أطفال زيجات المتعة.. "جيش إيران" لتدمير المجتمعات العربية
من العراق إلى سوريا إلى لبنان واليمن، يعمل نظام ولايه الفقيه على الإخلال بالقيم المجتمعية
تعمل إيران على ترويج ما يسمى "زواج المتعة" في المناطق الخاضعة لسيطرتها في أي بلد تحارب فيه بنفسها أو بالوكالة عبر أذرعها في الدول المختلفة لأهداف سياسية وأخرى تخريبية، ضمن محاولاتها لتمزيق المجتمعات العربية وتدمير القيم الإسلامية وخلق جيل موالٍ لمرجعياتها.
وتعد إيران سوقا رائجة لمثل هذا الاتجاه الذي يحظى بدعم من جانب الدولة، ما يخلق أزمة سواء دولية أو مجتمعية من جانب الأوساط الرافضة لتسليع المرأة.
ورغم الرفض إلا أن مباركة الدولة تعد دافعا لاستمرار هذا النوع من الزواج الذي أصبح له الكثير من المعجبين به سواء من إيران أو من خارجها، وله الكثير من النوافذ التي تسهل هذا النوع.
وليس غريبا على من يستحل الدماء ويهدم المساجد أن يكون من ضمن أدبياته الترويج لمثل هذه الأفكار الهدامة.
وزواج المتعة هو زيجة محددة مسبقا بأجل يحدده الزوجان، وينتهي بانتهاء المدة المحددة، وهذا النوع من الزواج محرم عند أهل السنة والجماعة.
فمن العراق إلى سوريا إلى لبنان واليمن، يعمل نظام ولاية الفقيه على الإخلال بالقيم المجتمعية وخلق أجيال جديدة عبر زواج غير شرعي، للدفع بهم إلى مناطق الصراعات وتنفيذ مخططاته التدميرية.
أحدث حلقاته كانت بمحافظة ديرالزور، شرقي سوريا، حيث راجت زيجات المتعة في الآونة الأخيرة بشكل لافت مع وجود العديد من مسلحي الفصائل الإيرانية المهيمنة على المنطقة.
وقبل أسبوع، سجلت المنطقة حالة زواج لطفلة قاصر 15عاماً تدعى زينب وأحد المنضمين للفصائل الإيرانية في حي الجورة بدير-الزور، وحالة أخرى سجلت في قرية حطلة شمال ديرالزور.
وفي اليمن، تعمل مليشيا الحوثي الإرهابية، إحدى أذرع إيران، على الترويج لمثل هذه الأفكار عبر كتيبات تعدد مزاعم فوائد زواج المتعة وسط تصدٍّ لها من قبل المعتدلين في البلاد.
وفي العراق، وخلافا للحقيقة وتناقضا مع الدين تروج مؤسسة إيرانية، تعّرف نفسها باسم "شريعتي الإسلامية"، عبر منصات التواصل الاجتماعي لما يسمى بزواج المتعة في العراق، كما افتتحت فرعا لها جنوب مدينة دمشق بمنطقة السيدة زينب.
وكحق يراد به باطل، تعهدت المؤسسة التي مركزها مدينة شهار الإيرانية من خلال منشور لها بحماية الشباب من الانحراف والضياع، على الرغم من أنها تأخذ بأيديهم إلى التهلكة.
ولجذب العديد من الشباب، قامت المؤسسة الإيرانية بنشر أسماء وصور لنحو 200 فتاة تراوحت أعمارهن بين العشرين والأربعين عاماً، مع عدم ذكر حالتهن الاجتماعية ما إذا كن مطلقات أو أرامل، ضمن مخططات طهران للإيقاع بأكبر عدد ممكن في شراكها.
الأطفال مقابل المتعة
وحول نية المؤسسة افتتاح فروع جديدة لها في سوريا، يقول ابن منطقة السيدة زينب أمجد بهنوي (60 عاماً) والمقيم حالياً في ألمانيا إن مكاتب زيجات المتعة كانت منتشرة منذ ثمانينيات القرن الماضي في العاصمة دمشق وضواحيها خاصة في منطقة مرجة بعد السيدة زينب.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن تلك المكاتب كانت مرتبطة مباشرة بالسفارة الإيرانية في منطقة مزة بدمشق والتي كانت تسهل تلك الزيجات بشكل أكبر آنذاك .
وعلى غرار الثمانينيات، اشترطت تلك المكاتب التشيع على من يرغب الزواج وحصرا أن تكون الزوجة إيرانية ويرتبط فصل عقد الزواج بحمل الزوجة على أن يتعهد الزوجان بمنح الطفل للسفارة الإيرانية التي تخصص للزوج الأب مبلغاً ماليا كان يصل في بداية الثمانينات إلى مبلغ 15 ألف ليرة سوريا يقابله اليوم مبلغ 5000 آلاف دولار بالإضافة إلى السكن، وفق بهنوي.
وأضاف: "شهدت في تلك الفترة العديد من تلك الحالات، فواحدة من تلك المكاتب كانت قبالة منزلي وإقبال الشباب والرجال كان كبيرًا عليها وعلى غيرها بسبب المزايا المغرية التي كانت تقدمها تلك المكاتب لهم ومن ورائها السفارة الإيرانية".
وتابع: "وحسب تواصلي مع من بقي من عائلتي وأصدقائي في السيدة زينب أكدوا لي أن نشاط تلك المكاتب لم يتوقف وأن أطفال المتعة لا يزالون يمنحون للسفارة الإيرانية كما في الماضي وسجلت العديد من تلك الزيجات في مدن حلب ودير-الزور والميادين خلال الفترة السابقة".
حرس ثوري
الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، جلال الصومعي، يشير إلى أن أطفال تلك الزيجات ترسلهم السفارات الإيرانية سواء في سوريا أو العراق أو غيرها من الدول العربية إلى مراكز خاصة ترعاها الحكومة الإيرانية في طهران لتربيتهم وتحضيرهم بعد أن يكبروا ليكونوا حرس إيران الثوري الذين يقاتلون دون هوادة أينما يزج بهم خارج البلاد سواء في سوريا أوالعراق أو اليمن وحتى ليبيا.
وأضاف الصومعي لـ"العين الإخبارية": "عبر النساء، اخترقت الحكومة الإيرانية الدوائر القريبة من صنع القرار عبر التاريخ والتأثير عليه من خلال منهج يؤطر بطابع فتوى يجنون منها أموالًا وموالين يستهدفون بهم مجتمعاتنا وقيمنا".
تدمير المجتمعات العربية
الباحث في الشؤون السياسية، صالح الهبش، يصف ترويج إيران لزواج المتعة بالأمر الخطير، قائلا :"ليس غريبًا أن تمارس مؤسسات إيرانية تدمير القيم الإسلامية والعربية معًا لكونها تركب موجة التشيع وإباحة المحظورات والممنوعات بغية تمزيق المجتمع العربي بنشر الفساد والرذيلة".
وأضاف الهبش لـ"العين الإخبارية": "إيران تعمل على جعل مجتمعاتنا أسيرة الشهوة والمال ليسهل اختراقنا من خلال ربطها المجتمعات العربية بالإيرانية وتكوين جيل عربي موال للنظام الإيراني ومرجعياته الدينية".
aXA6IDE4LjIyMS4xODMuMzQg
جزيرة ام اند امز