العقوبات الأمريكية تنعش التجارة بين الصين وروسيا
عزم الكونجرس الأمريكي لتكثيف العقوبات ضد روسيا يتخلق فرصا لزيادة التجارة الصينية الروسية وخاصة فيما يتعلق بتطوير البنية التحتية
توقع خبراء صينيون أن تؤدي خطة الكونجرس الأمريكي لتكثيف العقوبات ضد روسيا إلى خلق فرص لزيادة التجارة الصينية الروسية، خاصة فيما يتعلق بتطوير البنية التحتية، لكن التعديلات في الهيكل الاقتصادي في كلا البلدين هي التي تحدد مدى سرعة واستقرار التجارة الثنائية.
وحسب ما ذكرته صحيفة جلوبال تايمز الصينية توصل المشرعون الأمريكيون إلى اتفاق بين الحزبين حول مشروع قانون يسمح بفرض عقوبات جديدة على كل من روسيا وإيران وكوريا الشمالية، وفقا لما نقلته وكالة أنباء رويترز عن كبار الديمقراطيين بالكونجرس.
ويصوت مجلس النواب الأمريكي، اليوم الثلاثاء، على فرض عقوبات جديدة ضد روسيا، تتيح فرض عقوبات على مؤسسات أوروبية في قطاع الطاقة. وبعد ذلك سيعود المشروع إلى مجلس الشيوخ للنظر فيه بشكل نهائي.
ومع مشروع القانون الذي يسعون إليه، يأمل المشرعون الأمريكيون في معاقبة روسيا على انتزاع شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014 (أزمة القرم 2014) والتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016.
ووقعت أزمة القرم عقب الثورة الأوكرانية في 2014 التي أطاحت بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش وحكومته، حيث أجرت روسيا العديد من العمليات العسكرية في الأراضي الأوكرانية حينها، وسيطر الجنود الروس على مواقع استراتيجية وحيوية في شبه جزيرة القرم، بعد ذلك قامت روسيا بضم القرم تحت سيادتها، بعد الاستفتاء في القرم، حيث صوتَ سكّان القرم لصالح الانضمام لروسيا الاتحادية.
ونفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي تدخل في العملية الديمقراطية الأمريكية العام الماضي، ومن المتوقع أن يصوت مجلس النواب على مشروع القانون يوم الثلاثاء، حسب ما ذكرته الصحيفة.
وأيد كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على روسيا، ولكن ضريبة مثل هذه الخطوة قد تكون مكلفة، خاصة أن روسيا لا تزال المصدر الرئيسي للطاقة.
وقال فنغ يوجون، مدير معهد الدراسات الروسية في المعاهد الصينية للعلاقات الدولية المعاصرة لصحيفة جلوبال تايمز "إن النمو في التجارة بين روسيا والاتحاد الأوروبي قد تباطأ السنوات الأخيرة بسبب انخفاض أسعار السلع الأساسية والعوامل السياسية، ولن يتحسن الوضع بسبب تطلع الاتحاد الأوروبي لتنفيذ ثورة الطاقة والسعي لتنويع مصادرها.
وأضاف فنغ أن استثمارات الصين في روسيا ستواصل ارتفاعها وسوف يتسارع التعاون في تطوير البنية التحتية تحت إطار مبادرة الحزام والطريق.
وقال "إن الاقتصاد الروسي والصيني يكمل كل منهما الآخر، وأهم الصادرات الروسية الرئيسية إلى الصين هي الطاقة، بما في ذلك الغاز".
وتصدر الصين المنسوجات وغيرها من السلع الصناعية الخفيفة إلى روسيا كشركاء في بريكس وفي مبادرة الحزام والطريق، لذلك فكلا البلدين يتمتعان بآفاق واسعة من التعاون، بعيداً عن العلاقات السياسية الوثيقة ".
وأظهرت بيانات الإدارة العامة للجمارك أن التجارة الصينية الروسية ارتفعت بنسبة 34% في يناير/كانون الثاني عن الفترة نفسها من العام الماضي، وتعد الصين أكبر شريك تجاري لروسيا منذ 6 سنوات.
وقد أظهرت أيضاً أن روسيا شحنت 5.22 مليون طن من النفط الخام، بما يعادل 1.27 مليون برميل يوميا، إلى الصين في يونيو بزيادة 27% على أساس سنوي، وبهذا تظل روسيا أكبر مورد للنفط الخام إلى الصين للشهر الرابع على التوالي وفقا للأرقام.
aXA6IDMuMTUuNy4yMTIg جزيرة ام اند امز