واشنطن تمد يديها إلى روسيا والصين.. ماذا بعد "نيو ستارت"؟
في خطوة مفاجئة ترمي لملء فراغ "نيو ستارت"، مدت الولايات المتحدة، الجمعة، يديها إلى الصين وروسيا لعقد محادثات حول الأسلحة النووية.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، الجمعة، إن "الولايات المتحدة مستعدة للإبقاء على الحد المتفق عليه للرؤوس الحربية النووية بموجب معاهدة تعود إلى فترة الحرب الباردة طالما فعلت روسيا ذلك، وكذلك للتفاوض بشأن معاهدات جديدة مع موسكو وبكين".
وأوضح سوليفان: "نحن على استعداد للالتزام بالحدود الوسطى طالما فعلت روسيا ذلك"، في إشارة إلى سقف الرؤوس الحربية المحدد في معاهدة "نيو ستارت".
ودعا المسؤول الأمريكي، موسكو إلى "الدخول في محادثات لتبني معاهدة جديدة تحل محل معاهدة نيو ستارت التي تنتهي في 2026"، وقال: "نحن مستعدون أيضًا لإشراك الصين دون شروط مسبقة".
"نيو ستارت"
وأمس الخميس، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية "إجراءات مضادة"، ردا على قرار روسيا تعليق مشاركتها في المعاهدة. لذلك ستقيد الولايات المتحدة تقاسم المعلومات مع روسيا بشأن ترسانتها النووية.
وتثير معاهدة "نيو ستارت" للحد من انتشار الأسلحة النووية في الفترة الأخيرة جدلا بين روسيا والغرب، خاصة بعد تعليق موسكو مشاركتها فيها.
إذ قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، في تصريحات قبل أسابيع، إن تعليق مشاركة موسكو في معاهدة نيو ستارت مع الولايات المتحدة أتاح لموسكو فرصا جديدة لضمان أمنها.
وكان الرئيس فلاديمير بوتين أعلن في فبراير/شباط الماضي انسحاب بلاده من المعاهدة، التي تعتبر آخر معاهدة متبقية للحد من انتشار الأسلحة النووية بين القوتين العظميين.
وبرر مسؤولون روس القرار بأنه "من الحماقة مشاركة المعلومات المتعلقة بالقدرات النووية لروسيا مع الولايات المتحدة التي يمكن أن تنقل هذه المعلومات إلى أوكرانيا".
فيما نقلت وسائل إعلام روسية عن ريابكوف قوله: "حصلنا لأنفسنا على فرص إضافية لضمان أمننا بعد تعليق مشاركة روسيا في المعاهدة".
ورغم تعليق المشاركة، تقول روسيا إنها ستواصل الالتزام بالقيود المفروضة على عدد الرؤوس الحربية النووية التي يمكن نشرها بموجب معاهدة نيو ستارت على الرغم من تعليق مشاركتها.
الصين
وفيما يتعلق بالصين، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض، الجمعة، إن أي التزام أمريكي بنزع السلاح النووي في المستقبل سيعتمد على الصين، بينما أكد أن واشنطن لا تزال تتتبع ما تفعله روسيا.
وقال في تصريحات صحفية قبل خطاب سوليفان قال: "سنكون مستعدين لاحترام القيود والمشاركة في نظام للحد من التسلح بعد عام 2026، لكن المتغير الرئيسي سيكون طبيعة مبادلاتنا مع الصين حتى ذلك الحين".
ووفقًا للمسؤول الكبير، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، فإن الولايات المتحدة لا تزال تتتبع روسيا، التي علقت مشاركتها في معاهدة "نيو ستارت" لنزع السلاح النووي، وهي الاتفاقية الثنائية الأخيرة من نوعها التي تربط بين البلدين وينتهي العمل بها في 2026".
وفيما يتعلق بالمسائل النووية كما هو الحال بالنسبة لبقية نشاطها الدبلوماسي، تركز الولايات المتحدة في المقام الأول على الصين التي تطور ترسانتها بسرعة، كما ذكر المسؤول الكبير.
وشدد على أن "حجم ترسانتها وطبيعة قوتها والتطورات الأخرى في سياستها ستؤثر على موقفنا في المستقبل".
وأكد أن إدارة بايدن على الرغم من افتراضها منطق التنافس مع الصين أشارت لبكين إلى "استعدادها" و"اهتمامها" بالنقاشات المتعلقة بالتسلح النووي.
ووفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (Sipri) تمتلك الصين ترسانة من 350 رأسًا نوويًا، فيما تمتلك روسيا (4477)، والولايات المتحدة (3708).
لكن بكين قد يكون لديها 1500 بحلول عام 2035، كما توقع تقرير وزارة الدفاع الأمريكية نهاية العام الماضي.
aXA6IDE4LjExNy4xODguMTA1IA== جزيرة ام اند امز