ليتوانيا تنتخب رئيسها.. «الدب الروسي» و«التنين الصيني» في الخلفية
جولة إعادة للانتخابات الرئاسية تشهدها ليتوانيا اليوم للاختيار بين الرئيس المنتهية ولايته غيتاناس نوسيدا ورئيسة وزرائه إينغريد سيمونيت.
الانتخابات جاءت بعد حملة انتخابية ركّزت على قضايا الدفاع والأمن في مواجهة روسيا المجاورة، إذ يتفق المرشحان على ضرورة أن ترفع الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، والتي يبلغ عدد سكانها 2,8 مليون نسمة، إنفاقها العسكري لمواجهة خط "تهديد" موسكو.
ومع فتح صناديق الاقتراع وبدء التصويت يبدو نوسيدا، وهو مصرفي سابق في الستين من العمر، الأوفر حظاً للفوز بولاية رئاسية جديدة تستمر 5 أعوام.
وفاز نوسيدا في الجولة الأولى التي جرت يوم 12 مايو/أيار الجاري بـ44 % من أصوات الناخبين بينما حصلت سيمونيت، وهي مرشحة الحزب المحافظ، على 20%.
السباق بين نوسيدا وسيمونيت هو سباق مكرر من جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية في 2019.
ويتشارك الرئيس مع الحكومة في وضع السياسة الخارجية للبلاد ويمثّلها في قمم حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، لكن يتوجّب عليه أن يتشاور مع الحكومة والبرلمان في تعيين الموظفين الكبار في الدولة.
وتخشى الجمهورية السوفياتية السابقة في البلطيق - البالغ عدد سكانها 2,8 مليون نسمة وتُحيط بجيب كالينينغراد الروسي حيث الوجود العسكري الكبير - من أن تكون الهدف المقبل لموسكو في حال خرجت منتصرة من حربها في أوكرانيا.
وليتوانيا هي من الداعمين الأساسيين لأوكرانيا في مواجهة موسكو، ويشكّل الإنفاق الدفاعي 2,75 % من إجمالي الناتج المحلي لفيلنيوس. وهذا الأسبوع، تقدمت حكومة سيمونيت باقتراحات لرفعه إلى 3%.
وتعتزم الحكومة استخدام هذه الزيادة لشراء دبابات وأنظمة دفاع جوي إضافية، واستضافة كتيبة ألمانية في ظل عزم برلين على نشر نحو 5 آلاف من جنودها بحلول العام 2027.
خلافات بشأن تايوان
وفي حين تتشابه مواقف المرشحَين بشأن قضايا الدفاع، تختلف وجهات نظرهما بشأن قضايا أخرى في السياسة الخارجية مثل العلاقة مع الصين، والتي تشهد توترا منذ أعوام بسبب تايوان.
وأدت العلاقات المتوترة بين نوسيدا وحزب سيمونيت المحافظ الحاكم، إلى نقاشات في بعض الأحيان بشأن السياسة الخارجية لليتوانيا، خصوصا فيما يتعلق بالعلاقة مع الصين.
وتوترت العلاقات الدبلوماسية في 2021 عندما أجازت فيلنيوس لتايوان فتح ممثلية دبلوماسية لتايوان عوضاً عن الإجراء المعتمد تقليديا باستخدام اسم العاصمة تايبيه لتجنّب إثارة غضب بكين.
وتعتبر الصين تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي، جزءا لا يتجزأ من أراضيها وتتعهد إعادتها إلى كنفها بالقوة إن لزم الأمر، وردّاً على إجراء فيلنيوس، خفّضت الصين مستوى العلاقة مع ليتوانيا وأوقفت استيراد منتجاتها.
وأثارت الخطوة جدلاً بين السياسيين الليتوانيين، وطالب بعضهم بتصحيح العلاقة مع الصين لصالح الاقتصاد المحلي.
وفي حين يؤيد نوسيدا تغيير اسم الممثلية التايوانية، ترفض سيمونيت هذا الأمر.
إلا أن الناخبين يبدون اهتماماً أكبر بمواقف المرشحين في مجال السياسة الاقتصادية وحقوق الإنسان.
ويعرف عن سيمونيت حسّها الفكاهي وأنها تكتب بنفسها منشوراتها على منصات التواصل الاجتماعي. وهي تحظى بدعم أكبر لدى الناخبين الليبراليين في المدن الكبرى، إضافة للمحافظين.
aXA6IDMuMTI4LjE5OC45MCA= جزيرة ام اند امز