الصين.. مقهى لمساعدة المصابين بالتوحد على الاندماج المجتمعي
أول مقهى فريد من نوعه في البلاد، جميع العاملين به مصابون بالتوحد.
افتتح مؤخرا بمدينة شنجهاي الصينية، أول مقهى فريد من نوعه في البلاد، كل من يعمل به مصاب بالتوحد، وعلى عكس المقاهي التقليدية التي يختارها الزبائن، فإن هذا المقهى هو من يختار زبائنه.
وبحسب ما ذكرته شبكة أخبار "شين لانج" الصينية، فإن رواد هذا المقهى أشخاص منتظمون تم اختيارهم بعد إجراء الاختبار كمتطوعين للتحدث مع الموظفين المصابين بالتوحد لمساعدتهم على تحسين مهاراتهم في التواصل مع الآخرين، مقابل قهوة مجانية. وتم اختيار العملاء من أكثر من 3500 شخص تقدموا بطلبات للمشاركة في المشروع.
يقول تساو شياوشيا، مؤسس المقهى الخيري لمساعدة مرضى التوحد: "في هذا الشهر فقط، حقق موظفونا التوحديون تقدمًا كبيرًا في لغتهم ومهارات التواصل مع الأشخاص، والمقهى ليس مفتوحاً للجمهور، ولا يعد عملية تجارية بقصد الربح، بل أنه عمل خيري".
وقال تساو: "الأمر كله يتعلق بمحاولة مساعدة المراهقين التوحديين على الاندماج في المجتمع من خلال تحسين طريقة تواصلهم"، موضحًا أن أعمار الموظفين المصابين بالتوحد بالمقهى تتراوح ما بين 15 إلى 27 عاماً، وجميعهم من الذكور .
وأشار تساو إلى "وجود برامج كثيرة في أنحاء البلاد تمنح الفرصة للمراهقين التوحديين للتواصل مع أشخاص لا يعانون من التوحد، ولكن لا يوجد مثل هذا البرنامج الذي يشتمل على مجموعة من مصابي التوحد الذين يعملون معًا ويتفاعلون أيضاً مع الآخرين".
وتشير التقديرات إلى أن هناك أكثر من 10 ملايين شخص مصاب بمرض التوحد في البر الرئيسي للصين، وفقاً لخدمة أخبار الصين التي تديرها الدولة، ويؤثر هذا الاضطراب على سلوك الشخص والتفاعل مع الآخرين، وتواصلهم وتعلمهم، ويتراوح في شدته وأعراضه.
وقالت والدة أحد المراهقين ويدعى وانج تشينج تشي، 16 عاما، إن ابنها أصبح أكثر اهتماما بالعمل في المقهى أكثر من اهتمامه بالأنشطة الأخرى.
وأضافت أنها شهدت بالفعل تغييرًا في سلوك ابنها منذ بدء مشروع المقهى، بأن أصبح اجتماعيا بشكل مذهل داخل المنزل، وكثيرا ما يعرض عليها مساعدتها في الأعمال المنزلية مثل غسيل الصحون.
وأضافت قائلة: "في الماضي، لم أكن أتصور أبداً أن يتصالح ابني مع الآخرين، أو أن يشارك أشخاصا آخرين للقيام بالأمور معًا، وبعد رؤية ما يفعله في المقهى، أنا فخور به للغاية".
aXA6IDE4LjExNy4xODguMTA1IA== جزيرة ام اند امز