الصين غاضبة من "التهديد".. وتوجه رسالة لـ"الناتو"
أبدت الصين اليوم السبت غضبها بشأن توصيفها المتكرر كـ"تهديد" على لسان مسؤولين في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقالت سفارة بكين في النرويج إن الصين "تعارض بشدة" وصف الناتو لها مرارا بأنها تهديد، مشيرة إلى تصريحات للأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ خلال زيارة قام بها مؤخرا إلى النرويج.
وقالت السفارة في بيان "تحث الصين حلف الأطلسي على وقف إثارة الصراعات الإقليمية وبث الانقسامات والاضطرابات".
وأضاف البيان أن ستولتنبرغ اتهم الصين بتهديد دول مجاورة وقمع البلدان التي لا ترضخ لها.
وقال "حلف الأطلسي يقول إنه منظمة إقليمية ودفاعية، لكن أعضاء معينين في الحلف يتجاوزون باستمرار مناطق الدفاع التقليدية، ويجرون بشكل متكرر اتصالات عسكرية وثيقة مع دول في آسيا والمحيط الهادي، مما يؤدي إلى تصعيد التوترات".
وأضاف البيان "من الواضح للمجتمع الدولي من هو التهديد الحقيقي للسلام الإقليمي والعالمي".
بدوره، وقال مسؤول كبير في جيش التحرير الشعبي الصيني السبت، إن بلاده تعارض بشدة تصريحات وزير الدفاع الأمريكي في حوار شانغري-لا التي ذكر فيها أن بكين غير مستعدة للمشاركة في إدارة الأزمة العسكرية.
وقال اللفتنانت جنرال جينغ جيان فنغ أيضا إن بكين تؤكد سيادتها غير القابلة للجدل على جزر في بحر الصين الجنوبي والمياه المجاورة.
مصافحة وحوار خاطف
يأتي الاحتجاج الصيني في وقت أكد فيه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن السبت أيضا على ضرورة الحوار بين بلاده وبكين، مشيرا إلى أن مثل هذا الحوار يتيح تجنب حسابات خاطئة قد تؤدي إلى نزاع.
وكان أوستن يتحدث في سنغافورة في مؤتمر "شانغري-لا" المخصص للحوار حول المسائل الدفاعية، وذلك بعد رفض بكين دعوة إلى عقد اجتماع رسمي بينه وبين نظيره الصيني لي شانغفو.
ورغم الرفض الرسمي الصيني للقاء، تصافح الوزيران وتحادثا للمرة الأولى خلال حفل العشاء الافتتاحي لهذا المؤتمر.
وقال أوستن في كلمة إن "الولايات المتحدة تعتقد أن خطوط اتصال مفتوحة مع جمهورية الصين الشعبية أمر ضروري، ولا سيما بين مسؤولي الجيش والدفاع" في البلدين.
أضاف "كلما تحدثنا أكثر أمكننا تجنب سوء الفهم وسوء التقدير الذي قد يؤدي إلى أزمة أو نزاع".
وكانت الولايات المتحدة دعت لي للقاء أوستن على هامش المؤتمر. لكن بكين رفضت ذلك، وقالت متحدثة رسمية باسمها إن "الولايات المتحدة تعرف بوضوح سبب وجود صعوبات حاليا في التواصل العسكري" بين البلدين.
عام 2018 فرضت الإدارة الأميركية عقوبات على شانغفو الذي أصبح وزيرا للدفاع مارس/آذار الماضي، لشرائه أسلحة روسية. لكن البنتاغون يقول إن ذلك لا يمنع أوستن من إجراء حوار رسمي معه.
وأسف أوستن خلال المؤتمر قائلا إن "مصافحة ودية في حفل عشاء ليست بديلا من التزام جوهري".
يجري أوستن حاليا جولة آسيوية قادته إلى اليابان وستشمل أيضا زيارة للهند.
تأتي هذه الجولة في إطار جهود واشنطن لتعزيز تحالفاتها وشراكاتها في المنطقة في مواجهة تصاعد نفوذ الصين.