جدل بين العلماء حول فاعلية هذا الدواء لعلاج كورونا
الأمريكيون متحمسون والصينيون يؤكدون والفرنسيون يدرسون
الجدل يستعر حول استخدام عقار هيدروكسي كلوروكين منذ أسابيع خاصة مع موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
يجري باحثون فرنسيون دراسة واسعة النطاق للوصول إلى إجابة نهائية حول فاعلية أحد مشتقات عقار كلوروكين كعلاج لفيروس كورونا المستجد، خاصة مع وصف فريق طبي صيني لهذا العلاج بأنه "واعد".
ويستعر الجدل حول استخدام عقار هيدروكسي كلوروكين منذ أسابيع عدة خاصة مع وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للعقار بأنه "هبة من السماء" ومساهمة كبيرة من العالم الفرنسي ديدييه راوولت، الذي نشر مؤخرا دراستين تدعمان "فاعلية العقار"، على حد قول الطبيب الفرنسي.
وللوصول إلى حل نهائي في هذه القضية، أعلن فريق من مركز أنجيه الاستشفائي الجامعي بدء دراسة تعتمد على أفضل المعايير العلمية والمنهجية، وتشمل 1300 مريض مصاب وتجرى في ظروف لا تترك مجالا للشك في تحليل النتائج، بحسب البروفيسور فينسان دوبيه الذي يقف وراء المشروع.
وأطلق على هذه الدراسة اسم "إيكوفيد"، وتعتمد على منهج "التعمية المزدوجة" الذي يعني عدم معرفة الأطباء والمرضى إن كان المصاب يتلقى عقار كلوروكين أو عقارا وهميا.
وقال دوبيه: "من نقاط القوة في الدراسة وجود مرضى مصابين بشكل غير خطر لكنهم يواجهون احتمالا بإصابتهم بمضاعفات، لذا سنعالج الأشخاص في مرحلة مبكرة وهو على الأرجح عامل حاسم في نجاح العلاج، وستصدر النتائج الأولى في غضون أسابيع قليلة"، حسب قوله.
ونشر فريق صيني، الثلاثاء، نتائج دراسة أجريت في مستشفى بإقليم ووهان، خلص فيها إلى أن "هيدروكسي كلوروكين علاج واعد لمرض (كوفيد-19)"، إلا أن هذه الدراسة لم تخضع لمراجعة من لجنة متخصصة في مجلة علمية، ما دفع عددا من الخبراء إلى التقليل من أهمية نتائجها.
ودرس الأطباء في مستشفى "الشعب" في ووهان مجموعتين من المرضى، الأول تشمل 62 مصابا، تلقى 31 منهم هيدروكسي كلوروكين بمعدل 400 ملليجرام في اليوم، والمجموعة الأخرى تتكون من 31 مريضا لم يحصلوا على أي عقار.
وشُكلت المجموعتان عشوائيا بواسطة كمبيوتر وبلغ العمر المتوسط لأفراد المجموعة 44,7 عام، وكان المرضى يعانون من أعراض التهاب رئوي لم تكن له مضاعفات خطرة وحصلوا على "العلاج العادي" المتمثل في الأكسجين ومضادات الفيروسات والمضادات الحيوية من دون أي توضيحات إضافية، وأجريت صور مقطعية للرئتين قبل بداية الدراسة وبعد 5 أيام كاملة من العلاج.
وبعد هذه الفترة تبين أن حالة المرضى في المجموعة التي حصلت على هيدروكسي كلوروكين أفضل بكثير على صعيد الالتهاب الرئوي مع تحسن لدى 80,6% منهم، مقابل 54,8% للمجموعة المقابلة، فيما تراجعت أعراض الحمى والسعال بسرعة أكبر لدى المجموعة الأولى.
وخلص معدو الدراسة بحذر إلى تأكيد أن هيدروكسي كلوروكين "علاج واعد لمعالجة (كوفيد-19) في ظل غياب أي خيار آخر".
ورحب البروفيسور ديدييه راوولت، في تغريدة، بهذه النتائج وقال: "رغم العدد القليل من الحالات المدروسة لكن الفرق كبير وهذا يظهر فعالية هذا البروتوكول"، إلا أن آخرين طرحوا تساؤلات على المنهجية المتبعة دون أن يرفضوا النتائج كليا.
aXA6IDMuMTQ1LjU5LjI0NCA= جزيرة ام اند امز