حلاق إيطالي يخصص يوما للأطفال المصابين بالتوحد
مبادرة بدأها حلاق إيطالي لمساعدة الأطفال المصابين بالتوحد من خلال تخصيص يوم عطلته لقص شعرهم في بيئة خاصة هادئة
"دقائق من السكينة مهداة إلى الأطفال المصابين بالتوحد".. عبارة بدأ بها أحد الحلاقين الإيطاليين حديثه عن "ساعات الهدوء"، وهي مبادرة بدأها من خلال تخصيص يوم في الأسبوع لقص شعر ضيوفه من أصحاب الهمم.
بفضل صبي يبلغ من العمر عامين، قرر الحلاق الإيطالي كريستيان بلوتيجير، مالك صالون "باربر فاكتوري 1975 أو Barber factory 1975" الواقع في مدينة روفيريتو بشمالي إيطاليا، فتح أبواب صالونه يوم عطلته الأسبوعية، فقط لخدمة وتلبية احتياجات مرضى التوحد.
وقال بلوتيجير: "بدأ كل شيء في شهر يوليو/تموز الماضي بفضل توماتزو (طفل مصاب بالتوحد يبلغ من العمر عامين)، عندما جاءتني به والدته صديقتي باربارا سارتوري لقص شعره، لاحظت على الفور أنه يعاني فرط الحركة ومن الصعب عليه البقاء ساكناً، بسبب علو الأصوات والإضاءة".
لكن بعد دقائق بسيطة بدأ الصبي في النظر في عيني بلوتيجير، ليحدث انسجام وتفاهم بينهما على الفور، ومرت الحلاقة على أكمل وجه، ومن هنا جاءت فكرة "ساعات الهدوء".
وتابع: "بعد الانتهاء من قص شعر توماتزو، حكت لي باربارا عن تخصيص الكثير من المتاجر ومراكز التسوق في عديد من دول العالم ساعات مكرسة للمصابين بالتوحد، يقضونها في هدوء بعيداً عن الضجيج والضوضاء والإضاءات القوية".
وبفضل حديث صديقته وحلاقتة لشعر طفلها، قرر بلوتيجير بحماس شديد تخصيص يوم عطلته الأسبوعية لقص شعر الأطفال المصابين بالتوحد.
ولمزيد من المهنية، طلب مصفف الشعر مساعدة أحد أصدقائه، سيمون ستابيليني (مدرس وباحث خبير في مرض التوحد) لتدريبه على كيفية التعامل السليم مع زبائنه الخاصين.
في "Barber factory 1975" يمكن حجز موعد لحلاقة الشعر بطلبات خاصة مثل إيقاف تشغيل الموسيقى وإطفاء الأنوار وجعل البيئة أكثر ترحيباً وملاءمة وسكينة لهؤلاء الأطفال من أصحاب الهمم.