رقم قياسي.. علماء يعيشون 370 يوماً في مختبر يحاكي الحياة على القمر
الصين تكمل اختبارًا مدته 370 يوماً داخل مختبر فضاء يحاكي الحياة على سطح القمر، مسجلة بذلك رقمًا قياسيًا جديدًا لأطول فترة إقامة.
أكمل فريق من المتطوعين الصينيين اختبارًا مدته 370 يوماً داخل مختبر فضاء يحاكي الحياة على سطح القمر، مسجلاً بذلك رقمًا قياسيًا جديدًا لأطول فترة إقامة في مقصورة منعزلة.
وبحسب ما ذكرته صحيفة "تشاينا ديلي"، بعد عام من العيش في مختبر "القصر القمري” المحاكي لسطح القمر، خرج الأربعة المتطوعين من مقصورة الفضاء المحاكية بالخضروات المزروعة في المقصورة في أيديهم، حيث أثبتوا نجاح تجربة إنشاء نظام بيئي على سطح القمر من خلال تجربة زراعة الخضروات مثل الفراولة وفول الصويا والجزر.
وقالت ليو هونغ، كبيرة مصممي "القصر القمري" إن هذا الاختبار يمثل أطول فترة بقاء في نظام دعم الحياة البيولوجية، حيث يتواجد الإنسان والحيوان والنباتات والكائنات الدقيقة في بيئة مغلقة، محاكية لقاعدة قمرية.
وأوضحت أنه من خلال هذا النظام، يتم فحص الظروف الجسدية والعقلية للبشر في هذا النوع من البيئة، مما يساعد العلماء في البلاد على فهم بالضبط ما سيكون مطلوبًا للبشر للبقاء على القمر للإقامات المتوسطة والطويلة الأجل.
كما أوضحت قائلة إنه تتم إعادة تدوير الأكسجين والماء والمواد الغذائية داخل نظام دعم الحياة البيولوجية هذا، مما يخلق بيئة شبيهة بالأرض.
ومختبر “القصر القمري” هو مقصورة معزولة تبلغ مساحتها 160 مترا مربعا، تعتبر أول مختبر صيني، والثالث في العالم، الذي يمثل نظاما حيويا مغلقا، وتتكون من غرفة يعيش فيها المتطوعين، وقسمين أخرين لتجربة زراعة النباتات على سطح القمر.
وقال وانغ جون، وهو أكاديمي من الأكاديمية الصينية للهندسة، "إن الاختبار له آثار مهمة على المساعي البشرية لتحقيق إقامة طويلة الأجل خارج الأرض، وسوف تساعد التجربة والتكنولوجيا والنتائج في جهود استكشاف الفضاء المستقبلية".
وكان قد تم تقسيم ثمانية متطوعين، جميعهم طلاب من جامعة بيهانغ التقنية الحكومية الصينية، إلى مجموعتين، دخل رجلان وامرأتان لإقامة أولية في المقصورة في 10 مايو / أيار 2017، وبعد 60 يومًا، تم ارتياحهم من قبل مجموعة أخرى مكونة من أربعة أشخاص، مكثوا 200 يوم.
وخرجت المجموعة الثانية من الطلاب في 26 يناير 2018، لتدخل المجموعة الأولى مرة أخرى، وبقيت حتى يوم الثلاثاء.
وبعد مغادرة المقصورة، تم إرسال المتطوعين الأربعة مباشرة إلى المستشفى لفحص الصحة، وقالت أحد متطوعات لـ تليفزيون الصين الرسمي "سي سي تي في "، سنعزل مرة أخرى، لكننا سنخضع أولاً لفحوصات بدنية مختلفة، ثم نعود بعد أسبوع.
وقال ليو جوانغ هوي، أحد المشاركين في التجربة: "في المرحلة الأولى من التجربة، لم أكن مستعداً ذهنياً، لكني اعتدت تدريجياً على حياتي في المختبر"، وقال ليو إنه ينظر إلى هذه التجربة على أنها "كنز ثمين في حياتي".
وأضاف ليو، كان الهدف من المشروع هو اختبار استقرار نظام دعم الحياة البيولوجي عندما يتناوب "رواد الفضاء" على العيش في المقصورة، ولقد قمنا ببناء بعض الأخطاء في النظام عن قصد لاختبار مدى استدامة مختبرنا.
كما تابع يمكن أن يتم تدوير 80% من الطعام في الداخل النظام، وفي المستقبل، إذا أردنا العيش على القمر أو المريخ أو أي مكان آخر غير الأرض، يمكن أن تزيد التكنولوجيا من فرصنا في البقاء على قيد الحياة.
وبحسب الصحيفة، كانت قد أجريت تجربة مماثلة بنجاح في عام 2014، لكن هذه التجربة الأخيرة كانت أكثر تعقيدًا، حيث كان الوقت أطول وكانت الظروف المادية للمتطوعين أكثر تنوعًا.
وتخطط الصين لإرسال رواد فضاء إلى القمر قبل عام 2036، يوفر هذا البحث الدعم العلمي اللازم لمثل هذه المهمة.
وقال وانغ جون من الأكاديمية الصينية للهندسة "عرضت التجربة تقنيتنا، التي يمكن أن تدعم رواد الفضاء، أو المتطوعين، البقاء داخل المقصورة لمدة طويلة".
وأضاف أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، حيث يتعين علينا توقع المزيد من ظروف الفضاء الخارجي.
aXA6IDE4LjIxNi4yNTAuMTQzIA==
جزيرة ام اند امز