"أسوشيتد برس": استعراض اليوم الوطني يظهر قوة بكين الاقتصادية والعسكرية
بكين نظمت عرضا عسكريا بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية يظهرها كقوة عالمية طموحة
اعتبرت وكالة "أسوشيتد برس" أن العرض الذي نظمته الصين، بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، يمثل استعراضا للقوة الاقتصادية والعسكرية.
وقالت الوكالة الأمريكية، الثلاثاء، إن شاحنات تحمل أسلحة تشمل صاروخا نوويا مصمما للتملص من أنظمة الدفاع الأمريكية شاركت في عرض عسكري، يظهر بكين كقوة عالمية طموحة على نحو متزايد.
وعرض الجيش الصيني أسلحته الأكثر تطورا، وبعضها لأول مرة، بينما تقدمت صفوف الجنود في مسيرات أمام الرئيس الصيني، شي جين بينج، وغيره من القادة في ساحة تيانانمن، القلب السياسي الرمزي للبلاد، في الوقت الذي لوح الآلاف من المتفرجين بالأعلام الصينية، وحلقت طائرات مقاتلة على ارتفاع منخفض.
وتحتفل بكين بذكرى تأسيس جمهورية الصين الشعبية في الأول من أكتوبر/تشرين الأول عام 1949، على يد الزعيم آنذاك ماو تسي تونج في أعقاب الحرب الأهلية.
وأشارت الوكالة إلى أن الحدث يسلط الضوء على تكنولوجيا الأسلحة الصينية سريعة التطور، التي دفعتها طفرة اقتصادية استمرت لثلاثة عقود، دعمت زيادة الإنفاق العسكري بنسبة قدرها 400٪ خلال العقد الماضي.
وفي هذا الصدد، يقول محللون أجانب، إن بكين تقترب من مواكبة الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا بالصواريخ والطائرات بدون طيار وبعض المجالات الأخرى.
ويعكف جيش التحرير الشعبي الصيني، وهو أكبر جيش في العالم قوامه 2 مليون رجل وامرأة في الخدمة، على تطوير طائرات مقاتلة، وأول حاملة طائرات صينية الصنع، وجيل جديد من الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية.
في السياق، قال يوي جانج، العقيد المتقاعد بالجيش والمعلق العسكري، إن عرض الثلاثاء "يهدف إلى إظهار ثقة الصين للعالم الخارجي وقدرتها على حماية مصالحها الخارجية".
وأضاف: "على الرغم من أن الصين قد حققت تحسينات وساعة النطاق في معداتها العسكرية، فإنها تحتاج إلى مواصلة بذل الجهود وينبغي لها أن تظل يقظة ولا تتراخى".
ولفتت الوكالة إلى أن أحد الأسلحة التي تم مراقبتها عن كثب والتي تم كشف النقاب عنها، الثلاثاء، هي طائرة "دونجفينج-17" Dongfeng-17، وهي طائرة شراعية قادرة على حمل رأس نووي، يقول محللون أجانب إنها مصممة للمناورة بسرعة عالية وتجنب الدفاعات المضادة للصواريخ.
ويُعتقد أن صاروخًا آخر تم عرضه، وهو "دونجفينج-41" Dongfeng-41، يصل مداه إلى 15 ألف كيلومتر، ما يجعله الصاروخ العسكري الأبعد مدى في العالم، ويقول محللون إنه ربما يكون قادرا على حمل ما يصل إلى 10 رؤوس حربية لضرب أهداف منفصلة.
ورجحت الوكالة أن تركيز بكين على الصواريخ والأسلحة بعيدة المدى الأخرى يعكس رغبتها في أن تحل محل الولايات المتحدة باعتبارها القوة المهيمنة في المنطقة، وإنفاذ مطالبها على تايوان وبحر الصين الجنوبي وغيرها من المناطق المتنازع عليها.
وكان جيش التحرير الشعبي قد حقق ثاني أعلى إنفاق عسكري في العالم بما يقدر بنحو 250 مليار دولار في العام الماضي، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام، بينما تصدر الجيش الأمريكي وقوامه 1.3 مليون شخص الإنفاق العالمي بقيمة 650 مليار دولار.
وتمتلك الصين نحو 280 رأسا نوويا مقارنة بـ6450 رأسا للولايات المتحدة و6850 لروسيا، وتقول بكين إنها تريد "الحد الأدنى من الردع النووي الموثوق به"، لكنها لن تكون أول من يستخدم الأسلحة النووية في أي صراع.
وقالت وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية في تقرير لها في يناير/كانون الثاني الماضي، إن الصين يمكنها "الوصول إلى الخصوم المحتملين في جميع أنحاء العالم".