سر الظهور الغريب للملياردير الصيني "جاك ما" مع "بوتين"
أخيراً، ظهر الملياردير الصيني ومؤسس مجموعة علي بابا، للعلن، لكن هذه المرة خلال اجتماع افتراضي برئاسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويعد ظهور جاك ما للعلن، الأربعاء الماضي، للجمعية الجغرافية الروسية، الأول له منذ أن شنت الصين إجراءات صارمة ضده وغرمت شركته ضمن مجموعة علي بابا، وهي شركة تنشط في مجال التكنولوجيا.
وطيلة أكثر من 3 شهور ظل جاك ما بعيدا عن الأضواء، منذ أن اتخذت الصين إجراءات صارمة ضد شركاته، إذ فرضت الصين، الأسبوع الماضي، غرامة قدرها 2.8 مليار دولار على شركة التجارة الإلكترونية علي بابا.
قصة جاك ما
تعود هذه المخالفة بسبب قضايا مكافحة الاحتكار بحسب الحكومة الصينية التي رأت أن الشركة تمارس نوعا من احتكار السلع المبيعة في السوق المحلية، وهو ما يخالف قواعد التجارة التي تتبعها البلاد.
وعلى الرغم من مشاركته في الاجتماع بصفته عضو في مجلس أمناء المجموعة الجغرافية، فإن "جاك ما" الذي يعد رئيسا لشركة علي بابا، ولكنه ظل مساهما رئيسيا فيها، لم يتحدث مطلقا خلال الاجتماع.
يأتي ذلك، بينما ترى مجموعة علي بابا أن الصين تقوم منذ شهور بقمع المجموعة وشركاتها التابعة، وأبرزها شركة آنت جروب وهي شركة الخدمات المالية التي أسسها "ما" ويسيطر عليها.
وبحسب تقرير نشرته "بزنس إنسايدر" الأمريكية، فإن جاك ما لم يُشاهد علنً منذ 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ومقطع فيديو ظهر فيه لثواني في 20 يناير/كانون الثاني 2021، مما أثار تكهنات واسعة النطاق حول مكان وجوده.
جاء اختفاؤه من الحياة العامة بعد أن انتقد نظام التنظيم المالي الصيني في 24 أكتوبر 2020؛ وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أدخلت الصين لوائح جديدة أوقفت الطرح العام الأولي لمجموعة Ant المالية التابعة لـ "علي بابا".
وأعلنت مجموعة آنت المالية الأسبوع الماضي، أنها وافقت على إعادة الهيكلة والسماح بمراقبة عملها بشكل أكثر إحكاما بعد مطالب من الحكومة الصينية.
ورأى مراقبون أن ظهور الملياردير الصيني في اجتماع مع بوتين، قد يكون إشارة لاستمرار خلافاته مع النظام الصيني، وأن هذا الظهور العلني الأول منذ شهور، يعني بطريقة أو بأخرى، أنه حاصل على حماية من الرئيس الروسي.
لكن من الناحية الأخرى، فإن "جاك ما" أظهر احتراما للقرارات الصينية والغرامات بحق إحدى شركاته الأسبوع الماضي، ولم يظهر أي ردود فعل سلبية على قرار المحكمة الصينية بدفع غرامة اقتربت من 3 مليارات دولار أمريكي.
إمبراطورية "علي بابا"
وتتصدر مبيعات شركة علي بابا للتجارة الإلكترونية قائمة شركات التجارة الإلكترونية حول العالم، بما فيها العملاق الأمريكي "أمازون". وتنفذ الشركة منذ قرابة 8 سنوات، خطة تؤدي في النهاية إلى فتح طريق حرير إلكتروني حول العالم.
وتتجاوز مبيعات مجموعة علي بابا (تضم شركات فرعية في مجال التوصيل والمدفوعات الإلكترونية) السنوية 200 مليار دولار، ويعمل بها أكثر من 24 ألف موظف.
بيانات صادرة عن الشركة أظهرت أنها تعمل في أكثر من 100 مدينة حول العالم خارج الصين، خاصة في دول آسيوية وأوروبية.
وتستحوذ الشركة العملاقة على قرابة 82% من حجم التجارة الإلكترونية داخل السوق الصينية، التي تحصي قرابة 1.39 مليار نسمة.
وتعد الصين أكبر سوق للتجارة الإلكترونية حول العالم، وسط تنامي الطلب على التجارة الإلكترونية عالميا، إذ يتوقع أن تبلغ مبيعات التجارة الإلكترونية 1.7 تريليون دولار سنويا بحلول 2021.
aXA6IDMuMTYuNzUuMTU2IA== جزيرة ام اند امز