في العاشر من يوليو/تموز 2024، أصدر المكتب الإعلامي لمجلس الدولة في الصين كتابا أبيض بعنوان «حماية البيئة الإيكولوجية البحرية في الصين».
يشرح الكتاب الإدارة المنهجية للبيئة البحرية في البلاد والتدابير الخضراء ومنخفضة الكربون المتخذة في مجال الشحن ومكافحة التلوث البحري.
تُعتبر هذه الوثيقة جزءا مهما من استراتيجية الصين لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التعاون الدولي في حماية البيئة البحرية، كما تسلط الضوء على مساعي الصين لبناء توافق دولي بشأن حماية البيئة البحرية.
تحت قيادة فكر شي جين بينغ الاشتراكي الجديد وأفكار الحضارة البيئية، تسعى الصين إلى بناء نظام بيئي بحري متوازن بين الإنسان والطبيعة.
ووفقا لما ورد في الكتاب الأبيض، تلتزم الصين بمبادئ الابتكار في حماية البيئة البحرية، ومن خلاله تهدف إلى تحقيق التناغم بين الإنسان والبحر من خلال تكامل النهج البري والبحري والاعتماد على التقنيات المتقدمة والتعاون المجتمعي.
وتلتزم الصين دائما بأشد النظم القانونية صرامة لحماية البحر، وتم فحص أكثر من 53,000 منفذ تصريف للملوثات البحرية، ومعالجة أكثر من 16 ألفا منها، ونفذت باستمرار عمليات الرقابة الخاصة "الدرع الأخضر" و"البحر الأزرق".
وخلال هذه الفترة، اكتشفت وقامت بتصحيح أكثر من 200 قضية بارزة تتعلق بالبحر من خلال ثلاث جولات من التفتيش البيئي المركزي.
ووفقا للإحصاءات، بلغت نسبة المياه البحرية القريبة من الساحل ذات الجودة الممتازة 85% في عام 2023، وهو أعلى مستوى في التاريخ، بزيادة قدرها 13.7 نقطة مئوية مقارنة بعام 2018، محققة "نموا مستمرا لمدة ست سنوات".
كما تم القضاء على الحالات "غير الصحية" في 24 نظاما بيئيا بحريا نموذجيا منذ عام 2021.
وتلعب الصين دورا فعالا في الحوكمة البيئية العالمية، حيث شاركت بنشاط في صياغة القوانين والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية البيئة البحرية.
ومنذ عام 2012، قدمت الصين أكثر من 800 مقترح إلى المنظمات الدولية، وشاركت بنشاط في صياغة القوانين والاتفاقيات المتعلقة بحماية البيئة والمحافظة على الموارد.
وأصدرت الصين وثائق تعاون عدة، مثل "تصور التعاون البحري لبناء الحزام والطريق" و"مبادئ الشراكة الزرقاء" و"مبادرة التعاون الأزرق للحزام والطريق".
ووقعت الصين اتفاقيات تعاون في إطار مبادرة "الحزام والطريق" مع أكثر من 50 دولة ومنظمة دولية، متوافقة بشكل وثيق مع أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة ومبادرة "عقد المحيطات" للأمم المتحدة، مما أسس قاعدة صلبة للتعاون العملي.
وتولي الصين أهمية كبيرة للتبادل والتعاون الدولي في مجال حماية البيئة الإيكولوجية البحرية، وتعزيز بناء منصات التعاون والمشاريع المشتركة.
كما أنشأت مراكز بحثية مشتركة ومختبرات بحرية مع تسع دول مثل إندونيسيا وتايلاند. وأسست آليات تعاون بحري منتظمة مع الاتحاد الأوروبي وأفريقيا وجنوب شرق آسيا والدول الجزرية، وقدمت الدعم الفني والتدريب على بناء القدرات في مجالات البحث العلمي البحري، والتخفيف من الكوارث البحرية، وحماية البيئة البحرية، وتخطيط استغلال الموارد البحرية، ونفذت سلسلة من المشاريع العملية.
في المستقبل، ستعمل الصين على تعزيز التعاون الدولي في مجال حماية البيئة البحرية من خلال عدة تدابير؛ أولها: مواصلة توسيع دائرة الأصدقاء الزرقاء وتعزيز التعاون في مجالات الإدارة المتكاملة للبحار، والبحث العلمي البحري، والمراقبة البحرية، والتخفيف من الكوارث، وحماية البيئة، وبناء القدرات.
ثانيها: العمل على تحسين بناء المنصات والآليات التعاونية وتنفيذ مبادرة "عقد المحيطات" للصين، وإنشاء علامات تجارية معروفة للتعاون الدولي مثل منتدى السواحل العالمي.
ثالثها: المشاركة بنشاط في الحوكمة العالمية في مجال البيئة البحرية والتعاون بعمق مع الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة والمنظمات الإقليمية، وإجراء مشاورات متعددة الأطراف وثنائية حول القضايا الرئيسية في هذا المجال، وتقديم حكمة الصين وحلولها، وتعزيز صورة الصين كدولة كبيرة ومسؤولة من خلال العمل العملي.
إن إصدار الكتاب الأبيض حول حماية البيئة البحرية يعكس التزام الصين الراسخ بحماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة. من خلال الجمع بين النهج النظري والتطبيقات العملية، تعمل بكين على بناء مستقبل أكثر إشراقا وصحة للأجيال القادمة.
إن الكرة الأرضية هي موطن مشترك للبشرية جمعاء، ما يعني أن حماية البيئة البحرية تتطلب جهودا دولية مشتركة، لذلك تدعو الصين جميع الدول إلى العمل معا لتعزيز التنمية المستدامة والحفاظ على النظم البيئية البحرية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة