الصين تشيد ثاني قاعدة عسكرية خارجية لها بباكستان
بكين تخطط لبناء ثاني قاعدة عسكرية خارجية لها قرب ميناء باكستاني استراتيجي مهم، كجزء من خطة التوسع العالمي لمرافقها العسكرية.
تخطط بكين لبناء ثاني قاعدة عسكرية خارجية لها بميناء باكستاني استراتيجي مهم، وذلك عقب افتتاح أول قاعدة عسكرية خارجية لها في جيبوتي العام الماضي، كجزء من خطة التوسع العالمي لمرافقها العسكرية.
وقال تشو تشن مينغ المحلل العسكري، إنه من المقرر أن يتم تشييد القاعدة بالقرب من ميناء جوادر في بحر العرب، وسيتم استخدام القاعدة لرسو السفن البحرية الصينية، بالإضافة إلى تقديم خدمات الدعم اللوجستي الأخرى.
وذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست أن ميناء جوادر يعد جزءاً رئيسياً من مشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني التابع لمبادرة "الحزام والطريق" التي وضعها الرئيس الصيني شى جين بينغ؛ لربط الصين بأفريقيا وأوروبا وما وراءها من خلال التجارة والبنية التحتية.
ويهدف المشروع الذي تبلغ تكلفته مليارات الدولارات إلى إقامة شبكة من الطرق والسكك الحديدية وخطوط الأنابيب؛ لتوسيع الروابط التجارية والنقل وتعزيز النفوذ الاقتصادي في وسط وجنوب آسيا.
وقال المراقبون العسكريون الصينيون إن جوادر لها أهمية جيوستراتيجية وعسكرية كبيرة للصين، إلا أن بكين لا تسعي لـ"عسكرة" باكستان كما يظن البعض.
وقال تشو إن الصين تريد إمكانية أفضل للوصول إلى المحيط الهندي الذي يقتصر حاليا إلى حد كبير على مضيق ملقا في جنوب شرق آسيا، ويمكن أن يصبح ميناء جوادر مركز عبور للطرق البحرية والبرية بمجرد أن يتم تشغيل خط السكة الحديد في الممر، مما يساعد على تحسين وخفض تكلفة الخدمات اللوجستية للصين.
وأضاف تشو أن أسطول البحرية الصينية الذي يقوم بدوريات في خليج عدن والسفن الحربية الأخرى التي ترافق ناقلات النفط الصينية في المحيط الهندي تحتاج إلى قاعدة بحرية للصيانة، فضلاً عن الإمدادات اللوجستية؛ لأنها لا تستطيع شراء الكثير مما تحتاجه في باكستان".
وقال راجيف رانجان تشاتورفيدي، وهو باحث بمعهد دراسات جنوب آسيا بجامعة سنغافورة الوطنية، إن الهند تدرك جيداً خطط الصين في باكستان.
وأضاف أن الصين تجد أن من المفيد جدا استخدام باكستان ضد الهند وتتجاهل مخاوف الهند ولا سيما في القضايا المتعلقة بالإرهاب، وقد خلق ذلك بالفعل الكثير من التوتر في العلاقات بين بكين ودلهي في الفترة الأخيرة.
وقال سواران سينج، وهو أستاذ في مدرسة الدراسات الدولية بجامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي، إنه لا جوادر ولا جيوانى سيكونان خياراً حكيماً لقاعدة بحرية بسبب قربها من ميناء تشابهار في إيران حيث تمتلك الهند به حصة كبيرة.
وكانت قد استثمرت نيودلهي أكثر من 100 مليون دولار أمريكي لمرسيين في الميناء الإيراني لعقد إيجار لمدة 10 سنوات، كوسيلة لتعزيز التجارة مع أفغانستان وآسيا الوسطى، متجاوزة باكستان.
وكان قد توقع تقرير نشره البنتاجون أغسطس/أب الماضي أن الصين ستحاول على الأرجح إقامة قواعد عسكرية إضافية في الدول التي لها علاقات ودية طويلة ومصالح استراتيجية مماثلة مثل باكستان".
وقالت صحيفة "إكونوميك تايمز" الأمريكية في مقالاً نشرته مؤخراً إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقطع المساعدات المالية الأمريكية عن باكستان، متهماً إياها بعدم المشاركة في مكافحة الإرهاب، هو ما أدى إلى المزيد من التقارب بين إسلام آباد وبكين.
تعد باكستان حالياً بالفعل سوقاً رئيسية لمبيعات الأسلحة الصينية وشريكاً أساسياً في خطة بكين لطريق الحرير الجديد ومبادرة الحزام والطريق، التي سبق للهند أن أعربت عن غضبها إزاء هذا المشروع.
وبدأت الصين بناء ما وصفته بأنها قاعدة لوجستية تبلغ مساحتها 36 هكتارا في جيبوتي في عام 2016، في حين وصلت أول قواتها البحرية إلى القاعدة في يوليو/تموز من العام الماضي.
وذكر محللون عسكريون أن القوات الصينية تقوم بتدريبات منتظمة على إطلاق النار بالقاعدة منذ سبتمبر/أيلول الماضي، وهي ما يهدف إلى إظهار قدرة الصين على حماية مصالحها الخارجية في أفريقيا ومنطقة المحيط الهندي.