القصص الشعبية الروسية للأطفال العرب.. مغامرة مترجمة لسهير المصادفة
الحكايات الشعبية الروسية يحلق بها خيال غير مسبوق، ومن أحداثها يمكن للقارئ معرفة كل شيء عن روسيا مثل طبيعة شعبها وعاداته وتقاليده
خاضت الروائية المصرية سهير المصادفة تجربة ترجمة أدب الأطفال من الروسية إلى العربية بهدف إبراز دور الحكايات الشعبية في الأدب الروسي.
وفي حوارها مع "العين الإخبارية" تشدد المصادفة على أهمية العودة القوية للعلاقات الروسية العربية الثقافية، لمواصلة جهود الترجمة بين الحضارتين.
وحصلت المصادفة على الدكتوراه من موسكو عام 1994 في الفلسفة، وتوالى إنتاجها الغزير في الترجمة بالتوازي مع أعمالها الشعرية والروائية التي نالت اهتماما كبيرا ومنها "ميس إيجيبت ولهو الأبالسة، وبياض ساخن، ولعنة ميت رهينة".
ومن أعمالها المترجمة جميع حكايات بوشكين الخرافية ومنها "حكاية الديك الذهبي، حكاية الكاهن وخادمه بالدا، حكاية الدبة، حكاية الصياد والسمكة، القيصر سلطان، الأميرة الميتة والعمالقة السبعة".
وهناك أيضا: "العجل وبرميل القطران" لبوفولجي، "إوز البجع" لشوستوفي، "أفكار" لميخائيلوف، "الثعلب والجرة" لإرلينفين، بالإضافة إلى أكثر من 20 حكاية من حكايات الثعلب لأفاناسيف، أشهر كاتب وجامع للحكايات الشعبية الروسية.
كما ترجمتْ أيضا رواية "توت عنخ آمون" لعالم المصريات الروسي الآذربيجاني باخيش بابايف.
وحول سر تركيزها على بوشكين تحديدا، تسترجع المصادفة ذكرياتها في موسكو الفسيحية، ومشاهدة المعمار القيصري، وملاحقة آثار كُتاب روسيا العِظام الراحلين في بيوتهم التي تحولت إلى متاحف خاصة متحف أمير شعرائها وشاعرها الأكبر "بوشكين".
وتشير إلى أنها حين كانت تتأمل صوره في جميع مراحل حياته منذ طفولته حتى وفاته الدرامية المبكرة جدا، تتوقف عند شعره الأجعد وشفتيه الغليظتين اللتين تعكسان بوضوح جذوره الحبشية، فهو حفيد إبراهيم هانيبال من ناحية الأم، متسائلة كعادتها في كل زيارة للمتحف: كيف استطاع في هذا العمر القصير (38 عاما) أن يكون الأب الروحي للشعر الروسي ومؤسس اللغة الروسية المعاصرة؟
وتشدد المصادفة على أن بوشكين كان أيقونة بالنسبة لها وزملائها من الطلبة وهم يغنون بميادين موسكو في أوائل تسعينيات القرن الـ20 للإنسانية والعدل والمحبة والسلام، مشيرة إلى أنها كانت تردد أبيات بوشكين مع الجموع:
إن خدعتك الحياة فلا تحزن ولا تغضب
في اليوم الشجي اهدأ
وثق أن يوم الفرح لا بدّ آتٍ
فالقلب يحيا في المستقبل
كل شيء عابر
كل شيء سيمضي
وما يمضي سيصبح أجمل
وترى سهير المصادفة أن الحكايات الشعبية الروسية بالغة الثراء والجمال، يحلق بها خيال غير مسبوق، موضحة أن من أحداثها وأغانيها يمكن للقارئ معرفة كل شيء عن روسيا مثل طبيعة شعبها وعاداته وتقاليده، وغاباتها وحيواناتها وتاريخها القيصري باذخ الجمال والسمو.
وتعد سهير أن الحكايات الشعبية الروسية هى الوجه الآخر لكلاسيكيات الأدب الروسي، مشددة على أن كُتَّاب روسيا الكبار الخالدين أمثال "ليرمانتوف ودوستوفيسكي، وتشيخوف، ومايكوفسكي، وتولستوي، وآنا أخماتوفا، وجوجول وبوشكين وبولجاكوف" شكَّلوا وجدان الأدباء والفنانين في أرجاء المعمورة.
وتأسف المصادفة للتراجع الذي شهدته العلاقات الثقافية الروسية العربية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، بعد أن شكلت روايات ومسرحيات مثل: "الإخوة كارامازوف"، و"الجريمة والعقاب" و"الحرب والسلام" و"الخال فانيا" وجدان ملايين العرب على مر الأجيال.
موضحة أن الأمر انعكس سلبا على حركة الترجمة من وإلى اللغة الروسية، فأصبحنا لا نعرف المشهد الأدبي الروسي المعاصر، كما لا تعرف روسيا المشهد الأدبي العربي المعاصر.
aXA6IDUyLjE1LjIyMy4yMzkg جزيرة ام اند امز