استراتيجية «الاندماج العسكري المدني» الصينية تحد أمام إدارة ترامب

في ظل المنافسة الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين يتعين على واشنطن اعتماد سياسات أكثر تكاملا.
وكشف العرض العسكري الصيني الشهر الماضي بشكل واضح التهديد الذي تواجهه الولايات المتحدة من بكين، حيث عرض جيش التحرير الشعبي الصيني مجموعة مذهلة من الأسلحة المتقدمة، والمحسنة بالذكاء الاصطناعي والواقع المعزز وغيرها من التقنيات الرقمية المتقدمة، وفقا لما ذكره موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي.
ومن بين الأنظمة الأكثر إثارة للإعجاب كانت الروبوتات المستقلة، وأشعة الليزر المضادة للمسيرات ومجموعة قوية من الصواريخ الموجهة بدقة، كما أن قدرات الصين الهائلة في الحرب السيبرانية تشكل تحديات إضافية لازدهار الأمريكيين وأمنهم.
الأمر الأكثر خطورة بالنسبة للولايات المتحدة هو أن الصين تشارك بشكل منتظم تقنيات تكنولوجية مع روسيا وإيران وكوريا الشمالية، فعلى سبيل المثال، يتبادل مدراء الأمن السيبراني في هذه الدول "أفضل الممارسات" للسيطرة على الإنترنت وتطوير الأسلحة.
وتنفق الصين مليارات الدولارات لتطوير صناعة الرقائق المحلية وتقويض تفوق الولايات المتحدة في أشباه الموصلات.
ويعد الأساس لتقدم الصين في التكنولوجيا العالية في مجالات أشباه الموصلات والشبكات والحوسبة السحابية، استراتيجية لـ"الاندماج العسكري-المدني".
ويقدم الحزب الشيوعي الصيني حوافز وعقوبات مختلفة لتحفيز الشركات التجارية على مشاركة البيانات والتقنيات مع الجيش الصيني، كما يقدم جهاز الأمن القومي الصيني موارد لجعل الشركات الصينية أكثر تنافسية.
ويتجلى هذا الاندماج في الهجمات السيبرانية الضخمة التي تشنها الصين فمن ناحية، قامت حملة يقودها المدنيون باختراق عدد لا يحصى من شبكات الاتصالات للحصول على المعلومات الخاصة بالأمريكيين.
ويمكن للجيش الصيني تفجير "فخاخ رقمية" لإحداث الفوضى في الولايات المتحدة، وفقا للموقع الأمريكي.
وحققت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقدماً في تقليل النفوذ الرقمي لبكين فاستجابت للاعتراضات البرلمانية على استخدام وزارة الدفاع لمقاولين مقيمين في الصين.
كما حققت الإدارة تقدما فيما يتعلق بوصول الولايات المتحدة إلى المعادن الأرضية النادرة.
وقامت واشنطن بالدفاع عن الشركات الأمريكية المتقدمة تقنيا ضد الحكومات الأجنبية والاعتراف بأهمية الأمن القومي للحفاظ على ريادة الولايات المتحدة التكنولوجية في التقنيات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي مثل أشباه الموصلات.
لكن تحقيق تقدم إضافي يتطلب عدة إجراءات وفقا للموقع الأمريكين، وهي:
- تعزيز أمان سلسلة التوريد لأشباه الموصلات، التي تشكل أساس الأنظمة المدنية والدفاعية عالية التقنية.
- تجنب شراء التكنولوجيا الصينية وتشجيع الشبكات الإقليمية والخاصة الأمريكية للاعتماد على أنظمة مصنوعة في الولايات المتحدة بدلا من شركة "هواوي" الصينية التي تتحكم في 30% من سوق الجيل الخامس العالمي.
- متابعة انتقال تطبيق "تيك توك" إلى الإدارة الأمريكية ومنع استغلال خوارزمية التطبيق المصممة في الصين لجمع بيانات الأمريكيين أو نشر الرسائل التي تروجها بكين.
- السعي لمنع بكين من الحصول على التقنيات الغربية من خلال استغلال الثغرات بين الولايات المتحدة وشركائها.
- زيادة التعاون مع موردي أشباه الموصلات الأجانب للحد من وصول جيش التحرير الشعبي إلى العقول وراء الأسلحة الذكية الحالية.
- الشراكات بين القطاعين العام والخاص ضرورية لتمكين وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) من الوصول إلى تقنيات تجارية متقدمة.
- تكثيف البنتاغون الجهود لإزالة العوائق.
- تجنب الكونغرس الإغلاقات أثناء سن الميزانيات العادية وتوظيف المزيد من الموظفين المهرة، واتخاذ خطوات إضافية لبناء قاعدة صناعية للأمن القومي قوية بما فيه الكفاية.
- تعزيز قطاع التكنولوجيا المحلي، وتأمين سلاسل الإمداد، والشراكات الدولية لضمان استقلالها وقدرتها على منافسة الصين.