مصر.. لا فرق بين مسلم ومسيحي في إجازة الحج
أعلى محكمة مصرية منحت العاملين المسيحيين أحقية الحصول على إجازة خاصة بأجر كامل لزيارة القدس مساواة بنظرائهم المسلمين
"حكماً تاريخياً" بهذا الوصف علق المهندس جورج عطا على حكم محكمة مصرية بعدم دستورية التمييز بين الحج وزيارة بيت المقدس في قانون العاملين المدنيين بالبلاد.
وقال فقيه دستوري، لبوابة "العين" الإخبارية، إن الحكم يترتب عليه تعديل النص ليسمح للموظفين المسيحيين بإجازة خاصة لزيارة بيت المقدس وتكون لمدة شهر، بالمساواة مع نظرائهم المسلمين الذين يؤدون فريضة الحج.
وبالأمس، أصدرت المحكمة الدستورية العليا (أعلى محكمة مصرية بالبلاد) حكمها، بأحقية الموظفين المسيحيين في الحصول على إجازة خاصة تكون لمدة شهر، لمرة واحدة طوال حياتهم الوظيفية، وبأجر كامل لزيارة القدس، مساواة بنظرائهم المسلمين.
وجاء في منطوق الحكم أن "المحكمة الدستورية العليا قضت اليوم بعدم دستورية الفقرة الأولى من قانون نظام العاملين المدنيين بالدولة فيما تضمنه من اقتصار نطاق تطبيق أحكامها على أداء فريضة الحج، وهو الأمر الذي يؤديه المسلمون فقط، دون زيارة بيت المقدس، بالنسبة للعامل المسيحي الديانة".
وقبيل حكم المحكمة، لم يكن لجورج وغيره من العاملين المسيحيين في القطاع الحكومي، الحصول على إجازة خاصة لمدة شهر بأجر كامل، لزيارة القدس، بل كان يتعين عليه أن يحصل على إجازة دون مرتب إن سمح له رصيد الإجازات بذلك، وفق ما أوضحه جورج لـ"العين".
وفي تصريحات خاصة لبوابة "العين" الإخبارية، اليوم الأحد، قال الفقيه الدستوري نور فرحات، إن الحكم يترتب عليه تعديل المُشرع للنص الدستوري، والمساواة بين العاملين المسيحيين والمسلمين أمام القانون في الحصول على الإجازة لأداء فريضة الحج، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الحكم يعني أن العامل المسيحي أصبح له الحق مثله مثل المسلم في الحصول على تلك الإجازة.
فرحات أوضح أن الحكم يمكن أن يمتد إلى أصحاب الديانات الأخرى، خاصة أنه استند على نص قانوني يرتبط بعدم التمييز بين المواطنين بسبب الجنس أو النوع أو العرق أو الدين.
من جانبه، قال المحامي نجيب جبرائيل، مقيم الدعوى، في تصريحات صحفية، إنه "على الرغم من أهمية الحكم، إلا أنه من الناحية العملية صعب التنفيذ، لوجود قرار من الكنيسة الأرثوذكسية في مصر بحظر سفر الأقباط إلى القدس إلا بعد تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي".
وألمح جبرائيل إلى أنه يمكن استفادة أصحاب الطوائف المسيحية الأخرى التي لا تحظر السفر إلى القدس مثل الطائفتين الإنجيلية والكاثوليك.
ويعود الحكم إلى دعوى أقامها جبرائيل منذ 3 سنوات أمام محكمة القضاء الإداري، وطعن فيها على قانون الوظيفة المدنية، وقررت المحكمة إحالتها للدستورية العليا التي فصلت فيها.
وحسب الإحصائيات الرسمية يبلغ عدد الموظفين في مصر نحو 7 ملايين، غير أنه لا توجد إحصائية بأعداد المسيحيين بينهم.