هل تستطيع أمريكا الدفاع عن سول وتايوان في وقت واحد؟ الإجابة صادمة
بينما تحاول الولايات المتحدة الأمريكية تعزيز قنوات الاتّصال مع الصين واستئناف الحوار العسكري بين البلدين، كانت التوترات المتعلقة بتايوان، تضغط على خطوط التواصل بينهما.
وضع أضيف إلى التوترات العسكرية الجديدة التي أثارتها كوريا الشمالية مؤخرًا، بتعهدها باتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز قدرتها على الردع النووي، ردًا على التجربة النووية «تحت الحرجة» التي أجرتها الولايات المتحدة في الأيام القليلة الماضية.
وكان البنتاغون قد أعلن يوم الجمعة أنّ وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن سيلتقي نظيره الصيني دونغ جون الأسبوع المقبل، في وقت تُجري القوّات الصينيّة مناورات عسكريّة في محيط الجزيرة المتمتّعة بحكم ذاتي.
تلك الجبهتان المشتعلتان، طرحتا تساؤلات حول قدرة الولايات المتحدة على الدفاع عن كوريا الجنوبية وتايوان في وقت واحد.
فهل تستطيع أمريكا؟
تقول صحيفة «ذا ناشيونال إنترست» الأمريكية، إن الولايات المتحدة تفتقر حالياً إلى القدرة العسكرية اللازمة للدفاع عن كوريا الجنوبية وتايوان وغيرهما من الحلفاء في وقت واحد، مشيرة إلى أنه لضمان الأمن في شمال شرق آسيا، تحتاج الولايات المتحدة إلى زيادة استثماراتها العسكرية وتعزيز التعاون مع الحلفاء.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الولايات المتحدة تحولت من بناء قوات قادرة على الدفاع عن مسرحين في وقت واحد، إلى الاعتماد بدلا من ذلك على الغموض الاستراتيجي.
إلا أنه مع ذلك، فإن التهديدات المتزايدة من خصوم مثل الصين وكوريا الشمالية تتطلب العودة إلى الاستعدادات العسكرية الأكثر قوة وتعزيز التحالفات، تقول «ذا ناشيونال إنترست»، مشيرة إلى أن كوريا الجنوبية تحتاج، على وجه الخصوص، إلى تعزيز قدراتها العسكرية، بما في ذلك تحسين تدريب قوات الاحتياط واستراتيجيات توزيع القوات الجوية.
حاجة ملحة
وأكدت أنه ينبغي على الولايات المتحدة أن:
- تزيد بشكل كبير من كمية ونوعية قواتها التقليدية والنووية، سواء في الداخل أو في المنطقة.
- تعزيز التزاماتها واستراتيجياتها في التعامل مع التحديات الخارجية.
- إقناع زعماء الخصوم بأنهم لن يجدوا ثغرات لدى الولايات المتحدة وحلفائها لاستغلالها.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الولايات المتحدة تخلت في العقود الأخيرة، عن بناء قوات عسكرية وإمدادات ولوجستيات قادرة على الدفاع حتى عن مسرحين في وقت واحد، لتراهن بديلا عن ذلك على الغموض الاستراتيجي لردع الخصوم مع الحفاظ على قدرات عسكرية كبيرة لكن محدودة.
نهج يبدو أنه آتى أكله، في عصر ما بعد الحرب الباردة، حيث لم يكن أي خصم رئيسي يشكل تهديدا خطيرا للولايات المتحدة، وسمح لها بتخفيف نفقاتها العسكرية، لكن الزمن تغير، فيما يسعى الأعداء المعلنون للولايات المتحدة إلى تعزيز القدرات العسكرية بشكل كبير.
وفي الوقت نفسه، تكافح الولايات المتحدة للحفاظ على القدرات العسكرية الحالية بكميات كبيرة؛ فعلى سبيل المثال، أرجأت الولايات المتحدة تحديث قوتها النووية لعدة عقود على الرغم من برامج التحديث التي نفذها خصومها.
حلفاء ولكن
ومن أجل تلبية متطلباتها الأمنية العالمية، كانت الإدارة الأمريكية الحالية واضحة في أنها تحتاج إلى حلفاء وشركاء عالميين، لكنها لن تحظى بالحلفاء والشركاء الذين تحتاجهم ما لم تلتزم أيضاً بأمنهم القومي، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وتقول «ذا ناشيونال إنترست»، إنه لإدارة تهديدات الخصم المتزايدة، تحتاج الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركاؤها إلى تعزيز قدراتهم العسكرية بشكل كبير، ثم العمل معًا بشكل وثيق لدمج تلك القدرات.
aXA6IDMuMTUuMTg2Ljc4IA== جزيرة ام اند امز