اليوم الوطني الصيني.. احتفالات استثنائية في ذكرى كفاح التأسيس
74 عاما سارت فيها التجربة الصينية من التأسيس الصعب إلى مصاف الدول العظمى على يد الحزب الشيوعي، في ظروف عالمية ومحلية صعبة.
تحتفل الصين في الأول من أكتوبر/تشرين الأول من كل عام بعيدها الوطني، في ميدان "السلام السماوي" الشهير، الأكبر من حيث المساحة في العالم، كرمزية للكفاح الذي تلا بيانه المؤسس الصيني ماو تسي تونج عام 1949.
ويعد هذا اليوم عيدا وطنيا تقام فيه احتفالات شعبية برعاية الحكومة في الساحات العامة بجميع أرجاء الصين، تستمر قرابة 7 أيام، يطلق عليه "الأسبوع الذهبي"، حيث تعطل فيها المصالح الحكومية والمدارس والجامعات.
وتتضمن الاحتفالات العديد من الفعاليات الضخمة لإحياء ذكرى الشهداء الثوريين الذين ضحوا بحياتهم لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، لذلك يحمل هذا العيد قيمة عظيمة للشعب الصيني، حتى مع تغير الزمن لم ينسَ الناس جذورهم والقيم وراء تأسيس وطنهم.
مشاركة شي
وعادة ما يلقي رئيس الوزراء خطابا بمناسبة اليوم الوطني الصيني، لكن الرئيس شي جين بينغ، تصدر المشهد هذا العام، ودعا الأمة إلى ترسيخ الثقة والسعي للوحدة في مسعى دؤوب نحو بناء صين قوية وتحقيق تجديد الشباب الوطني للأمة الصينية.
ومنذ توليه منصب الرئيس في مارس/آذار 2013، ألقى الرئيس "شي" مرتين خطابات في الحفل السنوي، الذي يقام عادة عشية العيد القومي في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، وفي السنوات الأخرى، كان رئيس الوزراء هو الذي يلقي الخطاب.
وقال شي في حفل ضخم أقيم في قاعة الشعب الكبرى في بكين للاحتفال بالذكرى الـ74 لتأسيس جمهورية الصين، "إن قوتنا تأتي من الوحدة والثقة أكثر قيمة من الذهب".
وأضاف أن المستقبل مشرق، وينبغي للأمة الاستمرار في التغلب على الصعوبات والمضي قدما في مسيرتها.
في حوالي الساعة 5:30 مساء، توجه الرئيس شي جين بينغ وغيره من قادة الحزب والدولة إلى قاعة الولائم، ملوحين بأيديهم للحضور الذين قابلوهم بموجة حارة من التصفيق.
وخلال كلمته في الحفل، قال شي إنه على مدار الـ74 عاما الماضية منذ تأسيس الصين الجديدة، انتقلت البلاد من فقر إلى ازدهار معتدل على نحو شامل.
ومضى قائلا "لقد شرعت البلاد في رحلة جديدة لبناء أمة قوية ودفع تجديد الشباب الوطني للأمة الصينية على جميع الجبهات من خلال مسار تحديث صيني النمط".
ومع عزف الموسيقى المبهجة، احتفل الحضور بالذكرى الـ74 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.
كفاح التأسيس
وبالعودة إلى قصة الكفاح لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، فقد قاد ماو في عام 1927 مجموعة صغيرة من الفلاحين من إقليم هونان إلى إقليم جيانجزي الجبلي حيث كون مع أعضاء آخرين من الحزب الشيوعي حكومة على النمط السوفيتي، وبدأوا في تكوين جيش فدائيين كان نواة الجيش الأحمر الذي هزم القوميين بعد 22 عاما ودحرهم إلى جزيرة تايوان.
وفي عام 1937 غزت اليابان الصين ودخل القوميون والشيوعيون في تحالف بتشجيع من القوى الجمهورية في البلاد، وزادت قوات الجيش الأحمر لتصل إلى مليون عنصر.
كفاح أسفر عن انسحاب اليابان من الصين في عام 1945، لكن الأمور لم تسر على منوال إيجابي، إذ دخل الصينيون في حرب أهلية بعد عام من انسحاب اليابان، حسمت في عام 1949 بهزيمة القوميين.
وأصبح ماو تسي تونج رئيس الحزب الشيوعي الصيني ورئيس جمهورية الصين الشعبية الوليدة في نفس العام، ورئيس اللجنة العسكرية التي تقود جيش التحرير الشعبي.
وعلى الفور، بدأ ماو ورفاقه في المكتب السياسي للحزب الشيوعي جهودا لإعادة بناء الصين عبر خطط تنمية وثروات بعد ثورات.
وعبر مبادرات وخطوات أنجز ماو الإصلاح الزراعي والتعاونيات الزراعية وبسط مظلة الخدمات الصحية وغيرها.
وبدأت الصين بخطتها الخمسية الأولى عام 1953 وتمكن القطاع الصناعي من تحقيق تقدم ملموس، خلال الفترة من 1953 إلى 1957.
وعلى مدار أكثر من 70 عامًا قاد الحزب الشيوعي، الشعب الصيني إلى شق طريق التنمية بالشكل الذى يتناسب مع الظروف الخاصة لطبيعة البلاد، ونجح في تحقيق "المعجزتين": التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي طويل الأجل.
كما نجحت بكين في انتشال أكثر من 800 مليون شخص من براثن الفقر، وفي السنوات الأخيرة، تجاوز معدل مساهمة البلاد في النمو الاقتصادي العالمي نسبة الـ30٪.
وتجاوز معدل المساهمة في الحد من الفقر العالمي 70٪، مما ساهم بشكل كبير في استجابة المجتمع الدولي والتعامل مع الأزمة المالية الآسيوية والأزمة المالية العالمية، وجميع تلك الإنجازات للصين حقائق واضحة للجميع لا يمكن إنكارها.