يو هوا.. روائي الواقعية في الصين
أعمال "يوهوا" اتسمت بالواقعية، فيميل في كتابته إلى رصد حال المجتمع الصيني، والحديث عن المهمشين والبسطاء؛ لذا أصبحت رواياته الأكثر مبيعا
داخل مقر عمله كطبيب أسنان، شعر "يوهوا" بالملل، اقترب من النافذة وقف شاردًا ينظر إلى الشارع الرئيسي، قبل أن يشاهد عددا من العاملين بالقصر الثقافي يتسكعون في المكان، هرول ناحية أحدهم ليسأله عن طبيعة عمله، حينها تغير مسار حياته، ترك مهنته وتقدم إلى قصر الثقافة وبات الأدب هو شاغله الأول، ليُصبح بعد ذلك واحدا من أهم الأدباء في الصين.
ولد "يوهوا" في 3 أبريل 1960 لأسرة بسيطة بمدينة خاي يان بمقاطعة جي جيانغ، كان الهم الأول لأسرته هو عمله بالطب، وهو ما تحقق بالفعل لكن سرعان ما اتجه إلى عالم الرواية، وأصدر قصته القصيرة الأولى "النجوم" في مجلة أدب بكين عام 1983، ومن بعدها توالت أعماله التي شكلت جزءا من الحركة الأدبية في الثمانينيات داخل الصين، فضلًا عن التحاقه بمعهد لوشون للأدب بجامعة المعلمين ببكين لرغبته في التعرف على هذا العالم عن قُرب وبشكل أكاديمي.
اتسمت أعمال "يوهوا" بالواقعية، يميل في كتابته إلى رصد حال المجتمع الصيني، والحديث عن المهمشين والبسطاء، يحكي عن معاناتهم أحيانًا، ويتوغل بلغة بسيطة ورشيقة في عوالمهم، حياتهم وأعمالهم، علاقاتهم الإنسانية، أزماتهم مع سوق العمل وما يترتب عليه فيه تفاصيلهم اليومية، لذا بات قريبًا إلى الشباب الصيني وأصبحت أعماله الأكثر مبيعًا لديهم ويحظى باهتمام بالغ في بكين.
قدم يوهوا حتى الآن 5 روايات طويلة هي: الأشقاء، ومذكرات بائع الدماء، ومناجاة تحت المطر، واليوم السابع، وروايته الأشهر "على قيد الحياة"، وأيضًا 6 مجموعات قصصية، حصل من خلالها على العديد من الجوائز المحلية والعالمية أبرزها جائزة "جيرنزان كافور" الإيطالية في 1998، وسام الفنون والآداب بدرجة فارس من فرنسا 2004، وجائزة الإسهام المتميز في الكتاب الصيني 2005.
تُرجمت أعمال يوهوا إلى أكثر من 20 لغة أجنبية من بينها العربية في الإمارات ومصر والكويت، وقال الكاتب الصيني الكبير في حديث له مع "العين الإخبارية" إن تلك الخطوة المتأخرة جاءت بعد سنوات طويلة من بدايته في عالم الأدب، ورغبته في وصول أعماله إلى القارئ العربي والمصري، معبرًا عن سعادته بإتاحتها للجمهور من خلال مترجم يثق في قدرته على توصيل العمل بدرجة عالية من الإتقان وهو الدكتور حسانين فهمي الذي يعمل أستاذا للغة الصينية بكلية الألسن.
وقرأ يوهوا العديد من الأعمال العربية خاصة روايات الأديب المصري نجيب محفوظ، ولديه اهتمام بمعرفة صدى أعماله لدى الجمهور العربي، يهتم بآرائهم التي يتلقاها في زيارته للإمارات ومصر خلال المعارض والندوات.
خلال الفترة الحالية يعمل يوهوا على روايته الجديدة، التي أوشك على الانتهاء منها، لكنها لن تصدر خلال الشهور الجارية، إذ ينوي إتمامها بعد انتهاء جولته في عدد من الدول العربية والأجنبية، يعود بعدها إلى الصين في عُزلة للاستغراق من جديد في عمله الأدبي والانتهاء منه ومراجعته حتى يصبح جاهزًا للنشر.