«جنود الطين».. قصة جيش يحرس إمبراطورا منذ قرون
وصل العالم إلى حد صناعة جنود الروبوت، ولا يزال يطوي أرض التكنولوجيا العسكرية، بينما تقف صفوف من جنود الطين بكامل أسلحتها، في مكان ما.
"جنود الطين"؟ نعم جنود مصنعون من الطين يقفون في صفوف منظمة منذ 2100 عام، لحماية إمبراطور غلبه السبات منذ آلاف السنين.... في الحياة الأبدية.
ووفق وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، يوجد هذا الجيش في مدينة شيآن الصينية التي تقع شمال غربي الصين، بخيوله وأسلحته وعرباته، منذ أكثر من 2100 عام لحماية الإمبراطور "تشين شي هوانغ" في الحياة الأبدية.
والإمبراطور تشين شي هوانغ يعتبر أول إمبراطور للصين وصاحب فكرة بناء سور الصين العظيم.
وبالتحديد يتواجد الجيش المصنوع من الطين في مقبرة الإمبراطور هوانغ الذي أمر ببناء هذا الجيش ليتم دفنه معه عندما يموت.
قصة جنود الطين
وحول قصة تشييد هذا الجيش الطيني، قالت جينغ بيه، المرشدة السياحية والمهتمة بمحاربي التيراكوتا، لـ"شينخوا"، إن نحو 700 ألف شخص شاركوا في بناء آلاف التماثيل الطينية غير المتشابهة بملامح دقيقة لدرجة مدهشة، ووضعوها في أفران وصلت درجة حرارتها لألف درجة مئوية، ثم تركوها لتبرد قبل أن يتم تزيينها وتلوينها بألوان زاهية كالأزرق والوردي والأحمر والأخضر.
ولفتت إلى تمكن الباحثين من العثور على ثمانية آلاف تمثال لجنود المشاة والرماة والضباط، بجانب 130 عربة مع 520 حصاناً و150 فارساً بحجمهم الطبيعي الكامل، فضلا عن إداريين وموسيقيين، ليكونوا في خدمة الإمبراطور في حياته الثانية.
وأضافت جينغ، أن أسرار المقبرة لم تتكشف بالكامل بعد، وأن هناك هرما ترابيا يبلغ ارتفاعه 76 مترا، بمساحة 350 مترا مربعا لم يتم تنقيبه خوفا من تدمير ما قد يحتويه من كنوز.
وتضيف أن المعروض منها للزوار فقط ألفا جندي حفاظا على التماثيل، لا سيما وأن المقبرة تعرضت بعد خمس سنوات من وفاة الإمبراطور تشين شي هوانغ لهجوم من جيش العدو، الذي أضرم النار في المقبرة، ملحقا أضرارا جسيمة بمعظم التماثيل، كما تسببت الطبيعة في انهيار أجزاء واسعة من المقبرة ما أدى لتدمير العديد من التماثيل.
وأشارت المرشدة السياحية إلى أن الجنود يحملون فى أيديهم أسلحة حقيقية ويظهر ذلك في تحفزهم ووضعية أيديهم، مضيفة أن تلك الأسلحة كانت متطورة ومتقدمة جدا وقتها وفقا للأبحاث التي أجريت عليها لاحقا، حيث كانت للسهام قدرة عالية على اختراق أي درع فى ذلك الوقت.
aXA6IDE4LjExOC4yOC4zMSA= جزيرة ام اند امز