التنين يخنق "الدب الأسود"..مناورات بطعم الحرب تطوق تايوان
سفن وطائرات صينية على الباب ومناورات من آن إلى آخر ترسم واقع جزيرة تايوان في الوقت الراهن، وتثير تساؤلات حول قادم أيامها.
وخلال الأيام الماضية، فرضت الصين طوقا حول تايوان، ونشرت العديد من السفن والطائرات الحربية في مياه وأجواء الجزيرة، ما أثار تساؤلات حول إمكانية بدء حرب في تايوان التي تعتبرها بكين جزءا من أراضيها.
واليوم الثلاثاء، لا تزال سفن حربية وطائرات صينية في المياه المحيطة بتايوان على ما ذكرت تايبيه، غداة إعلان بكين انتهاء مناورات عسكرية كبيرة قرب الجزيرة.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية إنها رصدت تسع سفن حربية و26 طائرة صينية في محيط الجزيرة، الثلاثاء.
وأضافت أن الصين حشدت "طائرات عسكرية هذا الصباح، وعبرت خط الوسط من الشمال والوسط والجنوب"، مشيرة إلى أن السفن رُصدت قرابة الساعة 11,00 بالتوقيت المحلي (الساعة الثالثة ت غ).
وكانت الصين باشرت السبت، مناورات عسكرية حول تايوان لثلاثة أيام أجرت خلالها محاكاة لغارات على أهداف محددة وضرب طوق حول الجزيرة.
وأتت هذه المناورات ردا على لقاء جرى الأسبوع الماضي بين رئيسة تايوان تساي إنغ-وين، ورئيس مجلس النواب الأمريكي الجمهوري كيفن ماكارثي في كاليفورنيا.
ونددت رئيسة تايوان تساي إنغ وين، الإثنين، بهذه المناورات العسكرية بعد ساعات على إعلان انتهائها رسميا.
سيناريو خنق الدب الأسود
صحيفة التايمز البريطانية التقطت طرف التصعيد وحاولت استشراف المستقبل، وقالت "قد يكون الغزو الصيني لتايوان أحد أخطر الأحداث في القرن الحادي والعشرين، وهو حدث من شأنه أن يجعل الهجوم الروسي على أوكرانيا يبدو وكأنه عرض جانبي بالمقارنة به".
وتابعت في تحليل نشرته على موقعها الإلكتروني "يمكن أن يكون لمثل هذا الهجوم بسرعة تداعيات أبعد من الجزيرة، تجذب اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأخرى".
ومضت قائلة "ليس من الصعب تخيل أن مثل هذا الهجوم سيؤدي إلى صراع بين قوى عظمى، وحتى إلى تبادل إطلاق أسلحة نووية".
ولكن بدلاً من هجوم سريع للسيطرة على الجزيرة، فمن المحتمل أن تتطور الخطة الصينية المحتملة ببطء على مدى شهور وحتى سنوات، على أن تبدأ بما كانت القوات المسلحة الصينية تمارسه خلال عطلة نهاية الأسبوع: حظر جوي وبحري. بحسب الصحيفة.
"أنجزت بنجاح"
وقالت وزارة الدفاع التايوانية إنها رصدت 12 سفينة حربية و91 طائرة في اليوم الأخير من المناورات الصينية، أمس الإثنين.
وخلال هذه المناورات انطلقت طائرات مطاردة من حاملة الطائرات الصينية شاندونغ وعبرت خط الوسط، على ما ذكرت وزارة الدفاع التايوانية.
فيما قال الجيش الصيني الإثنين أيضا، إنه "أنجز بنجاح" المهام المحددة في إطار هذه المناورات التي سميت "السيف المشترك" أو "السيف الحاد".
وكان الهدف منها محاكاة "ضرب طوق" حول الجزيرة البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، على ما ذكر التلفزيون الرسمي الصيني "سي سي تي في".
في المقابل، أرسلت واشنطن التي دعت بكين مرارا إلى ضبط النفس، المدمرة الأمريكية "ميليوس"، الإثنين، إلى منطقة في بحر الصين الجنوبي تطالب بها بكين، مدرجة ذلك في إطار "حرية الملاحة"، بينما نددت الصين فورا بهذا "التوغل".
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين إن "استقلال تايوان يتعارض والسلام والاستقرار في مضيق تايوان"، متهما تايبيه و"القوات الأجنبية" الداعمة لها من دون تسميتها بالوقوف وراء التوترات.
لماذا الطوق؟
لكن يبقى السؤال لماذا من المتوقع أن يبدأ الهجوم الصيني المحتمل بطوق؟
الرد جاء في تحليل "التايمز" الذي قال إن "القوة الدفاعية العظيمة لتايوان تتمثل في موقعها الجغرافي كجزيرة مفصولة عن البر الرئيسي بمضيق عاصف يبلغ عرضه 100 ميل، لكنها أيضا نقطة ضعفها الكبيرة" في نفس الوقت.
وأوضحت الصحيفة "على عكس أوكرانيا التي تملك حدودا برية طويلة مع خمس دول أوروبية، تعتمد تايوان في عملية الإمداد وإعادة التسلح، على البحر والجو".
مضيفة أن "إغلاق هذه الطرق سيكون بنفس أهمية الغزو البرمائي الذي سيكون ضروريًا في نهاية المطاف لبكين لفرض نفسها على تايبيه".
بيد أن الصحيفة استدركت أنه لا يمكن إطلاق هجوم برمائي صيني على تايوان على حين غرة، موضحة "سيستغرق جمع قوة الهجوم في الموانئ الصينية أسابيع، على مرأى ومسمع من أقمار التجسس الغربية.. لكن الحصار يمكن أن يبدأ ببطء وبشكل خفي دون أن يلاحظ أحد".
ومضت موضحة "يمكن أن يكون نوع التدريبات التي تم إجراؤها في نهاية هذا الأسبوع بداية لمثل هذا الحصار".
وبرأي "التايمز"، ستكون الصين في كل مرحلة "قادرة على قياس رد فعل بقية العالم، وخاصة الولايات المتحدة، وشهية شعبها للمواجهة والصراع".