الصين تشتري نفطا أمريكيا بعد هدنة شي وترامب
الصين تعتزم استئناف شحن الخام الأمريكي بحلول مارس، بعدما قلل اتفاق الرئيسين الأمريكي والصيني احتمال فرض رسوم جمركية
قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن شركة تجارة النفط الصينية يونيبك تعتزم استئناف شحن الخام الأمريكي إلى الصين بحلول مارس آذار، بعدما قلل اتفاق الرئيسين الأمريكي والصيني خلال قمة مجموعة العشرين احتمال فرض رسوم جمركية على هذه الواردات.
وقالت المصادر لـ"رويترز" إن يونيبك تدرس استيراد نفط أمريكي بحلول أول مارس آذار عند انتهاء مهلة المفاوضات التي اتفق عليها الرئيسان ومدتها 90 يوما.
وبحسب بيانات سابقة فإن واردات الصين من الخام الأمريكي في أغسطس الماضي بلغت نحو 334 ألف برميل يوميا، قبل أن تتوقف بسبب تصاعد الحرب التجارية بين البلدين في العام الحالي.
وقال مسؤول تنفيذي كبير في سينوبك، أكبر شركة تكرير آسيوية، "سيهرع المشترون الصينيون الراغبون في شراء الخام الأمريكي لاستيراد النفط خلال هذه الفترة"” مضيفا أنه يتعين وصول النفط إلى الصين قبل أول مارس آذار.
وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه "أسعار النفط منخفضة، لذلك سيكون تخزين بعض الخام كمخزونات تجارية مجديا من الناحية الاقتصادية".
ويونيبك هي وحدة تجارة النفط التابعة لسينوبك. ولم يتسن الحصول على تعليق من أي من الشركتين.
ولم تتضح كمية النفط التي ستطلبها يونيبك من الولايات المتحدة، لكن أحد المصادر قال إن الأحجام الأمريكية قد تسجل مستوى قياسيا مرتفعا في يناير كانون الثاني.
9.6 مليون برميل نفط
وأظهرت بيانات سابقة للإدارة العامة للجمارك أن الواردات الصينية من النفط الخام ارتفعت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بنسبة 32% عنها قبل عام إلى 40.80 مليون طن بما يعادل 9.61 مليون برميل يوميا مقارنة بـ9.05 مليون برميل يوميا في سبتمبر/أيلول الماضي.
واستوردت الصين 1.04 مليون برميل يوميا من الخام السعودي في الأشهر العشرة الأولى من 2018، وفقا لما تظهره البيانات الجمركية الصينية، التي أظهرت أن حجم استيراد بكين للنفط الروسي بلغ 1.39 مليون برميل يوميا بين كانون الثاني (يناير) و تشرين الأول (أكتوبر) من العام الجاري.
وكانت واشنطن وبكين قد تبادلتا فرض الرسوم الجمركية، ففي سبتمبر الماضي فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار، وردت الصين عليها برسوم بقيمة 60 مليار دولار على بضائع أمريكية.
اتفاق مع أمريكا
وكانت بكين قد عبرت عن ثقتها في إمكانية توصلها لاتفاق تجاري مع الولايات المتحدة على الرغم من تحذيرات جديدة من الرئيس دونالد ترامب، بشأن عودته لفرض المزيد من الرسوم الجمركية ما لم يتمكن الجانبان من حل خلافاتهما.
تأتي التصريحات الصادرة عن وزارة التجارة الصينية بعد فترة من الهدوء النسبي في بكين بعدما توصل ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، لهدنة مؤقتة في الحرب التجارية بينهما في اجتماع على العشاء في الأرجنتين يوم السبت.
وفي بيان موجز على موقعها الإلكتروني، قالت الوزارة إن الصين ستسعى للتحرك بشكل سريع لتطبيق مسائل معينة متفق عليها بالفعل في الوقت الذي يقوم فيه الجانبان "بدفع عمل المفاوضات في غضون 90 يوما بموجب جدول زمني وخريطة طريق واضحة".
وأضافت "نحن واثقون من التطبيق" ووصفت أحدث محادثات ثنائية بأنها "ناجحة للغاية".
ولمح "ترامب" على تويتر إلى إمكانية تمديد الهدنة، لكنه حذر من أن الرسوم الجمركية ستعود إلى الطاولة إذا لم تكن المحادثات مثمرة.
وكتب ترامب: "بدأت المفاوضات مع الصين بالفعل. وما لم تُمدد فسوف تنتهي بعد 90 يوما من موعد عشائنا الرائع والحميمي جدا مع الرئيس شي في الأرجنتين".
وقال إنه سيفرض "رسوما كبيرة" على السلع الصينية الواردة إلى الولايات المتحدة إذا لم تفلح إدارته في التوصل إلى اتفاق تجاري فعال مع بكين.
وكتب "ترامب" في منشور بعد دقائق من بيان وزارة التجارة "إما أن نبرم اتفاقا حقيقيا مع الصين أو لن نبرم اتفاقا على الإطلاق - وعندها سنفرض رسوما جمركية كبيرة على منتجات صينية تُشحن إلى الولايات المتحدة. في نهاية المطاف اعتقد أننا سنبرم اتفاقا إما الآن أو مستقبلا".
وخيم تهديد المزيد من التصعيد في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم بشدة على الأسواق المالية والاقتصاد العالمي طوال معظم العام.
سلع أمريكية
وقالت صحيفة جلوبال تايمز وهي صحيفة نصفية تديرها صحيفة الشعب الرئيسية للحزب الشيوعي اليوم الأربعاء إن العدد الضخم من البيانات الصادرة عن إدارة ترامب بشأن الاتفاق، بما في ذلك الاتفاق على أن الصين ستشتري سلعا أمريكية إضافية بقيمة 1.2 تريليون دولار، يهدف لإبراز أو حتى تضخيم جوانب الاتفاق التي تحقق نفعا للولايات المتحدة.
وأضافت "إذا تم إبرام اتفاق سيكون وضعا مفيدا للجانبين. وإذا لم يتم ذلك فسوف تستمر النزاعات والمحادثات لفترة أطول. يتعين أن يحافظ المجتمع الصيني على رباطة الجأش".