بكين: لن نضحي بعلاقتنا مع أوروبا من أجل اتفاق تجاري مع أمريكا
الصين تطمئن الاتحاد الأوروبي بأن الصراع التجاري الصيني مع الولايات المتحدة مسألة ثنائية، ولن تضر بمصالح طرف ثالث
قدم لي كه تشيانغ، رئيس مجلس الدولة الصيني، غصن زيتون إلى الاتحاد الأوروبي بقوله "إن الصراع التجاري الصيني مع الولايات المتحدة مسألة ثنائية، ولن تضر بمصالح طرف ثالث، في إشارة إلى أن بكين لن تقوض مصالح الاتحاد إذا توصلت إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة".
- أوروبا تدعو الصين إلى المشاركة في إصلاح منظمة التجارة العالمية
- ترامب يهدد أوروبا برسوم جمركية.. ويغازل الصين
وحسب ما ذكرته شبكة أخبار "شين لانغ" الصينية أن الاتحاد الأوروبي، أكبر شريك تجاري للصين، أصدر ورقة الثلاثاء وصف الصين لأول مرة بأنها "منافس اقتصادي" و "منافس نظامي يروج لنماذج بديلة للحكم".
في حين قال لي، خلال المؤتمر الصحفي السنوي لرئيس مجلس الوزراء الجمعة "إن الاحتكاك التجاري بين الصين والولايات المتحدة مسألة ثنائية بين الصين والولايات المتحدة، لن نستخدم أطرافا ثالثة، ولن نؤذي أطرافا أخرى".
وفي إجابته على سؤال أحد المراسلين: هل تعتقد أن الاحتكاك التجاري بين الصين والولايات المتحدة سيكون له تأثير سلبي على تنمية العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي؟ وكيف ترى العلاقة بين الصين والاتحاد الأوروبي هذا العام؟
قال لي: إن الصين والاتحاد الأوروبي يعدان قطبين مهمين في العالم متعدد الأقطاب، حيث إن تطوير العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي ليس مفيدا لأوروبا الوسطى فحسب، بل للعالم أيضا.
ودفعت الصين بروكسل للانضمام إليها للدفاع عن التجارة الحرة واتباع نهج متعدد الأطراف ضد الحمائية الأمريكية المتزايدة، لكن الاتحاد الأوروبي كان قلقا من أن بكين قد تتخلى عن ذلك كثمن عقد صفقة لإنهاء الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.
ويشعر الاتحاد الأوروبي بالقلق أيضا من أن الصين قد تتوصل إلى اتفاق ينطوي على موافقتها على شراء المزيد من السلع من الولايات المتحدة دون معالجة قضايا، مثل الدعم الحكومي "غير العادل" للصناعة أو تضييق خناق وصول الشركات الأجنبية إلى الأسواق الصينية.
وتشهد جهود الصين الرامية إلى طمأنه التكتل الأوروبي، من زيارة عدد من كبار القادة للقارة في محاولة لتعزيز العلاقات خلال الأسابيع القليلة المقبلة، حيث قال رئيس مجلس الدولة خلال المؤتمر الصحفي "في الشهر المقبل سأذهب إلى مقر الاتحاد الأوروبي لعقد جولة جديدة من اجتماعات قادة الصين والاتحاد الأوروبي، وآمل أن ينظر الجانبان من خلال هذا الاجتماع إلى العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي من منظور استراتيجي طويل الأجل، وأن يستخدموا موقف الاحترام المتبادل والتفاهم والتعاون المتبادلين لتعزيز التنمية الصحية والمستقرة للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي".
ومن المتوقع أيضا أن يزور الرئيس الصيني شي جين بينغ روما وباريس في وقت لاحق من هذا الشهر، للتوصل إلى اتفاق إطاري لضم إيطاليا إلى "مبادرة الحزام والطريق"، على الرغم من مخاوف الولايات المتحدة من انضمام مجموعة السبع إلى المشروع.
وقال دينج تشون، مدير مركز الدراسات الأوروبية بجامعة فودان، إن لي كان يحاول طمأنة الاتحاد الأوروبي بأن بكين لن تقوض مصالحها عند تقديم تنازلات للولايات المتحدة في محادثاتها التجارية.
وأضاف لي أن "العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي تختلف اختلافا كبيرا عن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، التي لها صراعات استراتيجية في العديد من القطاعات، حيث إنه على عكس الولايات المتحدة لم يكن لدى الصين أي صراعات استراتيجية مع الاتحاد الأوروبي، وكانت القارة مصدرا رئيسيا للتكنولوجيا أثناء تطورها".
ولطالما كانت الصين وأوروبا شريكين تجاريين ثابتين، لكن الاتحاد الأوروبي أصبح قلقا متزايدا في السنوات الأخيرة بشأن بصمة الصين المتزايدة مع ارتفاع استثماراتها.
في غضون 8 سنوات فقط ارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر الصيني في الاتحاد الأوروبي من أقل من 840 مليون دولار أمريكي في عام 2008 إلى مستوى قياسي بلغ 42 مليار دولار أمريكي في عام 2016، وفقا لإحصائيات شركة الخدمات الاستشارية "روديوم".
aXA6IDMuMTM4LjExNi4xMjQg جزيرة ام اند امز