«معركة البحار».. «التنين» يختبر قوته بدفاعات الساحل
الصين تواصل العمل لتعزيز قدراتها العسكرية واختبارها باستمرار من أجل التأكيد على قوتها بمواجهة أمريكا.
وفي تضاريس غير مألوفة، أجرت الصين سلسلة من التدريبات القتالية لاختبار وتدعيم شبكة الدفاع الساحلي التابعة لقيادة مسرح العمليات الشرقي في بحرية جيش التحرير الشعبي، وذلك وفق موقع "ميليتري ووتش" الأمريكي.
وجاءت المناورات بهدف اختبار وتحسين قدرة الصواريخ المضادة للسفن وشبكة الدفاع الساحلي على التكيف مع ساحة المعركة خلال العمليات عالية الوتيرة.
وركزت التدريبات على الانتشار السريع وتنسيق الضربات، وذلك من خلال إجراء مناورات إقليمية بعيدة المدى قبل إجراء تدريبات بالذخيرة الحية.
وخلال المناورات، عملت أنظمة الإنذار المبكر على تحديد الأهداف القادمة بسرعة، ونقل البيانات في الوقت الفعلي عبر وصلات بيانات آمنة إلى مركز القيادة، مما سمح بتنسيق مجموعات هجومية متعددة لرسم المسارات الهجومية الأمثل بسرعة.
كما نفذت فرق الهجوم عمليات إطلاق صواريخ متزامنة ضد أهداف بحرية مع نشرها في تشكيل جديد أكثر لامركزية، مما زاد من كفاءة الاشتباك.
من أقوى الدفاعات
وتعد الدفاعات الساحلية لجيش التحرير الشعبي الصيني من أقوى الدفاعات في العالم، وتنشر مجموعة واسعة من أنظمة صواريخ كروز المتنقلة القادرة على إصابة أهداف بعيدة في البحر.
وغالبية منصات الإطلاق في الترسانة الصينية مجهزة بصواريخ كروز مضادة للسفن من طراز "وإي جيه-12" و"وإي جيخ-62"، ومن المتوقع أيضًا إدخال صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت مثل "واي جيه-20" في الخدمة على منصات الإطلاق في المستقبل.
ورغم أن الدول التي تفتقر إلى قوات بحرية سطحية كبيرة، مثل روسيا وفيتنام وكوريا الشمالية، تعتمد بشكل كبير على شبكات الدفاع الساحلي، فإن الصين واصلت الاستثمار في هذه القدرات مع أنها تمتلك أحد أقوى أساطيل السفن السطحية في العالم.
وأصبحت أنظمة الدفاع الساحلية الصين قادرة على لعب أدوار أكبر بكثير في حالات الطوارئ الإقليمية وذلك بفضل دخول أجيال جديدة من صواريخ كروز الأطول مدى والأكثر قدرة إلى الخدمة، والتحسن الملحوظ في قدرات الاستطلاع فوق بحر الصين الشرقي والبحر الأصفر وبحر اليابان وبحر الصين الجنوبي.
بالإضافة إلى ذلك، فقد أسهم قرب العديد من النقاط الساخنة الرئيسية من ساحل البر الرئيسي الصيني، بما في ذلك مضيق تايوان والمياه المحيطة به، في تعزيز الأهمية الكبيرة للأنظمة الساحلية في دفاع الصين.
محاكاة
وفي غضون ذلك، شهدت التدريبات عددًا من سيناريوهات المحاكاة، فشلت خلالها الطلقات الأولية في تحييد أهدافها تمامًا، مما دفع وحدات الاحتياط لتنفيذ ضربات متابعة فورية.
وفي أحد السيناريوهات، كانت هناك محاولة لسفينة معادية للتهرب من الدمار بعد موجة أولى من الهجمات الصاروخية، وحينها استخدم مركز القيادة بيانات استطلاع مُحدثة لنشر مجموعة هجومية ثانية بسرعة للقضاء على الهدف.
واختبر فوج الدفاع الساحلي أيضًا قدراته الجديدة في مواجهة المسيرات، حيث طبق نظامًا دفاعيًا ثلاثي الطبقات يجمع بين التشويش الإلكتروني، والاعتراض الحركي، وتقنيات التمويه.
وكان الهدف من ذلك إضعاف قدرات الاستطلاع والهجوم للمسيرات المعادية في حين شهد سيناريو آخر نشر أصول وهمية لتشتيت انتباه المسيرات المعادية.
وفي حين أصبح الاعتماد عليها أقل بكثير مما كان عليه خلال حقبة الحرب الباردة، إلا أن الدفاعات الساحلية استمرت في تلقي التمويل اللازم لدعمها ومشترياتها الجديدة واسعة النطاق، في ظل بقاء تكاليفها منخفضة رغم التأثير الهائل الذي قد تُحدثه على أي صراع إقليمي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTgg جزيرة ام اند امز