ليلة الإطاحة بأشهر ملياردير صيني.. "نملة" جاك ما في قبضة المسؤولين
في الظل.. يبدو أن مسمارا جديدا قد دُق بالفعل في نعش إمبراطورية الملياردير الصيني الأشهر "جاك ما" بعد الاتفاق على الإطاحة به من النملة العملاقة "أنت جروب".
ومنذ يناير/كانون الثاني الماضي، يعاني جاك ما مؤسس مجموعتي "علي بابا" و"أنت جروب"، من غضب المسؤولين بعد أن وصفهم بـ"عقلية البندق" التي تتسبب في خنق الابتكار.
وقد بدت كلمته تلك خطا فاصلا أعلنت عنده بكين "نفاد صبرها" على الرجل الذي استغل التكنولوجيا واحتكر السوق ووسع رقعة إمبراطورياته لتتجاوز ما هو "مسموح به".
وتقول مصادر مطلعة في تصريحات نقلتها وكالة رويترز للأنباء، إن مجموعة Ant (أنت جروب) العملاقة التي كانت بصدد ابتلاع عشرات المليارات في اكتتاب كان يتوقع له أن يصبح الأضخم في التاريخ، تدرس حاليا سيناريوهات الإطاحة بجاك ما.
ووفق المصادر، ستعرض المجموعة على مؤسسها "جاك ما" التخلي عن حصته لصالح أحد المستثمرين التابعين للدولة.
وأشارت الاجتماعات مع المنظمين الصينيين إلى أن الشركة تأمل في أن تساعد هذه الخطوة في رسم خط تحت رقابة من بكين لأعمالها، بحسب وصف المصادر.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في وقت سابق أن ما عرض في اجتماع نوفمبر/تشرين الثاني مع المنظمين تسليم أجزاء من Ant إلى الحكومة الصينية.
وعقد مسؤولون من البنك المركزي، وبنك الشعب الصيني، والهيئة التنظيمية المالية للبنوك والتأمين في الصين محادثات بين يناير/ كانون الأول ومارس/ آذار مع جاك ما و Ant بشكل منفصل، حيث تمت مناقشة إمكانية خروج رجل الأعمال من الشركة.
"أنت جروب": دخان بلا نار
ورغم ذلك، قال متحدث باسم شركة Ant في بيان "سحب ملكية حصة السيد "ما" في Ant Group لم يكن أبدًا موضوع مناقشات مع أي شخص".
ولم تتمكن رويترز من تحديد ما إذا كان Ant و "ما" سوف يمضيان في خيار سحب الاستثمارات.
لكن، هل هذه الأخبار بالفعل "دخان بلا نار"؟.. لا يبدو ذلك.
أحد المصادر التي لها علاقات مع الشركة قال إن "أنت جروب" كانت تأمل بالفعل في بيع حصة ما، التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، إلى مستثمرين حاليين في Ant أو شركة التجارة الإلكترونية التابعة لها Alibaba دون إشراك أي كيان خارجي.
وأضاف المصدر أنه تم إخبار "ما" بأنه لن يُسمح له ببيع حصته إلى أي كيان أو فرد قريب منه، وسيتعين بدلاً من ذلك الخروج تمامًا.
وقال المصدر إن الخيار الآخر هو نقل حصته إلى مستثمر صيني مرتبط بالدولة.
يذكر أنه في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أوقفت الهيئات الناظمة الصينية في اللحظة الأخيرة اكتتابا عاما ضخما بقيمة 34 مليار دولار لـ"انت جروب"، وهي فرع من مجموعة علي بابا للدفع عبر الإنترنت.
"علي بابا" متهمة بالاحتكار
وفي وقت سابق، خفضت مجموعة علي بابا الصينية، من حجم تداعيات الغرامة الباهظة التي فُرضت عليها بقيمة 2,3 مليار يورو بسبب تجاوزات تتعلق بموقعها المهيمن.
يأتي ذلك في وقت ارتفعت قيمة أسهم الشركة، الرائدة بقطاع التجارة الإلكترونية عالميا، في بورصة هونج كونج على أمل أن تكون الصفحة قد قُلبت.
ومنذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، تخضع مجموعة علي بابا، وهي رمز نجاح الاقتصاد الرقمي في الصين، لتحقيق بسبب "الاشتباه بممارسات احتكارية".
وقالت الهيئة الناظمة، السبت الموافق 10 أبريل/نيسان الجاري، إن المجموعة التي أسسها الملياردير جاك ما، ارتكبت مخالفات وأدانت الشركة بغرامة باهظة.
واتُهم موقع علي بابا بفرض الحصرية على التجار الراغبين في بيع منتجاتهم على منصته، وتفادي التعامل مع مواقع التجارة الإلكترونية المنافسة.
وقال نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة جو تساي في مؤتمر عبر الهاتف "نقبل بصدق هذه العقوبة وسنمتثل لها بحزم".
وأضاف "استفدنا من نصائح حكيمة (من الهيئة الناظمة) في بعض المسائل المحددة المتعلقة بقانون مكافحة الاحتكار نحن مسرورون لتمكننا من طي الصفحة".
وتمثل قيمة الغرامة 4% من حجم أعمال المجموعة عام 2019، الذي بلغ 455,7 مليار يوان (58,45 مليار يورو)، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية.
aXA6IDMuMTQ1LjEwMy4xNjkg جزيرة ام اند امز