الصين تحتفي بشراكتها مع الإمارات في منتدى "بوجيانغ" للابتكار
احتفت الصين بشراكة ممتدة مع الإمارات عبر اختيارها ضيف شرف في منتدى "بوجيانغ للابتكار 2021"، المنعقد في شانغهاي.
وعُقد المنتدى تحت عنوان "الابتكار من أجل حياة أفضل للبشرية"، بمشاركة الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات، وعلي عبيد الظاهري سفير الإمارات لدى الصين.
ويمثل العام 2021 ذكرى مرور 50 عاماً على تأسيس العلاقات الإماراتية – الصينية التي شهدت تطوراً كبيراً خلال السنوات الأخيرة من خلال الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
سلطان الجابر: الابتكار لم يعد خيارا
وألقى الدكتور سلطان الجابر كلمة رئيسية خلال حفل افتتاح المنتدى، سلط فيها الضوء على الحاجة الأساسية للدول لبناء نظم تحفز الابتكار، للمنافسة والنجاح وتحقيق إمكاناتها الاقتصادية.
وفي كلمته قال الجابر: "يدرك كلا البلدين أن الابتكار هو أحد المحركات الرئيسية للتقدم. في الواقع، مع استمرار العالم في التغير بوتيرة غير مسبوقة ومع استمرار التقنيات الجديدة في التقاطع مع الطريقة التي نعيش ونعمل بها، لم يعد بناء نظام بيئي يحفز الابتكار أمرًا اختياريًا، فمن الضروري أن تتنافس البلدان وأن تنجح وأن تتأكد من الوصول إلى الطاقة القصوى لإمكاناتها الاقتصادية".
وأضاف: "في الإمارات، تعلمنا أن الابتكار لا يحدث من فراغ، ولكنه يرى النور عندما تعمل أفضل العقول معًا لحل مشكلة واحدة. هذا هو السبب في أن قيادتنا عززت دائمًا ثقافة الشمول التي ترحب بالجميع وتشجع على تطبيق مبدأ (اصنع في الإمارات)، وهذا هو السبب في أننا نشجع التعاون خارج حدودنا، لأننا معًا نكون أكثر ذكاءً وأكثر مرونة".
وتابع: "لقد رأينا هذا المبدأ يتجسد عندما تعاونت بلداننا في استجابة مشتركة لوباء كوفيد- 19، لقد تم تطوير اللقاحات في وقت قياسي في الصين، وتم نشرها على نطاق واسع في جميع أنحاء الإمارات لتحقيق أعلى معدل تطعيم في العالم. يمكن أن تساعدنا نفس روح التعاون في الابتكار على حل التحديات العالمية الأخرى، مثل تغير المناخ".
وأوضح: "مرة أخرى، دخلت الإمارات والصين في شراكة للابتكار، وتنشئان أكبر محطة للطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم (نور أبوظبي) من خلال تركيب 3.2 مليون لوحة شمسية على مساحة 8 كيلومترات مربعة، وستنتج نور أبوظبي 1.2 جيجاواط من الكهرباء النظيفة".
وأضاف: "ستحقق الإمارات والصين قريبًا إنجازا جديدًا في قطاع الطاقة المتجددة، مع حديقة الظفرة للطاقة الشمسية التي ستكون ضعف حجم (نور) تقريبًا، وستحدد تعريفة منخفضة قياسية تبلغ 1.35 سنت لكل كيلووات/ ساعة".
واستطرد: "باختصار، معًا، نثبت أنه عندما تتعاون البلدان من أجل الابتكار، تنخفض التكاليف، وترتفع الفرص الاقتصادية وتعود الفوائد على المجتمع".
وتابع: "يتطلب منك دفع حدود الابتكار أن تكون شجاعًا، وأن تكون جريئًا... أتجرأ على قول ذلك... وأن تكون مستعدًا للفشل في طريق النجاح.. هذه هي الروح التي حولت الاقتصاد الهيدروكربوني (النفطي) إلى مركز متميز لكافة أشكال الطاقة المتجددة والجديدة. وهذا هو السبب الذي جعلنا قادرين على تحويل قرى صيد الأسماك واللؤلؤ إلى مراكز لوجستية عالمية المستوى تنقل اليوم ملايين البضائع الصينية إلى أفريقيا وأوروبا والأمريكتين".
وأضاف: "إنها الرؤية التي سمحت لدولة الإمارات باستكشاف الفضاء وإرسال أول مسبار من منطقتنا إلى المريخ. وهي القوة الدافعة وراء إطلاق أول جامعة في العالم مكرسة للسعي وراء الذكاء الاصطناعي (جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي) التي تعلم الشباب من جميع أنحاء العالم".
