فرشاة الكتابة.. رمز من رموز الثقافة الصينية

تاريخها يعود لمئات السنين ولها أكثر من 200 نوع شهدت صناعتها تطورا كبيرا، وباتت إحدى الأدوات التي يبادر المحبون للتحف إلى جمعها.
تعد فرشاة الكتابة إحدى مكونات "كنوز المكتبة الصينية الأربعة" إلى جانب الحبر والورق والمحبرة.
وتصنع فرشاة الكتابة الصينية عادة من وبر الأرنب أو الذئب أو الفأر أو من صوف الأغنام، وكانت تستعمل في الصين القديمة للكتابة، ثم تطور استعمالها شيئا فشيئا نحو الرسم أيضا. وتختلف الفرشاة الصينية حسب نوع المواد الأولية وطريقة ومكان الصنع وقياس مستوى الليونة والصلابة. حيث يمكن أن تتجاوز أنواعها 200 نوع.
وتقول الأبحاث ذات الصلة بأن تاريخ الفرشاة يعود إلى العصر الحجري الصيني الحديث، حيث أظهرت بعض الحفريات أن "الكتابة على العظام" (الجياكو ون) قد كتبت في مرحلة أولى عبر الفرشاة، ثم نحتت عبر الأدوات الحادة. وعثر علماء الآثار على أقدم فرشاة في مقبرة تشو التي تعود إلى أواسط حقبة الممالك المتحاربة قبل 2500 عام.
وسبق ظهور الفرشاة الصينية ظهور قلم القصب المصري وقلم الريشة في أوروبا، لكن الأخيريْن اختفيا من مجال الاستعمال، في حين ما زالت الفرشاة الصينية تستعمل إلى الآن. وتعد الفرشاة الصينية إلى جانب قلم الحبر السائل، وقلم الرصاص وقلم الحبر الجاف أكبر 4 أدوات للكتابة في العصر الحديث. وتستعمل في الوقت الحالي، على نطاق واسع في مجال الكتابة والرسم.
وعلى مرّ العصور، شهدت صناعة فرشاة الكتابة الصينية تطورا على مستوى الجودة والحرفية، وباتت تعد إحدى الأدوات التي يبادر المحبون للتحف إلى جمعها. وترتبط الفرشاة بشكل وثيق بالكاليجرافيا الصينية أو "فن الخط الصيني". حيث مكّن استعمالها من تطوير هذا الفن الصيني القديم وتوارثه عبر الأجيال.
من جهة أخرى، ترتبط الفرشاة بـ"الرسم الصيني"، ودائما ما يكون الرسّامون المتميزون في هذا النوع من الرسم، يتمتعون ببراعة في استعمالها. يمكن القول إن فرشاة الكتابة الصينية تختزن الذاكرة الثقافية الصينية والحنين إلى الماضي وجمالية الذوق. ولهذا سيتواصل توارث هذه الأداة القديمة جيلا بعد جيل في الصين.