الذكاء الاصطناعي في الصين.. 4 أسباب وراء الدعم بالمليارات
الصين الدولة الرائدة عالميا في مجال الذكاء الاصطناعي، وستصل استثمارات البلاد في هذا المجال إلى 150 مليار دولار بحلول عام 2030.
شكّلت القوى الجديدة التي تقود الاقتصاد الصيني، والتي تتمثل في دمج الابتكار بالصناعة، ما يقرب من ثلث إجمالي اقتصاد البلاد على مدار العامين الماضيين، حيث نجحت الصين في تحقيق تغيرات كبيرة في أنماط التنمية الاقتصادية للبلاد، خاصة في القوة الدافعة للنمو والتي تجسد التطور الجديد في "مؤشرات الابتكار الصينية"، إنطلاقاً من الفضاء إلى البحر، ومن صناعة الروبوتات إلى الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي.
وذكرت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية أنه في وقت سابق من هذا العام كان قد وضع مجلس الدولة الصيني خططا طموحة لتصبح الصين الدولة الرائدة عالميا في مجال الذكاء الاصطناعي، وحسب الخطة الموضوعة ستصل استثمارات البلاد في الذكاء الاصطناعي إلى 150 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030.
وكان مجلس الدولة الصيني قد وصف "الذكاء الاصطناعي" بأنه محرك جديد لتنمية القوة الاقتصادية للبلاد، ولذلك مثلت الصحيفة دوافع الصين وراء دعم الذكاء الاصطناعي بمليارات الدولارات في 4 أسباب رئيسية:
أولها، أن الذكاء الاصطناعي أهم عوامل نجاح خطة "صنع في الصين 2025 "، وهي الخطة التي تمثل استراتيجية التصنيع الرئيسية في الصين.
وتعد السيارات ذاتية القيادة أحد الأمثلة على كيف سيتم استخدام الذكاء الاصطناعي في تطبيق استراتيجية "صنع في الصين 2025"، حيث أصبحت السيارات ذاتية القيادة من المنتجات التي تسعى الصين لتطويرها وبيعها للعالم، لتعزيز النمو الاقتصادي للبلاد على الأمد البعيد.
وثانيها، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعالج مشاكل تكاليف العمالة الباهظة وشيخوخة السكان، فنظراً لأن الصين تتطلع إلى الانتقال إلى نموذج اقتصادي يعتمد على الاستهلاك والخدمات، لذلك فهي تسعى لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتعويض ارتفاع تكاليف العمالة والانخفاض المتوقع في القوى العاملة بسبب سرعة شيخوخة السكان في الصين.
ومن المتوقع أيضاً أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على "أماكن العمل" إلى ما هو أبعد من نطاق استخدامها في المصانع فقط - حيث سيتم استخدام الذكاء الاصطناعي على سبيل المثال في إدارة الأصول المالية وغيرها من مجالات العمل التي تحتاج حتى الآن إلى موظفين بشريين.
ويرى البعض أن هذه الخطوة من شأنها أن تحرر العمال على الصعيد العالمي من العمل الشاق الذي يستنفد الطاقات للتركيز على الابتكار بدلا من ذلك.
وكانت قد توقعت مؤسسة الاستشارات "ماكينزي" في تقرير أصدر في أواخر تشرين الثاني / نوفمبر، أن تحل الروبوتات والذكاء الاصطناعي محل 800 مليون عامل بحلول عام 2030 – أي خُمس مجموع القوى العاملة في العالم.
ويتمثل السبب الثالث الذي أوضحته الصحيفة في كون الذكاء الاصطناعي عاملاً حاسماً في حفظ الأمن القومي للبلاد، حيث سبق أن أكد المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني تركيز الرئيس الصيني شي جين بينغ على تطوير الجيش الصيني.
وهنا تلعب تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مرة اخرى دوراً رئيسيا في الدفاع الوطني، ففي تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، فازت الشركة الصينية تكنولوجيا التعرف على الوجه "يو تي تك" في المسابقة التي نظمها الذراع البحثية للاستخبارات الأمريكية، والتي أظهرت كيف تفوقت الصين لتصبح الرائدة عالمياً في استخدام الذكاء الصناعي في الأغراض العسكرية.
كما قال نائب وزير العلوم والتكنولوجيا الصيني إن الذكاء الاصطناعي سيكون أداة رئيسية في التنبؤ بالجريمة في البلاد، وكانت قد نجحت الشرطة الصينية بالفعل باستخدام تكنولوجيا التعرف على الوجه في مقاطعة شنتشن هذا العام في إيجاد طفل مختطف واعتقال المختطفين.
أما السبب الرابع فيتمثل في أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يغير القطاع المالي بالصين بشكل جذري، وكانت قد أحدثت للتكنولوجيا المالية بقيادة الذكاء الاصطناعي بالفعل تغيرات كبيرة في أسلوب عمل هذا القطاع.
إذا أخذت هذه التكنولوجيا تكتسح مختلف مجالات التعاملات المالية أمثال عمليات المقاصَّة والتسويات والمدفوعات وتنفيذ العقود، ولذلك توجه العديد من قادة الأسواق يستثمرون في هذه التكنولوجيا نظراً لكونها آمنة وعالية الكفاءة وتوفر في التكاليف من خلال تقليص عدد موظفي المكاتب الإدارية والتشغيلية الذين يسجلون ويدققون التعاملات يدوياً.