ثقافة
رسالة فنية من أطفال بينالي الشارقة: كونوا أصدقاء الأرض والبيئة
لا يسع الزائر إلى فعاليات الدورة الخامسة لبينالي الشارقة للأطفال سوى الوقوف مليًّا أمام مشاركات الأطفال في فئة البيئة
لا يسع الزائر إلى فعاليات الدورة الخامسة لبينالي الشارقة للأطفال سوى الوقوف مليًا أمام مشاركات الأطفال في فئة البيئة، إذ يتجلّى وعيهم بأهم الأزمات البيئية التي تعانيها الكرة الأرضية اليوم، وتنكشف أحلامهم بأرض تخلو من التلوث، والتصحر، والصيد الجائر، فلا تغيب صورة الأشجار الوارفة، والحيوانات الملونة عن لوحات وأعمال الفنانين الصغار.يفتح البينالي، الذي يتواصل حتى 15 فبراير المقبل، في تخصيصه موضوع البيئة ضمن فئات دورته الجارية، الباب على خيال الأطفال وأفكارهم الحالمة في تصور البيئة من حولهم، فتظهر رؤاهم البريئة في التعبيرات اللونية المستخدمة في أعمالهم الفنية، إذ تطغى مجموعة الألوان المشعّة مثل الأصفر، والأحمر، والبرتقالي، إلى جانب الألوان الباردة التي تصور السماء والبحر، والغطاء النباتي، بألوان الأزرق، والأخضر، والأبيض.
وتكشف الألوان المستخدمة في أعمال الأطفال عن مواهب مبشرة بالفنون التشكيلية، إذ تتفوق بعض الأعمال على أعمار الفنانين الصغار، فتظهر فيها سمات الفنانين المحترفين، والعارفين في بناء الشكل الفني، واختيار المجموعات اللونية، والعلاقات البصرية بين الشكل واللون، والمضمون الذي تحمله اللوحة.
وتتنوع الخامات المستخدمة في تقديم الأعمال الفنية المشاركة، فتجمع ألوان الباستيل على الورق، والقماش، والألوان الزيتية، والأكريليك على القماش، إلى جانب الأعمال التركيبية التي تستخدم الورق، والكرتون، والبلاستيك، وما يقابلها من أعمال توظف المجسمات الجاهزة في بناء تصورات فنية للبيئة داخل قوالب زجاجية مضيئة.
وتختلف الأشكال والأنماط الفنية التي يتناول من خلالها الأطفال موضوع البيئة، باختلاف بلدانهم والبيئات التي يشاركون منها، إذ تقدم بعض الأعمال تصورات فنية جمالية للبيئة البحرية، تظهر فيها الأسماك، والأحياء المائية، والمرجان، والصدف، فيما تعبّر بعض الأعمال عن البيئات اليابسة، الصحاري منها والغابات، فتنكشف رؤية الأطفال للأشجار، والحيوانات البرية، إذ تشكل الشجرة رمزًا واضحًا لصورة البيئة الآمنة والخالية من أشكال التلوث، والقطع، والخراب.
وعلى الرغم من صغر أعمار الأطفال المشاركين، إلا أن أعمالهم تعكس وعيًا كبيرًا بأهمية البيئة، وضرورة حمايتها، وأبرز المشكلات التي تواجهها الكرة الأرضية اليوم على الصعيد البيئي، إذ تعبّر بعض الأعمال عن أزمة الاحتباس الحراري، وأخرى عن تلوث المياه، والتصحر، بصورة تقدم الواقع والخيال في الوقت نفسه، فلا يستند الأطفال في التعبير عن رؤاهم إلى الواقع وما يقدمه وحسب، وإنما يمضون بخيالهم بعيدًا، لتزداد الأعمال غنىً على صعيد اللون والشكل.
ولا تغيب صورة الأطفال أنفسهم عن الأعمال، إذ يحضرون داخل اللوحات بأشكال طفولية بريئة، يحملون البالونات، ويركبون المناطيد، والدراجات الهوائية، لينقلوا رسائل الفنانين أنفسهم، وأحلامهم بعالم وبيئة يعمّها الخير، والسلامة، والمحبة، فتعلو فيها الأشجار، وتصفو فيها الأنهر والوديان، وتكبر النباتات، ليظل الإنسان صديق الأرض والبيئة.