محكمة صينية تستعين بالذكاء الاصطناعي لتحقيق العدالة
الذكاء الاصطناعي بمحكمة شنغهاي يساعد القاضي في التأكد من الحقائق، وتحديد الأدلة، وحماية حقوق المقاضاة، وضمان معاقبة المذنبين بشكل عادل.
اعتمدت محكمة شنغهاي في الصين برمجيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتسهيل جلسات الاستماع القضائية، مع استخدام القضاة والمدعين العامين للتقنية الجديدة لتحسين الكفاءة والدقة في تحقيق العدالة.
وحسب ما ذكرته شبكة أخبار التليفزيون الصيني المركزي "سي سي تي في"، تم اختبار البرنامج لأول مرة في يناير/كانون الثاني، خلال قضية تتعلق بالسرقة والقتل.
وقال هوانج بوا تشينج، نائب رئيس محكمة شنغهاي الشعبية المتوسطة الثانية، إنه خلال المحاكمات السابقة، استغرق تحديد الأدلة والتحقق منها الكثير من الوقت، إلا أن برنامج الذكاء الاصطناعي الجديد ساعدهم في حصولهم على نتائج أفضل في وقت أقل.
واستخدمت محكمة الشعب المتوسطة رقم 2 في شنغهاي تكنولوجيا يطلق عليها "نظام 206"، الذي تم تطويره بشكل مشترك من قبل الشركة التكنولوجيا الصينية iFlytek" والأجهزة القضائية والنيابية والأمنية العامة في البلاد.
وفي حين شهد "نظام 206" اختباراً في العديد من المدن الصينية في العام الماضي، وتم تنفيذ تقنية مختلفة من الذكاء الاصطناعي في قاعات المحاكم الأخرى، أصبحت محكمة شنغهاي أول محكمة تعتمد هذا البرنامج الجديد رسمياً.
ويمكن لـ"نظام 206" الاستجابة للأوامر الصوتية لعرض المعلومات ذات الصلة على الشاشات الرقمية، كما أنه قادر على نسخ الكلام في جلسات الاستماع وتحديد المتحدثين حسب أدوارهم: القضاة والمدعون العامون والمدعى عليهم وغيرهم.
وقال تشينج: "يمكن للنظام الذكي مساعدة القاضي في التأكد من الحقائق، وتحديد الأدلة، وحماية حقوق المقاضاة، وضمان معاقبة المذنبين بشكل عادل، دون الخضوع للتحقيق الجنائي".
وفي السنوات الأخيرة، تم تنفيذ إصلاحات قضائية باستخدام التكنولوجيا الذكية لمنح المحاكم الصينية إمكانية الوصول إلى قاعدة البيانات المركزية للوثائق القانونية في البلاد.
وبموجب نظام المحاكم الذكية، كان لدى البلد بيانات عن 122 مليون قضية قانونية وأكثر من 6 ملايين سجل محاكمات بحلول نهاية عام 2017.
وبالإضافة إلى القضايا الجنائية، تستخدم المحاكم الصينية أيضاً الذكاء الاصطناعي للتعامل مع النزاعات على الإنترنت والقضايا المدنية.
وفي محكمة هانجتشو للإنترنت، لا يحتاج المحامون الذين يمثلون موكليهم إلى الحضور مادياً في قاعة المحكمة؛ حيث يمكنهم تقديم حججهم أمام القضاة باستخدام نظام اتصال عبر الإنترنت.
وسبق أن اعتمدت المحكمة الشعبية المتوسطة في مدينة بكين، لأول مرة، استخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي داخل قاعة المحكمة لتمثيل إحدى الجرائم الجنائية، العام الماضي.
وفي قاعة المحكمة، طلب المدعي العام من الشاهد ارتداء نظارة الواقع الافتراضي والبدء في محاكاة ما شاهده أثناء وقوع جريمة القتل، وتجسيد صور وفيديوهات ثلاثية الأبعاد تُعرض بشكل مباشر على شاشة كبيرة أمام القضاة والمحامين داخل القاعة.
وقال تشوانج وي، وهو ضابط بالنيابة الشعبية لبلدية بكين، إن "تكنولوجيا الواقع الافتراضي يمكن أن تقدم الدليل بطريقة أكثر مباشرة وشفافية، كما يمكن للنظام المرئي مساعدة المحققين والقضاة بشكل فعال على تحسين الكفاءة وتعزيز قوة الأدلة وتصور الشهادة في قاعة المحكمة".