بعد 8 سنوات.. عملية سرية تكشف لغز اختفاء مراهق من محطة حافلات
![المراهق دانيال موركومب](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/08/214-210257-child-disappearance-bus-station_700x400.jpg)
في السابع من ديسمبر/كانون الأول عام 2003، انطلق الشاب دانيال موركومب من منزله في منطقة صن شاين كوست في ولاية كوينزلاند الأسترالية، بهدف شراء هدايا عيد الميلاد.
كان موركومب في الثالثة عشرة من عمره، وذهب إلى محطة حافلات قريبة على بعد أقل من ميل واحد، متجهاً إلى مركز "صن شاين بلازا" للتسوق والحلاقة. كانت هذه الرحلة معتادة بالنسبة له، إذ قام بها أكثر من مرة سابقاً، لكن هذه المرة كانت مختلفة، فقد اختفى ولم يعد.
كان آخر مرة شوهد فيها دانيال وهو يرتدي قميصاً أحمر، يقف عند محطة الحافلات غير الرسمية بالقرب من جسر فوق الطريق، الساعة الثانية ظهراً. الحافلة التي كان يعتزم ركوبها تعطلت، وعندما وصلت الحافلة البديلة، مرّت بسرعة دون التوقف بسبب تأخرها في المسار.
أصبحت عائلة دانيال في حالة قلق عندما تأخر في العودة، فبدأت البحث عنه، ليتم الإبلاغ عن اختفائه في نفس المساء، مما أدى إلى إطلاق واحدة من أكبر التحقيقات في تاريخ ولاية كوينزلاند. شارك أكثر من 100 ضابط شرطة في التحقيق، وتم إجراء مقابلات مع أكثر من 10 آلاف شخص، كما تم تحديد أكثر من 33 شخصاً كمشتبه بهم محتملين.
أحد هؤلاء المشتبه بهم كان بريت بيتر كوان، البالغ من العمر 29 عاماً في ذلك الوقت، حيث تم رصد مركبته في لقطات فيديو قرب موقع اختفاء دانيال. لكن الشرطة لم تكن تمتلك أدلة كافية لإلقاء القبض عليه في تلك اللحظة.
استمر التحقيق في القضية، وفي عام 2010، بدأت جلسات التحقيق في اختفاء دانيال. خلال التحقيق، تم استجواب كوان حول سجله الجنائي، الذي تضمن اعتداءات جنسية على أطفال. في يوليو 2011، أطلقت الشرطة عملية سرية أدت إلى اعتقاله، حيث اعترف كوان لرجال الشرطة المتنكرين بأنه اختطف دانيال بعد أن رآه في محطة الحافلات. وأضاف أنه عرض عليه توصيله إلى مركز التسوق، ومن ثم قام باختطافه إلى منزل مهجور حيث اغتصبه، ثم قام بخنقه بعد أن حاول دانيال الهروب.
أثبت التحقيق أن دانيال توفي خلال ساعة من اختطافه نتيجة الاختناق، وأشار كوان إلى أنه تخلص من جثة دانيال في غابة كثيفة بالقرب من موقع تعدين قديم، ثم رمى ملابس دانيال وأحذيته من جسر إلى مجرى مائي. كما عاد إلى الموقع بعد أسبوع ليخفي الأدلة المتبقية.
تم القبض على كوان في أغسطس/آب 2011 ووجهت إليه تهم القتل والتعدي على جثة شخص. وفي مارس/آذار 2014، تمت إدانته بتلك التهم وحكم عليه بالسجن المؤبد مع الحد الأدنى من 20 عاماً دون إمكانية الإفراج المشروط.
في عام 2012، تم دفن دانيال في مراسم تأبين حضرها مئات الأشخاص من جميع أنحاء المنطقة. ومنذ ذلك الحين، أسس والداه، بروس ودينيس موركومب، "مؤسسة دانيال موركومب"، التي تهدف إلى تعليم الأطفال والشباب كيفية الحفاظ على سلامتهم الشخصية ومنع التعرض للإيذاء. كما تنظم المؤسسة "يوم دانيال" السنوي، الذي أصبح أكبر حدث في أستراليا للتوعية بسلامة الأطفال.
aXA6IDMuMTQyLjI1Mi4xNDcg
جزيرة ام اند امز