احتجاجات تشيلي.. استمرار العنف والمتظاهرون يتحدون الطوارئ
المئات من المتظاهرين تحدوا إعلان حالة الطوارئ وواجهوا الشرطة في العاصمة التشيلية، كما انضم عمال مناجم النحاس للمتظاهرين.
تحدى المئات من المتظاهرين في تشيلي إعلان حالة الطوارئ وواجهوا الشرطة في العاصمة، الإثنين، لتتواصل الاضطرابات التي خلفت 11 قتيلاً على الأقل، ودفعت الرئيس إلى التصريح بأن البلاد "في حالة حرب".
وشهدت سانتياجو عاصمة تشيلي، شللاً مع توقف وسائل النقل العام عن العمل بكاملها تقريباً، وإغلاق غالبية المتاجر أبوابها، فيما يقوم الجيش بدوريات في الشوارع، وسط حالة من الخوف من تجدد العنف بعد 3 أيام من أعمال الشغب والنهب.
وتواصلت موجة الاحتجاجات الشعبية لليوم الرابع على التوالي دون هوادة حتى الآن، للمطالبة بإصلاح المسار الاقتصادي في البلاد، ومكافحة تردي الأوضاع المعيشية.
وقالت وكالة الأسوشيتد برس الأمريكية، الإثنين، إن شرطة تشيلي استخدمت الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق مسيرة الطلاب وأعضاء النقابات في أحد شوارع سانتياغو الرئيسية، لكن المتظاهرين الذين تفرقوا في البداية لاحقاً أعادوا تنظيم صفوفهم في أماكن أخرى.
كما قامت الشرطة والجنود بحراسة التشيليين الذين شكلوا طوابير طويلة خارج المتاجر قبل إعادة فتحها بعد إغلاق العديد منها خلال عطلة نهاية الأسبوع، التي شهدت نهب وإحراق عشرات المتاجر.
أما الحكومة فقامت بتشغيل واحد من خطوط المترو الستة بالمدينة، بسبب إتلاف العديد من المحطات، وقال مسؤولون إن الأمر قد يستغرق أسابيع أو أشهراً لاستعادة الخدمة بالكامل.
كما أُجبر حوالي مليوني طالب على البقاء في منازلهم بسبب إغلاق المدارس، ولم يتمكن الكثير من العاملين من الوصول إلى أماكن عملهم.
والأحد، قال الرئيس المحافظ سيباستيان بينيرا إن البلاد "في حالة حرب مع عدو قوي لا هوادة فيه لا يحترم شيئاً أو أحداً ومستعداً لاستخدام العنف والجريمة دون أي قيود" ، رغم أنه لم يقل من هو العدو. لكن منافسته اليسارية، الرئيس السابق ميشيل باشيليت، أصدرت بياناً تدعو فيه إلى الحوار وحث جميع الأطراف على العمل "نحو حلول تسهم في تهدئة الوضع".
ودعت باشيليت، التي تشغل حالياً منصب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إلى إجراء تحقيق في جميع الأفعال التي ارتكبتها الحكومة أو المتظاهرين، "التي تسببت في وقوع إصابات ووفيات".
وأشارت الإحصاءات الرسمية إلى حجم الاضطرابات التي نجمت عن الاشتباكات وأعمال الشغب خلال عطلة نهاية الأسبوع: شملت القبض على 1554 شخصاً، ونزول أكثر من 10 آلاف جندي إلى الشوارع وأنباء عن وقوع 40 حالة نهب على الأقل.
وقال باتريسيو نافيا، عالم سياسي في مركز دراسات أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي في نيويورك: "لقد كانت نهاية أسبوع من الغضب".
وتقول بيسي جالاردو برادو، طالبة الحقوق البالغة من العمر 34 عاماً، التي انضمت إلى الاحتجاجات: "هذه المظاهرات ليست بسبب ارتفاع سعر تذاكر المترو – بل إن النظام يعتصرنا مثل الليمون".
ولقي 11 شخصاً على الأقل حتفهم، حسب رئيس بلدية العاصمة سانتياغو، مع استمرار الاحتجاجات والعنف في البلاد.
وقالت رئيسة البلدية كارلا روبيلار إن ثمانية أشخاص لقوا حتفهم، الأحد، أكثر الأيام دموية في المظاهرات التي اندلعت رفضها الزيادة المقترحة في أسعار تذاكر النقل العام. كما وقعت العديد من الوفيات أثناء عمليات النهب عندما تم إحراق متاجر.
اتسعت الاضطرابات لتعكس الغضب العام تجاه ارتفاع تكاليف المعيشة وعدم المساواة، لتدخل يومها السابع على الرغم من إعلان الرئيس سيباستيان بينيرا، يوم السبت، تعليق خطط رفع أسعار تذاكر المترو.
وقد أعلنت شركتا طيران على الأقل إلغاء أو إعادة جدولة الرحلات الجوية إلى العاصمة، مما أثر على حركة أكثر من 1400 مسافر يومي الأحد والإثنين.
أفاد وزير الداخلية أندريس تشادويك بأن 62 ضابط شرطة و11 مدنياً أصيبوا في الاضطرابات الأخيرة. وقال إن أكثر من 70 "حدثاً خطيراً" وقعوا خلال اليوم بينهم أكثر من 40 حادث نهب.
في السياق نفسه، ذكرت وكالة بلومبيرج الأمريكية أن المظاهرات المناهضة للحكومة، التي هزت أكبر منتج للنحاس في العالم على مدى الأيام الثلاثة الماضية، امتدت إلى قطاع التعدين، حيث دعت نقابات العمال إلى وقف العمل في المناجم.
كما أعلن العمال في منجم إسكونديدا، أضخم منجم للنحاس في العالم، أنهم سيوقفون العمل في المنجم لنحو 10 ساعات تبدأ في وقت متأخر من الإثنين أو صباح الثلاثاء، تضامناً مع الاحتجاجات التي تجرى في جميع أنحاء البلاد، وفقاً للاتحاد رقم 1، وهي المظلة التي تجمع النقابات واتحادات عمال التعدين الذي دعا إلى إضراب عام في مجال التعدين، الأربعاء.
والتوقف عن العمل يهدد بتعطيل إمدادات النحاس من أكبر منتج في العالم، وهو سيمتد تأثيره إلى الموانئ، لترتفع العقود الآجلة للنحاس إلى أعلى مستوياتها خلال أكثر من شهر في نيويورك.
وقال اتحاد بورتواريا دي تشيلي، الأحد، إن العمال في 20 ميناء سيغادرون وظائفهم الساعة 10 صباحاً بالتوقيت المحلي، للانضمام إلى المظاهرات السلمية.
ودعا الاتحاد في بيانه الحكومة إلى رفع حالة الطوارئ وإنهاء حظر التجول. كما طلبت من أعضائها عدم الذهاب إلى العمل من أجل "حماية أسرهم والتظاهر بسلام من أجل مجتمع أكثر عدالة".
أدت موجة من أعمال الحرق المتعمد والنهب وأعمال الشغب إلى إصابة العاصمة سانتياغو بحالة من الشلل، خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفقاً للأرقام الحكومية، مع إعلان الرئيس بينيرا حالة الطوارئ، ودعا الجيش لاستعادة النظام.
وقال باتريسيو تابيا، رئيس اتحاد إسكونديدا رقم 1، في مقابلة عبر الهاتف: "لا يمكننا التغافل عن الحركة الاجتماعية هناك"، "لقد حان دور العمال الآن لأخذ زمام المبادرة".
aXA6IDMuMjEuMjQ2LjUzIA== جزيرة ام اند امز