"مياه هائجة" في المحيط الهادئ.. فوكوشيما تغضب "التنين" وتهدد السوشي
تصريف المياه المعالجة من منشأة فوكوشيما النووية بالمحيط الهادئ يهدد السوشي في الصين ويضع أصحاب المطاعم أمام خيارات مُرّة.
والخميس، بدأت اليابان تصريف أكثر من مليون لتر من المياه المعالجة من منشأة فوكوشيما النووية في المحيط الهادئ.
وفي حين تؤكّد طوكيو وخبراء عالميون أنّه لا خطورة لهذه العملية لأنّ المياه تمّت معالجتها مسبقًا والتصريف سيتمّ بشكل تدريجي، تثير قلق بعض الدول المجاورة خصوصًا الصين، وكذلك الصيادون في اليابان.
لكن المخاوف لا تتوقف عند ذلك الحد، ففي المطاعم الصينية تتجه الأمور على ما يبدو نحو الأسوأ.
ياو، صاحب أحد المطاعم في العاصمة بكين، يواجه مشكلة مع بدء تصريف المياه المعالجة من محطة الطاقة النووية المتضررة في فوكوشيما في المحيط الهادئ.
فإمّا أن يستمر في تقديم سمك التونة الياباني مخاطراً بخسارة زبائنه أو الحصول عليها من بلدان أخرى، حيث الجودة مضمونة لكن السعر أعلى.
وأعرب محبو السوشي في الصين عن تحفظاتهم بعد أن بدأت اليابان خططًا للتخلص من النفايات الناتجة عن المحطة، وذلك بعد 12 عامًا من واحدة من أسوأ الكوارث النووية في العالم.
واعتبرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الإطلاق المقصود آمن، لكن الصين مع ذلك حظرت واردات الغذاء من 10 مقاطعات يابانية، وحذت هونغ كونغ حذوها هذا الأسبوع.
تأثير
يقول ياو عند مدخل مطعمه "في الحقيقة، لقد شعرنا بالتأثير"، بينما اعتبر جاسي تشوي، وهو أيضا صاحب مطعم في هونغ كونغ، ويدير مطبخًا صغيرًا للوجبات اليابانية الجاهزة، إن القيود ستؤدي إلى إصلاح شامل في العمل.
وأضاف الطاهي البالغ من العمر 36 عاما: "حوالي 80% من منتجات المأكولات البحرية التي نستخدمها تأتي من اليابان، وإذا تأثر أكثر من نصف مكوناتي المستوردة من اليابان، فسيكون من الصعب علي الاستمرار في العمل".
وتعد الصين وهونغ كونغ أكبر مستوردي المواد الغذائية اليابانية في العالم، وفقًا لوزارة الزراعة في طوكيو، حيث تستوردان ما قيمته حوالي 500 مليار ين (ما يعادل 3.44 مليار دولار) من الدولة الواقعة في شرق آسيا.
وفي أحد مطاعم بكين، وبينما كانت أطباق صغيرة من السوشي والأطباق اليابانية الأخرى تنزلق على الحزام الناقل، أكدت الأم ليو دان على هذه المخاوف.
وقالت: "اعتبارًا من اليوم سأخبر طفلي وزوجي على وجه التحديد أننا سنتجنب عمدًا منتجات المأكولات البحرية هذه عند تناول الطعام في المطاعم".
وردا على سؤال حول التقارير العلمية التي خلصت إلى أن خطة اليابان لإطلاق مياه الصرف الصحي آمنة، بما في ذلك تلك التي نشرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في يوليو/تموز الماضي، أعرب ليو عن شكوكه.
وقال: "ليس لدي طريقة لإثبات صحة (مثل هذه التقارير) أم لا. يمكنني فقط أن أقول إنه انطلاقا من أبسط المشاعر، فإن هذا بالتأكيد ليس عقلانيا، وإلا لماذا ستكون هناك مخاوف بشأن التصريف؟".
ترقب
قبل يومين، استدعت وزارة الخارجية الصينية السفير الياباني لتقديم "احتجاج شديد" ضد تصريف مياه فوكوشيما، ومع ذلك، قال خبير نووي إن مستوى التريتيوم في مياه الصرف الصحي بالمحطة كان أقل بكثير من الحدود المسموح بها لمياه الشرب التي حددتها منظمة الصحة العالمية.
وقال توني هوكر الخبير النووي من جامعة أديلايد لوكالة فرانس برس، إن "محطات الطاقة النووية تطلق التريتيوم منذ عقود دون أي آثار واضحة على البيئة أو الصحة".
لكن العديد من أصحاب المطاعم في الصين قالوا إنهم توقفوا بالفعل عن شراء الأسماك اليابانية.
وقال فانغ تشانغشنغ لوكالة فرانس برس في أحد مطعميه الواقعين بمنطقة بكين المشهورة بالمأكولات اليابانية والحياة الليلية: "في السابق، كانت جميع منتجاتنا من المأكولات البحرية تستورد من اليابان".
ويقول صاحب المطعم البالغ من العمر 40 عاما، إنه يحصل الآن على المأكولات البحرية من أماكن أخرى، بما في ذلك تشيلي وإسبانيا وروسيا.
وتابع: "لم يكن هذا قراري حقًا، ولكن بسبب مشكلة (مياه الصرف الصحي في فوكوشيما). أصبح الحصول على المنتجات الآن أكثر صعوبة".
غضب التنين
لم تنجح تطمينات طوكيو والخبراء في تخفيف الغضب الصيني، وأن يعتقد مراقبون أن رد فعل بكين يندرج ضمن العلاقات الباردة مع اليابان لا أكثر.
ووصفت بكين ما قامت به اليابان بالعمل "الأناني وغير المسؤول"، وحتى قبل عملية تفريغ الخميس، حظرت الصين استيراد المأكولات البحرية من 10 من مقاطعات اليابان الـ47 وفرضت عمليات تفتيش عن مواد مشعّة.
كما قامت هونغ كونغ وماكاو التابعتان للصين بالخطوة ذاتها هذا الأسبوع.
ويعني رد الفعل الصيني الخميس توسيعا لنطاق الحظر ليشمل اليابان بأكملها.
aXA6IDE4LjIyMi40NC4xNTYg جزيرة ام اند امز