وتابع: "بينما نتطلع إلى المستقبل، فإننا نعيد تركيز استراتيجيتنا الصناعية بأكملها حول الاستفادة من قوة التقنيات المتقدمة، لبناء المرونة في صناعاتنا الأساسية والتوسع في قطاعات جديدة كثيفة المعرفة. وأرى العديد من الفرص للاستفادة من شراكتنا للابتكار عبر الصناعات التقليدية والناشئة، بطرق إبداعية ومجدية تجاريًا".
وقال: "في قطاع الطاقة، يجب علينا استكشاف إمكانات الهيدروجين الخالي من الكربون، ومطابقة خبرتنا وبنيتنا التحتية مع طلب الصين المتزايد على المزيد من الطاقة مع كمية أقل من الكربون. في علوم الحياة، دعونا نبنِ على تجربتنا مع كوفيد لابتكار أدوية جديدة وعلاجات متطورة يمكن أن تنقذ الأرواح وتخلق أعمالًا قيّمة في مجال التكنولوجيا الحيوية. دعونا ندفع التكنولوجيا الزراعية لتطوير البذور التي يمكنها تحمل الظروف القاحلة ونبتكر أساليب الزراعة المستدامة التي يمكنها إطعام عدد متزايد من سكان العالم، مع توفير المياه وتقليل الآثار البيئية".
واستطرد: "لقد تحدثت عن خلق ثقافة الابتكار من خلال الانفتاح على التعاون والذهاب إلى ما بعد الأعمال التجارية المعتادة. أما عوامل التمكين الحاسمة الأخرى للابتكار فهي: توجيه الاستثمار إلى البحث والتطوير؛ وتخصيص رأس المال للتسويق ووضع السياسات الداعمة والأطر القانونية".
وأوضح: "على هذا النحو، تعيد الإمارات تصميم استراتيجيتها الخاصة بالبحث والتطوير والتسويق التي تركز على السياسات والأولويات والتنسيق، مع التأكد من تحفيز المجالات الواعدة أولاً. باختصار.. نحن بصدد إنشاء نظام بيئي أكثر كفاءة لتحويل الأفكار الرائدة إلى منتجات قابلة للتسويق. ونوجه دعوة مفتوحة للعالم للانضمام إلينا في هذه الرحلة لخلق القيمة من خلال الابتكار".
واختتم: "دعونا نغتنم هذه اللحظة التي تحدث مرة واحدة في كل جيل، ونلتقط وعد الثورة الصناعية الرابعة ونغرس عقلية الابتكار وروح المبادرة في الجيل القادم - شباب اليوم، الذين سيصبحون قادة الغد، إذا أردنا استنهاض الإمكانات القصوى لكل بلد من بلداننا، فإن تعميق شراكتنا أمر بالغ الأهمية. من خلال الاستمرار في العمل معًا، يمكننا تعزيز مرونة اقتصاداتنا، وتحسين وحماية حياة شعبنا، وتسريع التقدم العالمي".
علي الظاهري: هناك مجال كبير للتعاون بين الإمارات والصين
من جهته، قال سفير الإمارات لدى الصين علي عبيد الظاهري، على هامش المنتدى، إن تطوير اللقاحات المضادة لكوفيد-19 يعد أحد مجالات التعاون المهمة بين البلدين، معربا عن تطلعه إلى المزيد من التعاون في مجال اللقاحات مع الصين.
وفي تصريحات لمراسل وكالة أنباء شينخوا، قال السفير "يسعدني أن أشهد نجاح المرحلة الثالثة من تجارب لقاح "سينوفارم" وبدء الإنتاج المشترك للقاحات كوفيد-19 والتأسيس السريع لموقع التطعيم الإقليمي في دبي".
وأوضح الظاهري أن سلالات متنوعة من فيروس كورونا الجديد ظهرت في العديد من مناطق العالم حاليا، وهناك مطلب مستمر لتطوير أنواع جديدة من اللقاحات، لذلك يحتاج كلا البلدين إلى العمل جنبا إلى جنب في التطوير المستمر للقاحات وتوزيعها على مختلف المناطق حول العالم.
وأضاف أن هناك مجالا كبيرا للتعاون، استعدادا لمواجهة تحديات أي جائحة في المستقبل.
وقال الظاهري "يتوقع كثير من العلماء في العالم أنه ستكون هناك بلا شك أوبئة في المستقبل"، مضيفا أنه "لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به، ويظل هذا مجالا مهما للتعاون بين الصين والإمارات خلال السنوات القادمة".
aXA6IDMuMTM4LjEyNC4xMjMg
جزيرة ام اند امز