الصين ترد بقسوة على واشنطن بشأن اتصالات الأرجنتين
الصين تصف انتقادات الولايات المتحدة لمشروع شركة الاتصالات الصينية "ZTE” في الأرجنتين بأنها غير عقلانية وسخيفة
وصفت الصين انتقادات الولايات المتحدة لمشروع شركة الاتصالات الصينية "ZTE" في الأرجنتين بأنها غير عقلانية وسخيفة، قائلة: "إنه يجب عدم تسييس التكنولوجيا لدوافع خفية".
وقال جينج شوانغ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي عقد في وقت سابق من الأسبوع الجاري، "الكلمات والأفعال الأمريكية غير عقلانية وغير مسؤولة على الإطلاق"، حيث علق على "قلق" واشنطن من أن الصين "تستغل البيانات التي تجمعها أنظمة المراقبة" إلى دول أخرى.
وقال قنغ إن استخدام التكنولوجيا الحديثة لتحسين الإدارة الاجتماعية، هي ممارسة دولية سائدة، كما هو الحال في الولايات المتحدة التي تستخدم أنظمة المراقبة بالفيديو، مضيفاً أنه لا ينبغي تسييسها من قبل الولايات المتحدة بدوافع خفية.
كما قال قنغ إن الشركات الصينية تتعاون مع دول مثل الأرجنتين لمساعدتها على تحسين الأمن العام والإدارة الحضرية، وإن مثل هذه التحركات موضع ترحيب وتقدير من المجتمع المحلي، حيث صرحت الحكومة المحلية في إعلان عن الحدث بأن "خوخوي الآن يمكن أن يكون" آمنًا مثل الصين".
ويرجع انخفاض معدل الجريمة في الصين جزئياً إلى أجهزة المراقبة بالكاميرات، وبرنامج التعرف على الوجه، وقواعد بيانات المواطنين والمحاكم التي يسيطر عليها الحزب الشيوعي الحاكم.
لم يكن هناك أي تعبير عن القلق بشأن الصفقة في الأرجنتين، حيث ينظر إلى الصين- شريك تجاري رئيسي وممول- كحليف مهم وليس تهديدًا.
وفي شهر مارس/آذار الماضي، وقعت ZTE عقدًا بقيمة 30 مليون دولار تقريبًا مع خوخوي، المقاطعة الشمالية في الأرجنتين، التي تزيد معدلات الجريمة فيها قليلاً عن المتوسط الوطني، وعلى الرغم من أنه لم يتم الإعلان عن الصفقة على نطاق واسع، فإنها أثارت "مخاوف" واشنطن.
وصرح باي مينغ، نائب مدير المعهد الدولي لأبحاث السوق، بوزارة التجارة الصينية، لصحيفة "جلوبال تايمز" يوم الإثنين، بأن مخاوف الولايات المتحدة بشأن المشروع، الذي لم يتم الإبلاغ عنه سابقًا، تُظهر كيف تفحص الولايات المتحدة الصفقات الكبيرة والصغيرة في جهودها لإبطاء انتشار تكنولوجيا الأمن الصينية في جميع أنحاء العالم.
وقال إن التحذيرات الأمريكية لمثل هذا المشروع المتميز تظهر حربها بلا هوادة على التقنيات الصينية وسط سباق التكنولوجيا بين الصين والولايات المتحدة.
وتزعم الولايات المتحدة أن التقنيات والأجهزة الصينية تهدد الأمن القومي لدول أمريكا اللاتينية، لكنها لم تقدم أي دليل مقنع، وقال قنغ إن كلماتهم القائمة على مجرد افتراضات "سخيفة للغاية"، مؤكداً أن السياسيين الأمريكيين يقومون بتلويث وتهديد متعمد "للعلاقة بين الصين ودول أمريكا اللاتينية".
وبحسب الصحيفة الصينية، فإن هذه الصفقة هي مثال على التقدم التكنولوجي الذي تحققه الصين في أمريكا اللاتينية حتى مع تحذير الولايات المتحدة من مخاطر استخدام التكنولوجيا الصينية، خاصة فيما يتعلق بالمراقبة.
وكان مسؤول صيني قد قال لوكالة أنباء رويترز العالمية، إن مشروع خوخوي يمكن أن يساعد الصين على توسيع بصمتها التكنولوجية في البلاد من خلال تشجيع المدن الأخرى على تبني تكنولوجيا مماثلة.
كما نفى المسؤول الصيني، الذي طلب عدم ذكر اسمه، مخاوف الولايات المتحدة ووصفها بأنها "قلق" بشأن نجاح الشركات الصينية خاصة في سباق نحو تكنولوجيا الاتصالات 5G التي تقودها شركات مثل ZTE وHuawei.
وكانت قد قالت متحدثة باسم مكتب شؤون نصف الكرة الغربي بوزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن واشنطن لديها "مخاوف" بشأن مشروع ZTE في خوخوي، مشيراً إلى أن الصين تجمع وتستغل البيانات على نطاق لا مثيل له، وتستخدم المعلومات لتشجيع الفساد ودعم المراقبة التعسفية وإسكات المعارضة.
aXA6IDE4LjExOC4yNTUuNTEg جزيرة ام اند امز