الصين واليابان إلى جولة جديدة من الحوار الاقتصادي.. تقارب رفيع المستوى "تحليل"
ذكر تلفزيون الصين المركزي، اليوم، أن الصين واليابان اتفقتا على عقد جولة جديدة من الحوار الاقتصادي رفيع المستوى في أقرب وقت ممكن.
جاء الاتفاق خلال اجتماع في سول بين رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، وكلاهما سيحضر قمة ثلاثية غدا الإثنين إلى جانب الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول.
وذكر تليفزيون الصين المركزي أن لي أبلغ كيشيدا بأنه يأمل في أن "تتعامل اليابان بشكل مناسب مع قضايا مثل تايوان"، وذلك بعد أيام فقط من إجراء الجيش الصيني مناورات عسكرية حول الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي.
- هل تنشب حرب تجارية بين مجموعة السبع والصين؟
- الإمارات وأمريكا.. شراكات تجارية وقنوات تواصل جديدة بين مجتمعي الأعمال
وفي عام 2022، بلغ حجم التجارة بين الصين واليابان 357 مليار دولار أمريكي، بانخفاض 3.7 في المائة عن العام السابق 2021. وتعتبر الصين أكبر سوق تصدير لليابان. وفي العام الماضي 2023، انخفضت هذه الصادرات إلى 184 مليار دولار أمريكي. وتشمل أهم صادرات اليابان إلى الصين الآلات والمعدات الإلكترونية والمركبات. فيما تشمل صادرات الصين إلى اليابان المعدات الإلكترونية والآلات والمنسوجات. هذا وفي عام 2019، زار 9.6 مليون سائح صيني اليابان، متجاوزا عدد السياح من أي بلد آخر. وكانت اليابان من أوائل الدول التي سمحت بجولات جماعية صينية بعد أن خففت الصين قيود كوفيد-19. وكان هناك ما يقرب من 104 آلاف طالب صيني في اليابان في الربع الرابع من العام الماضي.
رقصة التنانين
يصف خبراء العلاقات الصينية اليابانية بأنها معجزة أن يكون اثنان من أكبر الاقتصادات في العالم جارين قريبين. إن العلاقة الاقتصادية بين الصين واليابان، والتي يمكن وصفها بأنها "رقصة التنانين" تبدو معقدة إلى حد ما. فمن ناحية، هما عملاقان متشابكان، حيث تعد الصين أكبر شريك تجاري لليابان ووجهة استثمارية رئيسية لها، والعكس صحيح. ومن ناحية أخرى، ألقت الاختلافات في وجهات نظرهما وتنافسهما الجيوسياسي بظلالها على العلاقات الثنائية. إن فهم هذه "العلاقة المعقدة" أمر بالغ الأهمية بالنسبة للجانبين لاغتنام الفرص والتغلب على التحديات التي تطرحها.
التجارة الثنائية
وقد شهدت التجارة الثنائية ارتفاعاً هائلاً في العقود الأخيرة، مدعومة بسوق الصين الواسعة وقدراتها الإنتاجية الفعّالة على نطاق واسع، فضلاً عن القدرات التكنولوجية والثقافية الفرعية التي تتمتع بها اليابان. وقد أدى هذا الاعتماد المتبادل إلى خلق وضع مربح للجانبين، حيث تمكنت الصين من الوصول إلى التكنولوجيات المتقدمة والصديقة للبيئة ووجدت اليابان قاعدة استهلاكية مربحة ومركز إنتاج ممتازًا.
ومع ذلك، فإن هذا الوضع المربح للجانبين يواجه ملاحظات متناقضة إلى حد ما. ومن الممكن أن تؤدي المخاوف بشأن حماية حقوق الملكية الفكرية، والحواجز أمام الوصول إلى الأسواق، والشكوك التنظيمية، والتدفق المحدود للأشخاص بين الجانبين إلى إضعاف إيقاع هذه السيمفونية الاقتصادية.
وعلى وجه الخصوص، فإن تدفق الأشخاص بين البلدين أقل بكثير من مستوى ما قبل الوباء. وهذا أمر مثير للقلق، لأن أفضل طريقة للتعرف على بعضنا البعض هي أن نلتقي شخصيًا. كلما زاد عدد الأشخاص الذين يزورون بعضهم البعض، كلما زاد التفاهم المتبادل بينهم. حافظت الصين واليابان على قنوات تجارية واتصالات رسمية/غير رسمية منذ عهد أسرة سوي (581-618). والجانب الأكثر أهمية في الحفاظ على العلاقات التجارية أو العلاقات الأخرى هو الثقة، التي تعززها دائمًا قلوب الشعوب الدافئة.
تحديات
مع تسارع عملية إعادة هيكلة سلسلة الصناعة الآسيوية، وسط حالة من عدم اليقين الاقتصادي العالمي، فإن بعض التحديات تعيق تطوير التجارة والاستثمار الثنائي. وانخفض إجمالي صادرات الصين إلى اليابان بنسبة 8.4 في المائة على أساس سنوي في عام 2023، بينما انخفضت الواردات من اليابان بنسبة 12.9 في المائة.
ونشرت غرفة التجارة والصناعة اليابانية في الصين مؤخرًا أرقامًا تظهر أن 48% من الشركات اليابانية التي شملها الاستطلاع في الصين قالت إنها خفضت استثماراتها في الصين في عام 2023 مقارنة بالعام السابق، أو لم تستثمر المزيد.
ومن الضروري تحليل المشاكل المحتملة التي تواجه التعاون الاقتصادي الثنائي والحفاظ على التبادلات والحوار والاتصالات رفيعة المستوى بين الصين واليابان.
aXA6IDE4LjIyNC4zMS44MiA= جزيرة ام اند امز