«نيران» في مضيق متوتر.. الصين ترفع «السيف» عن عنق تايوان
الصين تعلن انتهاء مناورات عسكرية تجريها منذ يومين حول تايوان لترفع بذلك «السيف» عن عنق الجزيرة وسط توتر بلغ حد التلويح بـ"الحرب".
وتخلل المناورات تشدّد في لهجة بكين حيال تايبيه وصل إلى حد التلويح بـ"الحرب"، بعد أيام من تصريحات اعتبرتها انفصالية للرئيس التايواني الجديد لاي تشينغ-تي.
- «السيف المشترك 2024 آيه».. طوق «عقابي» صيني لتايوان ورسائل للخارج
- المنطقة الرمادية.. رصد 21 طائرة عسكرية صينية بمحيط تايوان
ومساء الجمعة، قال مذيع في قناة سي سي تي في-7، التلفزيون الرسمي الصيني المسؤول عن الأخبار العسكرية، إن الجيش الصيني "أكمل بنجاح" مناورات "السيف المشترك-2024A".
وأعلنت بكين الخميس بدء مناورات عسكرية ليومين حول تايوان، معتبرة ذلك "عقوبة" على "أعمال انفصالية"، وفق ما أفادت وسائل إعلام رسمية.
وجاءت المناورات بعد ثلاثة أيام من أداء لاي تشينغ-تي الذي تصفه الصين بأنه "انفصالي خطر" اليمين رئيسا جديدا للجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي.
واتهمت وزارة الدفاع الصينية الرئيس التايواني الجديد بدفع البلاد نحو "الحرب" الجمعة، وذلك خلال اليوم الثاني من المناورات الذي تخلله فرض سفن ومقاتلات صينية طوقا حول تايوان.
وأكدت بكين أن المناورات تهدف إلى اختبار قدرتها على السيطرة على الجزيرة، وشاركت فيها القوات البرية والبحرية والجوية، إضافة إلى وحدة الصواريخ الاستراتيجية.
وتركزت المناورات في "مضيق تايوان، شمال وجنوب وشرق جزيرة تايوان"، كذلك، شملت مناطق تقع حول جزر كينمن، ماتسو، ووكيو ودونغيين الواقعة على مقربة من سواحل الصين.
"استفزاز صارخ"
واعتبرت تايوان أن المناورات كانت "استفزازاً صارخاً للنظام العالمي".
وقالت المتحدثة باسم الرئاسة كارين كوو في بيان السبت "إن الاستفزاز الحديث الأحادي الجانب من قبل الصين، لا يقوّض فقط الوضع القائم للسلام والاستقرار في مضيق تايوان، بل هو أيضاً استفزاز صارخ للنظام العالمي، يثير خوفاً جدياً وإدانة من المجتمع الدولي".
وفي تصريحات الخميس، لم يشر الرئيس التايواني الجديد مباشرة إلى المناورات، لكنه أكد أنه سيقف "على خط الجبهة" للدفاع عن بلاده.
وقال لاي تشينغ-تي في قاعدة عسكرية "سأقف على خط الجبهة مع أخوتي وأخواتي في الجيش للدفاع معا عن الأمن الوطني"، مشدداً على أن تايوان "ستدافع عن قيم الحرية والديمقراطية في وجه التحديات والتهديدات الخارجية وستحفظ السلام والاستقرار في المنطقة".
وتعتبر الصين أن تايوان جزء من أراضيها لم تفلح بعد في توحيده مع البرّ الرئيسي منذ نهاية الحرب الأهلية ووصول الحزب الشيوعي إلى الحكم في 1949.
وبينما تؤكد بكين أنها تفضّل إعادة توحيد "سلمية" مع الجزيرة التي يقطنها 23 مليون نسمة وتتمتع بنظام حكم ديموقراطي، لم تستبعد استخدام القوة إن لزم الأمر لتحقيق هذا الهدف.
وكان الجيش الصيني بدأ المناورات الخميس متعهدا بـ"إراقة دماء" ما وصفها بأنها "قوى الاستقلال" في الجزيرة.
وجاءت المناورات بعد ثلاثة أيام على تولي لاي تشينغ-لي منصب الرئاسة.
وقال لاي في خطاب تنصيبه إن "جمهورية الصين" (الاسم الرسمي لتايوان) وجمهورية الصين الشعبية "ليستا تابعتين لبعضهما البعض".
ورأت بكين في هذه العبارات "اعترافاً بالاستقلال" من جانب تايوان.
وقال وزير الدفاع الصيني وو كيان الجمعة إن لاي "تحدّى بجدية مبدأ الصين الواحدة... وجرّ مواطنينا في تايوان إلى وضع خطر محفوف بالحرب والمخاطر".
وأضاف "في كلّ مرة تستفزّنا (الحركة الداعمة) لاستقلال تايوان، سنذهب أبعد في إجراءاتنا المضادة، حتّى تتحقق إعادة التوحيد الكاملة للوطن الأم".
وتابع "هذا لعب بالنار، ومن يلعبون بالنار سيحرقون بها بالتأكيد".
لقاء مرتقب
والمناورات جزء من حملة تخويف متصاعدة من جانب الصين شملت عددا من التدريبات العسكرية الواسعة النطاق حول تايوان في السنوات الأخيرة.
وجعل ذلك مضيق تايوان إحدى أكثر مناطق العالم توترا، وأثارت مستجدات هذا الأسبوع مخاوف من احتمال استخدام الصين قوتها العسكرية لبسط سيطرتها على الجزيرة وضمها.
وحضت الولايات المتحدة، أقوى حلفاء تايوان وداعميها العسكريين، الخميس الصين "بقوة" على ضبط النفس. ودعت الأمم المتحدة الأطراف كافة لتفادي التصعيد.
وأعلن البنتاغون الجمعة أنّ وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن سيلتقي نظيره الصيني دونغ جون الأسبوع المقبل.
ووفقا للبنتاغون، سيجتمع أوستن مع دونغ جون على هامش مشاركتهما من 31 مايو/أيار الجاري إلى 2 يونيو/حزيران في حوار شانغريلا في سنغافورة، وهو قمّة سنويّة لمسؤولي الدفاع من كلّ أنحاء العالم.
والاجتماع بين أوستن ودونغ جون موضع ترقّب شديد منذ محادثتهما الهاتفيّة قبل أسابيع والتي شكّلت أوّل تبادل بين وزيرَي دفاع البلدين منذ نحو 18 شهرا.
وعزّزت الولايات المتحدة في عهد جو بايدن قنوات الاتّصال مع الصين في محاولة لتخفيف التوتّر بين البلدين.
aXA6IDE4LjIxNy4xMC4yMDAg
جزيرة ام اند امز