«دي إف-61» الصيني.. «الوحش الفتاك» يهدد أمريكا

تمتلك الصين قوة نووية ضخمة ومتنامية، قادرة على تهديد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها بشكل خطير.
ففي 29 سبتمبر/أيلول الماضي، أجرت قوة الصواريخ التابعة للجيش الصيني تجربة إطلاق استثنائية ورفيعة المستوى لصاروخ باليستي عابر للقارات من شمال البلاد.
وبحسب موقع "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكي، فإن ذلك حدث بعد أسابيع من العرض العسكري الضخم الذي أقامته بكين وكشفت خلاله عن مجموعة كبيرة من أسلحتها المتطورة.
وفي حين لم تؤكد الحكومة الصينية نوع السلاح الذي اختبرتْه، إلا أن بعض الخصائص المعروضة في صور الاختبار تُشير إلى طبيعته الفتاكة.
وأوضح الموقع أن ترسانة الصواريخ الصينية تشمل صواريخ قصيرة المدى مثل "دي إف-15 ودي إف-16" وصواريخ متوسطة المدى مثل "دي إف-26" المعروف باسم "قاتل غوام".
كما تضم -أيضا- صواريخ باليستية عابرة للقارات مثل "دي إف-31 ودي إف-41" والتي يمكنها ضرب أي مكان تقريبًا في الولايات المتحدة.
وفي التجربة الأخيرة، بلغ مدى الصاروخ الغامض الذي تم اختباره على ما يبدو لأكثر من 7456 ميلًا ليمر بالقرب من الفلبين وقاعدة "غوام" الأمريكية في المحيط الهادئ، قبل أن يُسقط حمولة وهمية بالقرب من جزر ماركيساس في بولينيزيا الفرنسية.
جاء ذلك في الوقت الذي تبلغ فيه المسافة بين بكين وواشنطن العاصمة حوالي 7000 ميل، مما يكشف عن مدى خطورة الصاروخ الجديد الذي تم اختباره بعد وقت قصير من العرض العسكري الذي أقامته الصين بمناسبة الذكرى الثمانين لانتصارها على اليابان في الحرب العالمية الثانية.
حملة تحديث
خلال العرض العسكري، تم الكشف علنا للمرة الأولى عن صاروخ "دي إف-61" الذي يعد خليفة صاروخ "دي إف-41".
وعلى مدار عدة سنوات، تبنت الصين حملة واسعة النطاق لتحديث وتوسيع أسلحتها النووية.
ويُعتقد أن بكين تمتلك أكثر من 500 رأس حربي، وتخطط لامتلاك ترسانة نووية قوامها 1000 رأس بحلول 2030، إلى جانب امتلاك الصين لترسانة من الأنظمة المتنقلة مثل "دي إف-31 ايه جي" التي تُعزز القدرة على البقاء وقدرات الرد السريع.
ويُعتقد أن الاختبار الأخير المذهل والغامض كان امتدادًا لعمليات إطلاق سابقة، بما في ذلك اختبار "دي إف-41" في المحيط الهادئ في سبتمبر/أيلول 2024 واختبار ليلي في مارس/آذار من هذا العام.
وكشفت مقاطع فيديو التقطها مشاهدون عن مسارات ضوئية فضية وبيضاء مرئية كما أظهرت المقاطع تكوينات "عقدية" في نمط الدخان، بالإضافة إلى دوامات تشبه اللولب تشير إلى انفصال المعزز وتوجيه الدفع.
ويُعتقد أن الصاروخ اتبع مسار طيران منخفضًا مسطحًا مع مرحلة تعزيز مستقيمة وغوص نهائي ضحل والسبب وراء المسار المسطح هو تقليل وقت الطيران، وبالتالي تقليل وقت الكشف ورد الفعل للمدافعين في أي منطقة تستهدفها الصين بهذا السلاح الجديد.
ويزيد هذا النوع من نمط الطيران من قوة السحب والضغط على السلاح، كما يُعقّد أيضًا اعتراضه بواسطة أنظمة دفاع جوي مثل "ثاد" و"إيجيس".
كما يتحدى هذا النوع من مسار الطيران أجهزة استشعار الصواريخ الفضائية الأمريكية من خلال ضغط أوقات الاستجابة إلى دقائق معدودة.
وكانت هناك أدلة على وجود اشتعال ثانوي أثناء الطيران مما يرجح فرضية عمله بمحرك "سكرامجت"، ووقود قائم على الألومنيوم ليشبه في ذلك نماذج صواريخ "دي إف-21 ودي إف-26 ودي إف-31.
وإذا كان الصاروخ يتضمن مركبة انزلاق فرط صوتية، فستكون الفكرة أن يدفع الصاروخ المركبة إلى الفضاء القريب، وعندها سيتم استبدالها، وتنزلق بسرعة تتراوح بين خمسة وعشرة ماخ مع قدرة عالية على المناورة في التحولات الجانبية على مدى آلاف الكيلومترات.
"أفانغارد الروسي"
إذا صحت التقارير، فإن الصاروخ الصيني الجديد سيكون مشابهًا لنظام "أفانغارد الروسي" وهو أمر لن يكون غريبا في ضوء التقارب الكبير بين بكين وموسكو.
ووفقا لـ"ناشيونال إنترست"، فإن الهدف الرئيسي للصين من هذا الاختبار هو مواجهة الدفاعات الصاروخية الأمريكية، مثل نظام "جي إم دي" و"إيجيس" و"ثاد" والتي قد تُقوّض جميعها الردع النووي الصيني.
وبالفعل، تُشكّل الأسلحة الصينية الأسرع من الصوت ذات الانزلاق المعزز تحديًا خطيرًا لأنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية، المصممة أساسًا للتهديدات الباليستية التقليدية ذات الأقواس العالية والقابلة للتنبؤ.
وبغض النظر عن اسم الصاروخ الذي جرى اختباره، فإنه بلا شك يُقوّض التفوق النووي الأمريكي حيث يعزز قدرة الصين على الردّ الفوري، مما يُجبرها على الاستثمار في تدابير مضادة جديدة، مثل صواريخ اعتراضية تفوق سرعتها سرعة الصوت.
كما يُعقّد هذا الصاروخ عمليات الردع وقد يُشعل سباق تسلح في ظل سعي واشنطن إلى بناء صواريخ مماثلة.