الصين للوفد العربي الإسلامي: الوضع بغزة يعيد النظر في مبدأ الخير والشر
قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال لقاء وفد وزاري عربي إن الوضع بغزة يعيد النظر في مبدأ الخير والشر، والمبادئ الأساسية للإنسانية.
وأعلن وزير الخارجية الصيني اليوم الإثنين أمام وفد يضم وزراء خارجية السلطة الفلسطينية وأربع دول عربية ومسلمة، أن على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف "الكارثة الإنسانية" التي تتكشف في غزة.
وقال وانغ في كلمته الافتتاحية في بكين: "فلنعمل معا لتهدئة الوضع في غزة سريعا ولاستعادة السلام في الشرق الأوسط في أقرب وقت".
وأضاف وانغ أمام الدبلوماسيين أن "ثمة كارثة إنسانية تتكشف في غزة"، مشيرا إلى أن "الوضع في غزة يؤثر على كل البلدان في جميع أنحاء العالم ويعيد النظر في مبدأ الخير والشر والمبادئ الأساسية للإنسانية".
وشدد على أن "المجتمع الدولي يجب أن يتحرك بشكل عاجل ويتخذ إجراءات فعالة لمنع انتشار هذه المأساة".
وأوضح وانغ أن "الصين صديقة وشقيقة جيدة للدول العربية والإسلامية"، مؤكدا دفاع بلاده دائما بحزم عن الحقوق والمصالح المشروعة للدول العربية والإسلامية، ودعمها دائما بقوة جهود الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه ومصالحه الوطنية المشروعة.
ووصل اليوم الإثنين وفد وزاري عربي وإسلامي إلى بكين تنفيذا لقرار القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية بالرياض التي انعقدت في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وتتولى اللجنة الوزارية إلى الصين مهمة الضغط السياسي لإطلاق عملية سياسية جادة ووقف الحرب في غزة.
ويترأس الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية السعودي اللجنة التي بدأت جولة زيارات رسمية تشمل عدداً من الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.
ويشارك في التحرك العربي - الإسلامي، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة قطر، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية أيمن الصفدي، ووزير خارجية مصر سامح شكري، ووزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، ووزير خارجية تركيا هاكان فيدان، ووزيرة خارجية إندونيسيا ريتنو مارسودي، ووزير خارجية نيجيريا يوسف مايتاما توجار، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والأمين لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه.
ويأتي هذا التحرك "باسم جميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، باتجاه الوقف الفوري لإطلاق النار على قطاع غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق سلامٍ دائم وشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمدة، واتخاذ الإجراءات الرادعة لوقف جرائم إسرائيل الاستعمارية ضد الإنسانية، مع تأمين ممرات إغاثية عاجلة لتجنب وقوع كارثة إنسانية في قطاع غزة المحاصر، بالإضافة إلى اتخاذ كافة الإجراءات وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على ما يقوم به من انتهاكات سافرة وجرائم في قطاع غزة، والضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وضد المقدسات الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك"، وفق وكالة الأنباء السعودية.
وخلال اللقاء دعا وزير الخارجية السعودي إلى "وقف فوري لإطلاق النار في غزة وزيادة المساعدات الإنسانية".
وأضاف: "على المجتمع الدولي تحمل المسؤولية لوقف ما تقوم به إسرائيل".
وتابع: "جئنا إلى بكين لمناقشة الجرائم الوحشية التي يرتكبها الإسرائيليون بحق الشعب الفلسطيني".
من جانبه، قال وزير الخارجية الفلسطيني إن "إسرائيل تدعو إلى تصفية الفلسطينيين وسلب حقوقنا وهذا ينتهك حل الدولتين".
وفي كلمته، قال وزير الخارجية المصري: "نتطلع لدور أكثر قوة من جانب قوى عظمى مثل الصين من أجل وقف الاعتداءات ضد الفلسطينيين في قطاع غزة".
وأضاف وزير الخارجية المصري: "هناك دول كبرى للأسف تعطي غطاءً للاعتداءات الإسرائيلية الحالية".
وأشار إلى أن "هناك سياسة كانت مُعلنة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ولكن الموقف المصري والعربي القوي الرافض للتهجير كان بمثابة خط أحمر".
وأكد أن "تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة يهدد السلم والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".
وشدد على أن "هناك مسؤولية تقع على مجلس الأمن لحماية الشرعية الدولية بشأن ما يحدث في غزة".
وأوضح أن "مصر تبذل كل جهد لإدخال المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح، لكن إسرائيل تتبع سياسة ممنهجة تهدف لدفع الفلسطينيين لمغادرة القطاع تحت وطأة القصف والحصار".