«الكتاب الأبيض».. صفحات يابانية مكتوبة بتوترات الجيران
"كتاب أبيض"، لكن صفحاته تتقلب على سواد التوتر بين جيران في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ورقة دفاعية سنوية أو ما يُعرف "بالكتاب الأبيض"، أصدرتها اليابان، اليوم الجمعة، معربة فيها عن قلقها إزاء احتمالية اندلاع مواجهة مشابهة للصراع في أوكرانيا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
والكتاب أو الورقة البيضاء، عبارة عن تقرير سنوي، يصدر عن وزارة الدفاع اليابانية، ويصف التغيرات في البيئة الأمنية المحيطة باليابان والجهود الدفاعية للبلاد.
ويغطي التقرير لهذا العام، الفترة من أبريل/نيسان 2023 إلى مارس/آذار 2024.
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "japan times"، فإن ما جاء في "الكتاب الأبيض" وجهة نظر تسلط الضوء على المخاوف من الصراع حول تايوان التي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها.
ولفتت الصحيفة إلى أن التقرير السنوي الذي وافق عليه مجلس الوزراء في اجتماع له، مليء بتقييمات مهمة لما يقول إنها بيئة أمنية إقليمية مشحونة بشكل متزايد والتي تشمل الصين وكوريا الشمالية وروسيا.
الصين وتايوان
وحدد "الكتاب الأبيض" للوزارة موقفها بشأن قضايا مثل التوترات التايوانية، والتنافس المتزايد بين الصين والولايات المتحدة. معتبرا أن الطموحات العسكرية لبكين "تمثل التحدي الاستراتيجي الأكبر لليابان والعالم".
واعتبر "الكتاب الأبيض" أن "الطلعات الجوية المشتركة المتكررة للسفن الصينية والروسية حول اليابان تهدف بوضوح إلى استعراض القوة ضد طوكيو وتمثّل مصدر قلق بالغا من منظور الأمن القومي".
وكانت طوكيو قد ذكرت تايوان لأول مرة في تقريرها الدفاعي في عام 2021، وكثفت تدريجيا من لغتها بشأن هذه القضية التي يُنظر إليها على أنها الأكثر حساسية بين القوتين الآسيويتين.
ويشير التقرير الحديث إلى أنه "لا يمكن إنكار احتمال تصاعد التوتر العسكري بين الصين وتايوان بسبب هذا النشاط العسكري المتزايد من الجانب الصيني".
وأضاف أن "المجتمع الدولي يواجه أكبر محنة له منذ الحرب العالمية الثانية والمنافسة بين الدول، خاصة بين الولايات المتحدة والصين، ومن المقرر أن تشتد".
ومن المؤكد أن يثير بعض ما جاء في "الكتاب الأبيض" غضب الصين، التي تعتبر تايوان جزءا من أراضيها وتسميها "تايوان الصينية".
والشهر الماضي، حذر وزير الدفاع الصيني دونغ جون، من أن جيشه مستعد لمنع استقلال تايوان "بالقوة"، لكنه دعا في الوقت نفسه إلى مزيد من التبادلات مع الولايات المتحدة.
الإنفاق الدفاعي
ويتضمن "الكتاب الأبيض" لأول مرة فصلا مخصصا للقدرات الدفاعية والإنفاق.
وتخطط اليابان لمضاعفة إنفاقها الدفاعي، ليصل إلى معيار حلف شمال الأطلسي (الناتو) وهو 2% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027، على الرغم من أن انخفاض قيمة الين قد يؤثر على قوتها الشرائية.
ويقول التقرير إن الكثير من هذا المبلغ قد تم تخصيصه لاستخدام صواريخ المواجهة المتقدمة كجزء من "قدرة الضربة المضادة" الجديدة لليابان، وكذلك لبناء سفن حربية جديدة مجهزة بنظام إيجيس وتعزيز المرافق والقواعد.
والإثنين الماضي، وقعت الفلبين واليابان ميثاق دفاع مهما يسمح لكل من الدولتين بنشر قوات في الدولة الأخرى.
وجاء الاتفاق بين طوكيو ومانيلا في الوقت الذي تثير فيه تحركات بكين في بحر الصين الجنوبي مخاوف من صراع محتمل قد يجر الولايات المتحدة.
وهناك خلاف أيضا بين طوكيو وبكين بشأن جزر متنازع عليها، تسيطر عليها اليابان، في بحر الصين الشرقي.
كوريا الشمالية
وفيما يتعلق بكوريا الشمالية، يسلط التقرير الضوء على التركيز المستمر للدولة المعزولة على "التحسين النوعي لقدراتها النووية والصاروخية، مثل تنويع أنظمة معداتها والحصول على وسائل الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع التي تكمل قدراتها التشغيلية النووية والصاروخية".
وقد أجرت كوريا الشمالية عددا من اختبارات الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب، والتي أضافت عنصر التخفي إلى عمليات الإطلاق، فضلا عن نجاحها المزعوم في وضع قمر اصطناعي للتجسس العسكري في مداره.
كما أنها كثفت من اختبارات أنظمة الأسلحة قصيرة المدى.
وبحسب التقرير، تعتقد طوكيو أن بيونغ يانغ ترسل معدات عسكرية وأسلحة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية، إلى موسكو للمشاركة في الحرب الروسية في أوكرانيا.