الصين تبني مشروعا لإصدار موجات راديو واسعة النطاق
موجات الراديو لا تمر عبر الغلاف الجوي فحسب، بل تنتقل عبر القشرة الأرضية أيضاً، مع نطاق يصل إلى 3500 كيلومتر "حوالي 2200 ميل"
أكملت الصين مشروع بناء مرفق هوائي الراديو واسع النطاق، على قطعة أرض سرية داخل حدود البلاد، تقارب 5 أضعاف مساحة مدينة نيويورك، وفقاً لباحثين مشاركين في المشروع.
بحسب شبكة أخبار "جوان تشا" الصينية، استغرق بناء مشروع هوائي الراديو، 13 عاما، إلا أن الباحثين قالوا إنه أصبح جاهزا في نهاية المطاف لإصدار موجات راديو منخفضة للغاية، والمعروفة أيضا باسم موجات "ELF".
وعلى الرغم من أن المشروع يحتوي على تطبيقات مدنية، وسيتم استخدامه رسمياً للكشف عن الزلازل والمعادن، ويشكل جزءا من الخطة الخمسية الـ11 للصين، فإنه قد يلعب أيضا دوراً حاسماً في الاتصالات العسكرية.
ويأتي هذا المشروع في أعقاب بناء أول محطة لنقل الترددات اللاسلكية فائقة السرعة في الصين في عام 2009.
وفي العام التالي، نجحت غواصة نووية صينية في الاتصال بالمحطة من داخل المياه العميقة، مما جعل الصين ثالث دولة في العالم تنشئ مثل هذا النظام الخاص بالاتصالات البحرية، بعد الولايات المتحدة وروسيا.
وتسعى البحرية الصينية الآن إلى توسيع قدرتها، وتضخ مواردها في تكنولوجيا راديو "ELF" الأكثر تقدماً، والتي تسمح للغواصات بالاتصال بمركز القيادة من عمق أكبر وأصعب من أن يُطال أو يُشوش.
والهوائي أو الـAntenna، هو محول طاقة تم تصميمه لإرسال أو استقبال موجات كهرومغناطيسية (مثل التلفزيون أو الراديو)، ويحولها إلى تيارات كهربائية.
ولم يتم الكشف عن الموقع الدقيق للمنشأة، لكن المعلومات المتوفرة في المجلات البحثية الصينية تشير إلى أنها تقع في هواجونج، وهي منطقة في وسط الصين، تضم مقاطعات هوبي وخنان وهونان، وهي موطن لأكثر من 230 مليون شخص.
والهيكل السطحي للمشروع، عبارة عن زوج من خطوط إمدادات الطاقة عالية الجهد، تمتد من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، على أبراج شبكية فولاذية، والتي تشكل صليبا عرضه 60 كم "37 ميلاً"، وطوله بين 80 كم إلى 100 كم "50 إلى 62 ميلاً".
وفي نهاية كل خط كهرباء، يتم وضع سلك نحاسي سميك تحت الأرض، من خلال حفرة عميقة، وتقوم محطتان لتوليد الطاقة بتوليد تيارات قوية، وكهربة الأرض بنبضات بطيئة ومتكررة، حتى تتحول الأرض إلى مصدر نشط للإشعاع الكهرومغناطيسي.
وموجات الراديو لا تمر عبر الغلاف الجوي فحسب، بل تنتقل عبر القشرة الأرضية أيضاً، مع نطاق يصل إلى 3500 كيلومتر "حوالي 2200 ميل"، وفقا لعلماء المشروع.
ويمكن لمستقبِل حساس داخل هذا النطاق، والذي هو تقريباً المسافة بين الصين وسنغافورة، أن يتمكن من التقاط هذه الإشارات.
وسيكون من الصعب على الرادارات كشف هذه الموجات، لأنها لن تبدو مختلفة عن شبكة الطاقة العادية، كما أن الموقع الداخلي للمنشأة الجديدة سيجعل من الصعب على العدو الهجوم، مقارنة بمنشأة تقع على الساحل.
وقال تشن شياو بين، الباحث في معهد الجيولوجيا بإدارة الزلازل في الصين، والذي كان يعمل في المشروع، إنه لا يعرف موقعه بالضبط، لأن هذه المعلومات تحتاج إلى مستوى عالٍ من التصريح الأمني، وأضاف: "سيكون لهذا المرفق استخدامات عسكرية مهمة إذا اندلعت حرب".
وقال الباحثون أيضاً إن المرفق سيكون له تطبيق وقت السلم، ويستخدم في الكشف عن الرواسب المعدنية والنفطية.
ويمكن لمحطات أرضية مزودة بمعدات خاصة أن تلتقط إشارات لمسح البنى تحت الأرض، إلى عمق لم يسبق له مثيل.
كما ستتمكن موجات "ELF "من اكتشاف التشوهات الصخرية التي يمكن أن تساعد في دراسة السلائف الخاصة بالزلازل الكبرى.
aXA6IDMuMTQ1LjcyLjQ0IA== جزيرة ام اند امز