثية في بعض الحالات".
وفي حين أن الحصبة كانت في الماضي مرضا شائعا قبل توفير اللقاح، فقد أدى نجاح برامج التطعيم إلى تراجع الإصابات، بل وحصول بريطانيا سابقًا على "شهادة القضاء على المرض" من منظمة الصحة العالمية. لكن البلاد خسرت هذا الاعتراف في عام 2019 بسبب تراجع نسب التطعيم.
نسب متدنية ومخاوف من تفشي واسع
وتشير أحدث البيانات من وكالة الأمن الصحي البريطانية إلى أن أقل من ثلاثة أرباع أطفال ليفربول البالغين خمس سنوات حصلوا على الجرعتين المطلوبتين من اللقاح الثلاثي، فيما تنخفض النسبة إلى أقل من 65% في بعض مناطق العاصمة لندن، في حين تتجاوز النسبة 95% في مناطق مثل روتلاند ونورثمبرلاند.
ورغم أن وفيات الحصبة في الدول المتقدمة نادرة، إلا أن المرض قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، حيث يُصاب واحد من كل خمسة أطفال بعدوى تستدعي دخول المستشفى، ويطور واحد من كل 15 حالة مضاعفات حادة مثل التهاب السحايا أو تعفن الدم.
دعوات عاجلة للتطعيم الجماعي
وفي محاولة للسيطرة على الوضع، وجه مسؤولو الصحة في ليفربول رسالة مفتوحة إلى أولياء الأمور لحثهم على التأكد من تطعيم أطفالهم.
وقال البروفيسور مات آشتون، مدير الصحة العامة في المدينة: "أنا قلق للغاية من أن المرض قد يتفشى بقوة في مجتمعنا، خاصة في ظل وجود عدد كبير من الأطفال غير المحصنين. ما نشهده الآن هو زيادة مطردة في الحالات، ومؤشرات على اقترابنا من تفشٍ كبير ما لم نتحرك بسرعة".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjgg جزيرة ام اند امز