الصين تعترف: أمريكا ستظل أكبر قوة اقتصادية في العالم حتى 2035
تقرير مركز بحوث التنمية الصيني يتوقع أن الولايات المتحدة ستظل القوة العظمى الاقتصادية العالمية الوحيدة في العالم حتى عام 2035.
في ظل تباطؤ طموحات الصين لدورها المستقبلي في الاقتصاد العالمي، توقع تقرير صادر عن مركز بحوث التنمية التابع لمجلس الدولة الصيني، أن الولايات المتحدة ستظل القوة العظمى الاقتصادية العالمية الوحيدة في العالم حتى عام 2035، على الرغم من أن دور التنين الآسيوي سيصبح أكثر أهمية في المشهد الاقتصادي العالمي.
وعلى الرغم من عدم تطرق التقرير بشكل مباشر إلى الحرب التجارية القائمة بين الصين والولايات المتحدة، إلا أنه أشار لتأثير تلك الحرب على دور الصين في الاقتصاد العالمي خلال العقدين القادمين.
وغالباً ما يُفترض أن الصين ستتفوق على الولايات المتحدة باعتبارها الاقتصاد رقم واحد في العالم، أو على الأقل ستحصل على المكانة نفسها التي تتمتع بها قوة اقتصادية عالمية كبرى، في غضون العقد القادم.
وكان بنك ستاندرد تشارترد البريطاني قد توقع في يناير/كانون الثاني الماضي، أن تتفوق الصين على الولايات المتحدة كأكبر اقتصاد في العالم في أقرب وقت بحلول عام 2020.
وجاءت أحدث التوقعات الصادرة عن مؤسسة الأبحاث المملوكة للدولة الصينية التي نشر ملخص لها في جريدة "إيكونوميك ديلي" الصينية اليومية أمس الثلاثاء، في وقت واجهت فيه حملة بكين العالمية مقاومة متزايدة وتراجعت آفاق نموها بسبب تصاعد التوترات التجارية مع واشنطن.
وفقا لتقرير مركز بحوث التنمية التابع للدولة، سيظل الاقتصاد الأمريكي مهيمنا حتى عام 2035 - وهو العام نفسه الذي اختص به الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني في أكتوبر/تشرين الثاني عام2017، باعتباره العام الذي ستصبح فيه الصين "دولة حديثة كلياً".
وأشار تقرير مركز البحوث الصيني أنه على الرغم من أن الوضع الاقتصادي للصين سيرتفع خلال العقدين المقبلين، إلا أنه سيبقى خلف الولايات المتحدة.
كما قال التقرير أنه "على المدى القصير، سيستمر استهلاك الولايات المتحدة في الازدهار وسيكون عاملاً رئيسياً في تعزيز النمو الاقتصادي"، مستشهدا بمعدل النمو المحتمل 2٪ على المدى الطويل المتوقع من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وتوقع التقرير للاتحاد الأوروبي واليابان أن يصبحان أضعف، حيث تنحدر اليابان من المرتبة الثالثة إلى خامس أكبر اقتصاد بحلول عام2035، وتصبح ألمانيا الدولة الأوروبية الوحيدة في البلدان السبعة الأولى.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة ستبقى الاقتصاد الأعلى، فإن "جاذبية النمو الاقتصادي العالمي ستتحول من أمريكا وأوروبا إلى آسيا" بحلول عام 2035.
وقد نما الناتج المحلي الإجمالي للصين إلى 13.1 تريليون دولار في العام الماضي، أي حوالي ثلثي حجم الاقتصاد الأمريكي، إلا أن معدل النمو الصيني تباطأ إلى أدنى مستوياته منذ 28 عاما عند 6.6% العام الماضي، وسط الرياح المعاكسة لحملة الحكومة لخفض الديون والإقراض الخطير وتزايد التوترات التجارية الخارجية.
وأشار التقرير إلى احتمالية استمرار تراجع معدل النمو الصيني، إذا صعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من حرب التجارة الحالية، بعد أن هدد بزيادة معدلات التعريفة الجمركية عندما تنتهي مدة الهدنة التجارية التي تبلغ مدتها 90 يومًا في الأول من مارس/آذار المقبل، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري.
وتسعي بكين إلى تخيف حدة موقفها الذي اتخذته العام الماضي عندما اختارت الرد الانتقامي ضد زيادات ترامب في التعريفة الجمركية، حيث إنه في الأسابيع الأخيرة، وعد المسؤولون الصينيون علناً بشراء المزيد من السلع الأمريكية، وفتح أسواقها، وتعزيز حماية الملكية الفكرية وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية.