وثيقة.. واشنطن تخشى تقنية صينية تبقي الأعداء في الظلام
في زمن الحرب، تخشى الولايات المتحدة الأمريكية تقنية صينية للسيطرة على الأقمار الصناعية للأعداء، ما يجعلها عديمة الفائدة.
وكشفت وثيقة أمريكية مسربة عن أن "الصين تبني أسلحة سيبرانية متطورة للسيطرة والتحكم بالأقمار الصناعية للأعداء، ما يجعلها عديمة الفائدة في إرسال إشارات البيانات أو المراقبة خلال زمن الحرب".
وتقدر الولايات المتحدة أن جهود الصين لتطوير قدرات من أجل "حرمان، أو استغلال، أو اختطاف" أقمار العدو الصناعية هي جهود أساسية ضمن هدفها للسيطرة على المعلومات، التي تعتبرها بكين "مجال قتال" رئيسيا.
وكانت الوثيقة التي تحمل علامة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، والتي أصدرت هذا العام واطلعت عليها صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، كانت واحدة من بين عشرات يعتقد أن شابا بالحرس الوطني الجوي (21 عاما) شاركها على منصة "ديسكورد" التي تشتهر بين لاعبي ألعاب الفيديو.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن قدرة سيبرانية بهذه الطبيعة ستتخطى بكثير أي شيء أرسلته روسيا في أوكرانيا، حيث اتبعت فرق الحرب الإلكترونية نهج القوة الغاشمة دون تأثير يذكر.
وتحاول تلك الهجمات، التي تم تطويرها للمرة الأولى في الثمانينيات، حجب الإشارات بين أقمار سبيس إكس ذات المدار المنخفض ومحطاتها على الأرض من خلال بث ترددات مشابهة من أنظمة تشويش محملة على شاحنات مثل "تيرادا-2".
وتستهدف الهجمات السيبرانية الصينية الطموحة محاكاة الإشارات التي تتلقاها أقمار العدو الصناعية من مشغليها، وتوقع بهم إما بالسيطرة الكاملة عليهم وإما بتعطيلها خلال لحظات حاسمة من القتال.
وقالت الوثيقة السرية الأمريكية إن هذه القدرة السيبرانية ستمكن الصين "من السيطرة على قمر صناعي، وشل قدرته على دعم الاتصالات، أو الأسلحة، أو الاستخبارات، أو المراقبة، وأنظمة الاستطلاع". ولم تكشف الولايات المتحدة قط ما إذا كان لديها قدرات مشابهة.
وتسعى تايوان، التي لاحظت مدى أهمية الاتصالات عبر الأقمار الصناعية للجيش الأوكراني، لبناء بنية تحتية للاتصالات والتي يمكنها الصمود في وجه "هجوم من الصين".
وتتمسك بكين بسيادتها على تايوان وتلوح بين وقت وآخر بأنها قد تفرض هذه السيادة بالقوة إذا ما اقتضت الضرورة، فيما تواصل إبداء رفضها لتحركات غربية تقول إنها تنتهك سيادتها على الجزيرة.
وكانت "فايننشال تايمز" قد أوردت في يناير/كانون الثاني أن تايوان تغازل المستثمرين لإنشاء مزود للأقمار الصناعية خاص بها، في حين تجرب "الأنظمة الساتلية" غير المستقرة بالنسبة إلى الأرض في 700 موقع بشتى أنحاء تايوان لضمان عرض النطاق الترددي في حال حدوث حرب أو كوارث.
وأشار التقييم المسرب إلى أن أهداف الصين أكثر تطورا بكثير، حيث تسعى لتدمير قدرة الأقمار النصاعية -التي تميل للعمل في مجموعات مترابطة- للتواصل مع بعضها البعض، لنقل الإشارات، وتوجيه الأوامر لمنظومات الأسلحة، أو لإرسال بيانات إلكترونية مرئية ومعترضة.
وحذر مسؤولون أمريكيون من أن الصين أحرزت تقدما كبيرا في تطوير تكنولوجيا الفضاء العسكرية، بما في ذلك اتصالات الأقمار الصناعية.
وقال تشارلي مور، جنرال متقاعد بالقوات الجوية خدم بمنصب نائب قائد القيادة السيبرانية للولايات المتحدة، إن الصين تبذل جهودا كبيرة للتصدي إلى الأفضلية غير المتكافئة التي تتمتع بها الولايات المتحدة في المجالات السيبرانية والفضائية.
وأضاف مور، وهو أستاذ زائر بجامعة فاندربيلت في ولاية تينيسي: "تفهم الصين التفوق الذي تتمتع به الولايات المتحدة في المجالين السيبراني والفضائي، لذا فهم ليسوا مهتمين للغاية بتحسين قدراتهم فحسب لكن أيضًا الاستفادة مما نشير إليه بأنه ميزة المتحرك الأول في كلا المجالين".
وتابع: "إنهم يعملون على جميع القدرات التي يريدون الحصول عليها من وجهة نظر دفاعية وهجومية، ومن وجهة نظر الاستخبارات، والمراقبة، والاستطلاع".
aXA6IDMuMTIuNzMuMTQ5IA==
جزيرة ام اند امز