ذكرى عرض أول فيلم مصري ناطق.. ما قصة "أولاد الذوات"؟
تحل ذكرى عرض أول فيلم مصري ناطق يحمل اسم "أولاد الذوات"، الذي تم إنتاجه عام 1932. تعرفوا على قصته، إذ تم إنتاجه وعرضه عام 1932.
انتقال السينما المصرية من المرحلة الصامتة إلى الناطقة، جاء مبكرا ضمن الاتجاه العالمي للسينما، فأول فيلم ناطق في التاريخ "مغني الجاز" تم إنتاجه عام 1927، بينما تم تقديم أول فيلم مصري ناطق في السينما المصرية عام 1932، ليقدم تجربة موفقة، تصدرها نخبة من ألمع نجوم التمثيل في ذلك الوقت على رأسهم يوسف وهبي عميد المسرح العربي، وأمينة رزق.
أول فيلم مصري ناطق
في يوم 14 مارس/ آذار 1932، كان المصريون متحمسون لمشاهدة أول فيلم مصري ناطق في تاريخ السينما الوطنية، لتكون مصر الدولة العربية السبّاقة في صناعة الفن والسينما، وجاء إعلانه عبارة عن اسم الفيلم وتحته أسماء الممثلين كالتالي:
- الأستاذ يوسف وهبي الكوكب العالمي.
- أمينة رزق النجمة المصرية.
- كوليت درفويل النجمة الفرنسية.
وذكر الإعلان نصا "الرواية قطعة طريقة من الصحيح تثير في نفس المشاهد مختلف العواطف" وأن الفنانة بديعة مصابني "ترقص ببراعتها" في حفل الزفاف داخل الفيلم، أخرج الفيلم محمد كريم، وكان من تصوير شركة مصر للتمثيل والسينما.
فكرة فيلم أولاد الذوات
في عام 1931 انتشرت قصة الشاب المصري "علي فهمي" الذي تعرف على امرأة فرنسية في العاصمة البريطانية لندن وتزوجها،
وبعد فترة قصيرة أطلقت عليه النار ومات قتيلا.
وكانت المفاجأة أن المحامي المكلف بالدفاع عن هذه السيدة، راح يهاجم الرجل الشرقي ويصفه بالهمجي والوحشية الجنسية،
كي يقنع العالم أن قتله جزاء عادل له.
الشيء الغريب أن المحكمة اقتنعت بكلام المحامي الذي لم يقدم دليلا واحدا على وحشية الرجل الشرقي،
وأصدرت حكما ببراءة مارجريت مرتكبة الحادث.
تأثر الفنان يوسف وهبي بهذه القضية، واقترح على المخرج محمد كريم الذي درس السينما بالخارج تقديم هذه القضية في أول فيلم مصري ناطق.
من هنا جاءت فكرة فيلم "أولاد الذوات" الذي صنع للدفاع عن الشرق ورفض اتهامه بالوحشية والهمجية.
كيف استقبل الجمهور "أولاد الذوات"
أثار فيلم "أولاد الذوات" موجة كبيرة من الجدل وقت عرضه في 14 مارس/ آذار 1932، بسبب تقديم شخصية المرأة الفرنسية على أنها كاذبة وعاشقة للمادة، ولذا تعرض لهجوم كبير من جانب الصحافة الفرنسية.
كما تم رفع العديد من الدعاوى القضائية من جانب الفرنسيين المقيمين في القاهرة للمطالبة بمنع عرضه.
وحرص محمد كريم مخرج أول فيلم ناطق في السينما المصرية على تصوير الأحداث بين مصر وفرنسا، من أجل المصداقية.
كما اختار عددا من أبرز نجوم التمثيل كي يقفوا بجانب يوسف وهبي وأمينة رزق مثل دولت أبيض، وسراج منير.
تمت الاستعانة بصوت كوكب الشرق أم كلثوم بالغناء ضمن أحداثه، وبالرغم من الصعوبات التي واجهت عملية الإنتاج خرج الفيلم للنور بصورة رائعة، وأصبح علامة في تاريخ السينما المصرية.
أول فيلم ناطق في السينما العالمية
أتى أول فيلم مصري ناطق بعد سنوات قليلة من ظهور أول فيلم عالمي ناطق، ففي عام 1927 أنتجت شركة وارنر براذرز في هوليوود فيلمها "مغني الجاز The Jazz Single" الذي تم عرضه في 6 أكتوبر/ تشرين الأول، وكان فيلم موسيقي عن شاب مغرم بموسيقى الجاز وعازف لها.
يعتبر "مغني الجاز" أول فيلم حواري طويل ناطق في الولايات المتحدة الأمريكية والسينما العالمية،
وتم ترشيحه لنيل جائزة الأوسكار، وضمته مكتبة الكونجرس إلى سجلات الأفلام الوطنية للولايان المتحدة عام 1996 بسبب قيمته التاريخية والثقافية.
بعد "أولاد الذوات" أول فيلم ناطق في السينما المصرية تصدرت مصر صناعة السينما في العالم العربي لعقود طويلة وما زالت إسهاماتها مستمرة،
وتأتي في ظل نهوض حركة سينمائية في السعودية والخليج، واستمرار سعي سينما المغرب العربي، لتقديم أعمالا سينمائية عربية أصيلة.
aXA6IDUyLjE0LjExMC4xNzEg جزيرة ام اند امز