مستقبل الرعاية الصحية بالصين: أطباء آليّون وسيارات إسعاف ذاتية القيادة
مستقبل الرعاية الصحية في الصين يبدو واعدا بسيارات إسعاف ذاتية القيادة تتجنّب الاختناقات المرورية، وتشخيص مرضك عبر شبكة الإنترنت.
في مدينة هانجتشو، مقاطعة تشجيانج شرقي الصين، أصبح بإمكان سيارات الإسعاف تجنّب الاختناقات المرورية، كما تتحول جميع إشارات المرور الحمراء إلى الضوء الأخضر مع اقترابها، وذلك بمساعدة نظام الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، التي باتت تثبت نفسها بشكل متزايد في المجالات التي كان يهيمن عليها الإنسان سابقاً.
والنظام، الذي ينطوي على إرسال المعلومات إلى كمبيوتر مركزي مرتبط بشبكات النقل بالمدينة، هو جزء من تجربة أجرتها مجموعة علي بابا القابضة، حيث تأمل شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة في استخدام نظمها السحابية والبيانات لمعالجة القضايا التي تعيق نظام الرعاية الصحية في الصين مثل حركة المرور المتداخلة في المدينة، والطوابير الطويلة للمرضى، ونقص الأطباء.
ويعكس دفع علي بابا في مجال الرعاية الصحية اتجاهاً أوسع في الصين، حيث تتسابق شركات التكنولوجيا من أجل هز قطاع الصحة المتهالك الذي تديره الدولة واتخاذ شريحة من الإنفاق تصل تقديراتها إلى تريليون دولار بحلول عام 2020.
وحسب ما ذكرته صحيفة جلوبال تايمز الصينية، جمعت شركة We Doctor المدعومة من قبل عملاقة التكنولوجيا الصينية تينسنت، والتي تقدم الاستشارات الطبية عبر الإنترنت، مبلغاً بقيمة 5.5 مليار دولار في مايو/آيار، من أجل تعزيز الخدمات الصحية باستخدام تقنيات الإنترنت.
كما جمعت Ping An Good Doctor، وهي منصة مشابهة مدعومة من قبل بينج آن للتأمين، 1.1 مليار دولار في اكتتاب عام أولي في وقت سابق من هذا العام.
وفي ظل مشكلة نقص الأطباء الحاد الذي تعاني منه الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان، أطلقت مجموعة علي بابا القابضة بالتعاون مع مستشفى شنغهاي، برنامجا طبيا يطلق عليه "الطبيب الذكي"، والذي يقدم خدمة تشخيص الأمراض ودفع التكاليف على الإنترنت دون الحاجة إلى جهد الذهاب إلى المستشفيات وقضاء الكثير الوقت في الانتظار.
كما تعمل الشركة على تطوير أدوات التشخيص بمساعدة الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تحليل الصور الطبية مثل التصوير المقطعي والتصوير بالرنين المغناطيسي.
وتسعي الصين لخفض تكاليف الرعاية الصحية التي ترتفع مع تقدم أعمار السكان، مما يضع ضغوطا هائلة على نظام التأمين الحكومي.
وفي نفس الوقت، وعدت البلاد بتحسين فرص الحصول على الرعاية الصحية للمستوى الشعبي، مما أدى إلى تسليط الضوء على التكنولوجيا كوسيلة لتعظيم الموارد.
وقال روجييه يانسنس، المدير العام لشركة ميرك الألمانية للصناعات البيولوجية في الصين، إحدى أكبر شركات الدواء في العالم، إن إعادة تأهيل الأطباء سيستغرق وقتا طويلا، وأضاف أن الهواتف الذكية يمكن أن تساعد في توفير الرعاية الأولية بشكل أسرع وأرخص.
لطالما واجه نظام الرعاية الصحية في الصين مشكلة نقص الأطباء، وتفاقمت بسبب انخفاض الأجور ونقص العيادات المحلية والممارسين العامين، وهذا يعني أن المرضى غالباً ما يتجمعون في مستشفيات كبيرة ومتخصصة لأمراض ثانوية، تحاول الحكومة الصينية حل المشكلة، وتحديد أهداف لزيادة عدد أطباء الأسرة في جميع أنحاء البلاد.
وكانت الصين سنّت تشريعات على مدار العامين الماضيين شملت دعمًا قويًا لخدمات الرعاية الصحية الأساسية المستندة إلى الإنترنت.
وفقا لشركات في هذا القطاع، قد تكون الصين على وشك الموافقة على بيع بعض العقاقير الطبية عبر الإنترنت، مما يخلق فرصة كبيرة للشركات المحلية والعالمية.
وقال جانسنز من شركة ميرك: إن الشركة لديها "مؤشرات جيدة" على أن واضعي السياسات يتناولون آفاق التجارة الإلكترونية الصيدلانية" حتى هذه اللحظة".
وقال لي تيان تيان، مؤسس ورئيس مجلس إدارة دي إكس واي، واحدة من أكبر شبكات الأطباء على الإنترنت في الصين، إن وزارة الصحة قد اجتمعت بشركات الرعاية الصحية مثل شركته الخاصة، وتعتزم إصدار سياسة حول "مستشفيات الإنترنت"، والتي ستفتح بعض منافذ لمبيعات العقاقير الطبية عبر الإنترنت، وقال: "أعتقد أن السياسة الجديدة ستصدر قريبا جدا، وربما في يوليو الجاري".
وستسمح هذه السياسة للمستشفيات المعتمدة بالتشاور، ووصف الأدوية وبيعها للمرضي عبر الإنترنت، ومع ذلك، فقد أغرقت المخاوف التنظيمية بشأن السلامة والضغط من الموزعين الحكوميين، خطة مماثلة قبل عدة سنوات.
وأضاف لي أن منطقة نينجشيا ذاتية الحكم لقومية هوى بشمال غرب الصين، قد وافقت بالفعل على بعض مقدمي خدمات الإنترنت على أساس اختبار.
ويشير صانعو الأدوية العالميون إلى أن التحرك لفتح المبيعات عبر الإنترنت - إذا ما تمت الموافقة عليه على الصعيد الوطني - فسيساعد في هز سوق الأدوية التي يهيمن عليها الموزعون والمستشفيات العامة المملوكة للدولة، حيث لا تزال توصف وتبيع معظم الأدوية.